وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال - المتنبي

0

نُعِدّ المَشرَفيّةَ والعَوالي

وتَقْتُلُنا المَنُونُ بِلا قِتالِ

ونَرْتَبِطُ السّوابِقَ مُقرَباتٍ

وما يُنْجينَ مِنْ خبَبِ اللّيالي

ومَنْ لم يَعشَقِ الدّنيا قَديماً

ولكِنْ لا سَبيلَ إلى الوِصالِ

نَصيبُكَ في حَياتِكَ من حَبيبٍ

نَصيبُكَ في مَنامِكَ من خيَالِ

رَماني الدّهرُ بالأرزاءِ حتى

فُؤادي في غِشاءٍ مِنْ نِبالِ

فَصِرْتُ إذا أصابَتْني سِهامٌ

تكَسّرَتِ النّصالُ على النّصالِ

وهانَ فَما أُبالي بالرّزايا

لأنّي ما انْتَفَعتُ بأنْ أُبالي

وهَذا أوّلُ النّاعينَ طُرّاً

لأوّلِ مَيْتَةٍ في ذا الجَلالِ

كأنّ المَوْتَ لم يَفْجَعْ بنَفْسٍ

ولم يَخْطُرْ لمَخلُوقٍ بِبالِ

صَلاةُ الله خالِقِنا حَنُوطٌ

على الوَجْهِ المُكَفَّنِ بالجَمَالِ

على المَدْفونِ قَبلَ التُّرْبِ صَوْناً

وقَبلَ اللّحدِ في كَرَمِ الخِلالِ

فإنّ لهُ ببَطْنِ الأرْضِ شَخْصاً

جَديداً ذِكْرُناهُ وهْوَ بَالِ

أطابَ النّفسَ أنّكِ مُتِّ مَوْتاً

تَمَنّتْهُ البَوَاقي والخَوَالي

وزُلْتِ ولم تَرَيْ يَوْماً كَريهاً

تُسَرّ النّفسُ فيهِ بالزّوالِ

رِواقُ العِزّ فَوْقَكِ مُسْبَطِرٌّ

ومُلْكُ عَليٍّ ابنِكِ في كمَالِ

سَقَى مَثْواكِ غادٍ في الغَوادي

نَظيرُ نَوَالِ كَفّكِ في النّوالِ

لِساحبهِ على الأجداثِ حَفْشٌ

كأيدي الخَيلِ أبصَرتِ المَخالي

أُسائِلُ عَنكِ بعدَكِ كلّ مَجدٍ

وما عَهدي بمَجدٍ عَنكِ خالِ

يَمُرّ بقَبرِكِ العافي فيَبكي

ويَشغَلُهُ البُكاءُ عَنِ السّؤالِ

وما أهداكِ لِلْجَدْوَى عَلَيْهِ

لَوَ انّكِ تَقدِرينَ على فَعَالِ

بعَيشِكِ هلْ سَلَوْتِ فإنّ قَلبي

وإنْ جانَبْتُ أرْضَكِ غيرُ سالِ

نَزَلْتِ على الكَراهَةِ في مَكانٍ

بَعُدْتِ عنِ النُّعامى والشَّمالِ

تُحَجّبُ عنكِ رائحَةُ الخُزامَى

وتُمْنَعُ منكِ أنْداءُ الطِّلالِ

بدارٍ كلّ ساكِنِها غَريبٌ

بَعيدُ الدّارِ مُنْبَتُّ الحِبالِ

حَصانٌ مثلُ ماءِ المُزْنِ فيهِ

كَتُومُ السّرّ صادِقَةُ المَقالِ

يُعَلّلُها نِطاسِيُّ الشّكايَا

وواحِدُها نِطاسِيُّ المَعَالي

إذا وَصَفُوا لهُ داءً بثَغْرٍ

سَقاهُ أسِنّةَ الأسَلِ الطِّوالِ

ولَيسَتْ كالإناثِ ولا اللّواتي

تُعَدّ لها القُبورُ منَ الحِجالِ

ولا مَنْ في جَنازَتِها تِجارٌ

يكونُ وَداعُها نَفضَ النّعالِ

مَشَى الأمَراءُ حَوْلَيها حُفاةً

كأنّ المَرْوَ من زِفِّ الرّئَالِ

وأبْرَزَتِ الخُدورُ مُخَبّآتٍ

يَضَعْنَ النِّقْسَ أمكِنَةَ الغَوالي

أتَتْهُنّ المُصيبَةُ غافِلاتٍ

فدَمْعُ الحُزْنِ في دَمعِ الدّلالِ

ولوْ كانَ النّساءُ كمَنْ فَقَدْنا

لفُضّلَتِ النّساءُ على الرّجالِ

