وما زلتُ أذكر حين التقينا صغيرين في شاطيء الجدوَلِ ومالت علينا ظلال الغصون كأني بنيت بها منزلي ونرسل للماء سيقاننا كطفلين في مرح سلسل نداعب أمواجه العابثات ونضحك حبا... ولم نحفل فتحبو إلينا... وتحنو علينا وتهمس للشاطئ المخملي ونرحل فوق جناح المنى وذكرك في الموج لم يرحل صغار نعيش بحلم الكبار وأهمس: يا حلوتي أنت لي ونبني من الرمل بيتاً صغيراً وأقرأ في الرمل مستقبلي ويصغي الرباب لأحلامنا ويعزفها غنوة للخلي مجنحة بعبير الشباب ورفَّتْ كأنشودة البلبل وقلت: أحب الجمال الودود فإن قلت: هاتي, فلا تبخلي فقالت: وعندي ينابيعه فقلت: وفي شطِّه منهلي وأملأ أملأ كأس الحياة بكف المشوق.. فلا تمتلي وأهتف: يا واحتي زمّليني بدفء الهوى... زمِّلي زمِّلي فتلتفّ في هالة من حياء أراه على جفنها المسبل وكنا ابتساماً بثغر الحياة وكنا وكنا... ولم نسأل ودار الزمانُ وعدت وحيداً إلى شاطئ الأمل الأول أفتش عن لهفتي في الرمال وفي الجدول الضاحك السلسل فلم ألق غير ابتسام الدموع ونوح الجفاف على جدولي فلا الرمل يذكر خطوي عليه ولا البيت باق... ولا أنت لي