وما التأنيثُ لاسمِ الشّمسِ عَيبٌ

ولا التّذكيرُ فَخْرٌ للهِلالِ

وأفجَعُ مَنْ فَقَدْنا مَن وَجَدْنا

قُبَيلَ الفَقْدِ مَفْقُودَ المِثالِ

يُدَفِّنُ بَعْضُنا بَعضاً وتَمْشِي

أواخِرُنا على هامِ الأوالي

وكَمْ عَيْنٍ مُقَبّلَةِ النّواحي

كَحيلٌ بالجَنادِلِ والرّمالِ

ومُغْضٍ كانَ لا يُغْضِي لخَطبٍ

وبالٍ كانَ يَفكُرُ في الهُزالِ

أسَيْفَ الدّوْلَةِ اسْتَنجِدْ بصَبرٍ

وكيفَ بمِثْلِ صَبرِكَ للجِبالِ

وأنتَ تُعَلّمُ النّاسَ التّعَزّي

وخوْضَ الموْتِ في الحرْبِ السِّجالِ

وحالاتُ الزّمانِ عَلَيكَ شتى

وحالُكَ واحدٌ في كلّ حالِ

فلا غِيضَتْ بحارُكَ يا جَمُوماً

على عَلَلِ الغَرائبِ والدِّخالِ

رأيتُكَ في الّذينَ أرَى مُلُوكاً

كأنّكَ مُسْتَقيمٌ في مُحالِ

فإنْ تَفُقِ الأنامَ وأنْتَ مِنهُمْ

فإنّ المسكَ بَعضُ دَمِ الغزالِ


ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن - المتنبي

0

بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ

وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ

أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني

مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ

لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ

ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ

فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ

وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ

مِمّا أضَرّ بأهْلِ العِشْقِ أنّهُمُ

هَوَوا وَمَا عَرَفُوا الدّنْيَا وَما فطِنوا

تَفنى عُيُونُهُمُ دَمْعاً وَأنْفُسُهُمْ

في إثْرِ كُلّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

تَحَمّلُوا حَمَلَتْكُمْ كلُّ ناجِيَةٍ

فكُلُّ بَينٍ عَليّ اليَوْمَ مُؤتَمَنُ

ما في هَوَادِجِكم من مُهجتي عِوَضٌ

إنْ مُتُّ شَوْقاً وَلا فيها لهَا ثَمَنُ

يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ

كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ

كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ

ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ

قد كانَ شاهَدَ دَفني قَبلَ قولهِمِ

جَماعَةٌ ثمّ ماتُوا قبلَ مَن دَفَنوا

مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ

تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ

رَأيتُكُم لا يَصُونُ العِرْضَ جارُكمُ

وَلا يَدِرُّ على مَرْعاكُمُ اللّبَنُ

جَزاءُ كُلّ قَرِيبٍ مِنكُمُ مَلَلٌ

وَحَظُّ كُلّ مُحِبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وَتَغضَبُونَ على مَنْ نَالَ رِفْدَكُمُ

حتى يُعاقِبَهُ التّنغيصُ وَالمِنَنُ

فَغَادَرَ الهَجْرُ ما بَيني وَبينَكُمُ

يَهماءَ تكذِبُ فيها العَينُ وَالأُذُنُ

تَحْبُو الرّوَاسِمُ مِن بَعدِ الرّسيمِ بهَا

وَتَسألُ الأرْضَ عن أخفافِها الثَّفِنُ

إنّي أُصَاحِبُ حِلمي وَهْوَ بي كَرَمٌ

وَلا أُصاحِبُ حِلمي وَهوَ بي جُبُنُ

وَلا أُقيمُ على مَالٍ أذِلُّ بِهِ

وَلا ألَذُّ بِمَا عِرْضِي بِهِ دَرِنُ

سَهِرْتُ بَعد رَحيلي وَحشَةً لكُمُ

ثمّ استَمَرّ مريري وَارْعَوَى الوَسَنُ

وَإنْ بُلِيتُ بوُدٍّ مِثْلِ وُدّكُمُ

فإنّني بفِراقٍ مِثْلِهِ قَمِنُ

أبْلى الأجِلّةَ مُهْري عِندَ غَيرِكُمُ

وَبُدِّلَ العُذْرُ بالفُسطاطِ وَالرّسَنُ

عندَ الهُمامِ أبي المِسكِ الذي غرِقَتْ

في جُودِهِ مُضَرُ الحَمراءِ وَاليَمَنُ

وَإنْ تأخّرَ عَنّي بَعضُ مَوْعِدِهِ

فَمَا تَأخَّرُ آمَالي وَلا تَهِنُ

هُوَ الوَفيُّ وَلَكِنّي ذَكَرْتُ لَهُ


خضعت لها في الحب من بعد عزتي و كل محب للأحبة خاضع - المتنبي

0
خضعت لها في الحب من بعد عزتي و كل محب للأحبة خاضع

أبلغ حبيباً في ثنايا القلبِ منزلُه أنّي وإن كنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ - المتنبي

0
أبلغ حبيباً في ثنايا القلبِ منزلُه أنّي وإن كنتُ لا ألقاهُ ألقاهُ
وأنّ طرفي موصولٌ برؤيته وإن تباعدَ عن سكنايَ سُكناهُ
ياليته يعلمُ أنّي لستُ أذكرُه إذ كيفَ أذكره ولستُ أنساهُ!

قصيدة الناس والزمان (صحب الناس قبلنا ذا الزمانا) - المتنبي

0
صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا
رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا
وَكَأنّا لم يَرْضَ فينَا برَيْبِ الدّهْرِ حتى أعَانَهُ مَنْ أعَانَا
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا
__________________________

شرح معاني القصيدة:

1/ عناه الأمر أهمه : أي كل من صحب الزمان اهتم بشأنه كما نهتم نحن
2/ تولوا أي ذهبوا. يقول : لم ينل أحد مراده من الدنيا فمات بغصته وإن سر في بعض الأحيان .
3/ الليالي قد تحسن ولكن إحسانها لا سلم من الكدر لأن من عادتها أن ترد ما أحسنت به أو تدخل عليه
أحوالا أخر تنغصه وتفسده
4/ ريب الدهر حوادثه. ومن فاعل يرض أو أعانه على التنازع . يذكر تعادي الناس وما يقع بينهم بسبب ذلك
من المحن حتى كأن بعضهم يعين الدهر على بعض.يقول كأن الذي يعين الدهر على نكاية أهله لم يرض بما تجر
حوادث الدهر من البلاء فزاد عليها بلاء العداوة والشر
5/ القناة عود الرمح. والسنان نصله يقول: كلما انتدب الزمان للإساءة بنائبة كانت عداوة العدو مددا لتلك
النائبة فجعل القناة مثلا لصرف الدهر والسنان مثلا لنكاية العدو
6/ ويروى نتعادى ونتفانى بنون المتكلمين، أي الذي تريده النفوس من جاه الدنيا وحطامها أحقر من تعادي
بعضها بعضا لأجله وتتفانى بسببه .
7/المنايا جمع منية وهي الموت . وكالحات عابسات : يعني أن الكريم يحتمل الموت ويقدم عليه ولا يحتمل الدل
8/ أي لو كانت الحياة باقية لكان الشجاع الذي يتعرض للقتل أجهل الناس يعني أن الحياة لا تبقى ولو جبن الإنسان
وحرص على أسباب البقاء
9/ يؤكد ما قاله في البيت السابق يقول:إذا كان الموت لابد منه ولا يسلم منه شجاع ولا جبان فالجبانة من عجزالهمة
10/ يكن تامة . وكذا قوله كانا في آخر البيت . ومن الصعب خبر كل . وسهل خبر آخر، أي إنما يصعب الأمر على النفس قبل وقوعه فإذا وقع هان .

أماتكم من قبل موتكم الجهل - المتنبي

0
أماتَكُمُ من قَبلِ مَوْتِكُمُ الجَهْلُ
وجَرّكُمُ من خِفّةٍ بكُمُ النّمْلُ
وُلَيْدَ أُبيِّ الطّيّبِ الكَلْبِ ما لَكُم
فطَنتُمْ إلى الدعوَى وما لكُمُ عَقلُ
ولوْ ضرَبَتْكُم مَنجَنيقي وأصْلُكُمْ
قَوِيٌّ لهَدّتكُمْ فكَيفَ ولا أصْلُ
ولوْ كُنْتُمُ ممّنْ يُدَبِّرُ أمْرَهُ
لمَا صِرْتُمُ نَسلَ الذي ما لهُ نَسْلُ

لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقى - المتنبي

0
لعَيْنَيْكِ ما يَلقَى الفُؤادُ وَمَا لَقي وللحُبّ ما لم يَبقَ منّي وما بَقي
وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي
وَغضْبَى من الإدلالِ سكرَى من الصّبى شَفَعْتُ إلَيها مِنْ شَبَابي برَيِّقِ
وَأشنَبَ مَعْسُولِ الثّنِيّاتِ وَاضِحٍ سَتَرْتُ فَمي عَنهُ فَقَبّلَ مَفْرِقي
وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ
وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي
سَقَى الله أيّامَ الصّبَى ما يَسُرّهَا وَيَفْعَلُ فِعْلَ البَابِليّ المُعَتَّقِ
إذا ما لَبِسْتَ الدّهْرَ مُستَمتِعاً بِهِ تَخَرّقْتَ وَالمَلْبُوسُ لم يَتَخَرّقِ
وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ
أدَرْنَ عُيُوناً حائِراتٍ كأنّهَا مُرَكَّبَةٌ أحْداقُهَا فَوْقَ زِئْبِقِ
عَشِيّةَ يَعْدُونَا عَنِ النّظَرِ البُكَا وَعن لذّةِ التّوْديعِ خوْفُ التّفَرّقِ
نُوَدّعُهُمْ وَالبَيْنُ فينَا كأنّهُ قَنَا ابنِ أبي الهَيْجاءِ في قلبِ فَيلَقِ
قَوَاضٍ مَوَاضٍ نَسجُ داوُدَ عندَها إذا وَقَعَتْ فيهِ كنَسْجِ الخدَرْنَقِ
هَوَادٍ لأمْلاكِ الجُيُوشِ كأنّهَا تَخَيَّرُ أرْوَاحَ الكُمَاةِ وتَنْتَقي
تَقُدّ عَلَيْهِمْ كلَّ دِرْعٍ وَجَوْشنٍ وَتَفري إليهِمْ كلَّ سورٍ وَخَندَقِ
يُغِيرُ بهَا بَينَ اللُّقَانِ وَوَاسِطٍ وَيَرْكُزُهَا بَينَ الفُراتِ وَجِلّقِ
وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
فَلا تُبْلِغَاهُ ما أقُولُ فإنّهُ شُجاعٌ متى يُذكَرْ لهُ الطّعنُ يَشْتَقِ
ضَرُوبٌ بأطرافِ السّيُوفِ بَنانُهُ لَعُوبٌ بأطْرافِ الكَلامِ المُشَقَّقِ
كسَائِلِهِ مَنْ يَسألُ الغَيثَ قَطرَةً كعاذِلِهِ مَنْ قالَ للفَلَكِ ارْفُقِ
لقد جُدْتَ حتى جُدْتَ في كلّ مِلّةٍ وحتى أتاكَ الحَمدُ من كلّ مَنطِقِ
رَأى مَلِكُ الرّومِ ارْتياحَكَ للنّدَى فَقامَ مَقَامَ المُجْتَدي المُتَمَلِّقِ
وخَلّى الرّماحَ السّمْهَرِيّةَ صاغِراً لأدْرَبَ منهُ بالطّعانِ وَأحْذَقِ
وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ
فَلَمّا دَنَا أخْفَى عَلَيْهِ مَكانَهُ شُعَاعُ الحَديدِ البارِقِ المُتَألّقِ
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي
ولَمْ يَثْنِكَ الأعْداءُ عَنْ مُهَجاتِهمْ بمِثْلِ خُضُوعٍ في كَلامٍ مُنَمَّقِ
وَكُنْتَ إذا كاتَبْتَهُ قَبْلَ هذِهِ كَتَبْتَ إليْهِ في قَذالِ الدّمُسْتُقِ
فإنْ تُعْطِهِ مِنْكَ الأمانَ فَسائِلٌ وَإنْ تُعْطِهِ حَدّ الحُسامِ فأخلِقِ
وَهَلْ تَرَكَ البِيضُ الصّوارِمُ منهُمُ حَبِيساً لِفَادٍ أوْ رَقيقاً لمُعْتِقِ
لَقَد وَرَدوا وِرْدَ القَطَا شَفَرَاتِهَا وَمَرّوا عَلَيْها رَزْدَقاً بعدَ رَزْدَقِ
بَلَغْتُ بسَيْفِ الدّوْلَةِ النّورِ رُتْبَةً أنَرْتُ بها مَا بَينَ غَرْبٍ وَمَشرِقِ
إذا شاءَ أنْ يَلْهُو بلِحيَةِ أحْمَقٍ أراهُ غُبَاري ثمّ قالَ لَهُ الحَقِ
وَما كمَدُ الحُسّادِ شيءٌ قَصَدْتُهُ وَلكِنّهُ مَن يَزْحَمِ البَحرَ يَغرَقِ
وَيَمْتَحِنُ النّاسَ الأميرُ برَأيِهِ وَيُغضِي على عِلْمٍ بكُلّ مُمَخْرِقِ
وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ
فيا أيّها المَطلوبُ جاوِرْهُ تَمْتَنِعْ وَيا أيّهَا المَحْرُومُ يَمِّمْهُ تُرْزَقِ
وَيا أجبنَ الفُرْسانِ صاحِبْهُ تجترىءْ ويا أشجَعَ الشجعانِ فارِقْهُ تَفْرَقِ
إذا سَعَتِ الأعْداءُ في كَيْدِ مجْدِهِ سعى جَدُّهُ في كيدهم سعيَ مُحْنَقِ
وَما ينصُرُ الفضْلُ المُبينُ على العدَى إذا لم يكُنْ فضْلَ السّعيدِ المُوَفَّقِ

قد صدق الورد في الذي زعما - المتنبي

0
قَد صَدَقَ الوَرْدُ في الذي زَعَمَا
أنّكَ صَيّرْتَ نَثْرَهُ دِيَمَا
كأنّمَا مائِجُ الهَوَاءِ بِهِ
بَحْرٌ حَوَى مِثلَ مائِهِ عَنَمَا
نَاثِرُهُ النّاثِرُ السّيُوفَ دَمَا
وَكُلَّ قَوْلٍ يَقُولُهُ حِكَمَا
وَالخَيْلَ قَد فَصّلَ الضّياعَ بهَا
وَالنِّعَمَ السّابِغاتِ وَالنِّقَمَا
فَلْيُرِنَا الوَرْدُ إنْ شَكَا يَدَهُ
أحسَنَ منهُ من جُودِها سَلِمَا
فَقُلْ لهُ لَستَ خَيرَ ما نَثَرَتْ
وَإنّمَا عَوّذَتْ بكَ الكَرَمَا
خَوْفاً منَ العَينِ أنْ يُصَابَ بهَا
أصَابَ عَيْناً بها يُصَابُ عَمَى

اجمل قصائد المتنبي

0

الشعراء:

#علاء_سالم إبراهيم أبو زيد إبراهيم اليازجي إبراهيم جمال إبراهيم طوقان إبراهيم عمر الأمين إبراهيم عيسى إبراهيم محمد إبراهيم إبراهيم ناجي ابن الجوزي ابن الخياط ابن الدهان ابن الرومي إبن الفارض ابن الفارض ابن القيم ابن المعتز ابن النبيه المصري ابن حزم الأندلسي إبن خلدون ابن خلدون ابن رزيق البغدادي ابن زيدون ابن سهيل الأندلسي ابن عبد ربه ابن عربي ابن نباتة المصري أبو إسحاق الألبيري ابو الاسود الدؤلي أبو البقاء الرندي أبو العتاهية أبو العلاء المعري أبو القاسم الشابي أبو تمام أبو صخر الهذلي أبو فراس الحمداني أبو نواس أبيات أبيات، علاء سالم إحسان البني أحمد الصافي النجفي أحمد المنعي أحمد بخيت أحمد رامي أحمد شوقي أحمد فتحي أحمد مطر أدب روسي مترجم أدب عربي إدريس جماع ادريس جماع أدونيس أسعد الغريري أشعار الثورة العربية أغاني أطفال الأخطل الصغير الإشبيلي الأصمعي الأعشى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الإمام الشافعي الإمام الشوكاني الإمام علي بن أبي طالب الأمير عبد الله الفيصل الباخرزي البحتري البرعي الثورة السورية الحطيئة الحلاج الخبز أرزي الرافعي الرصافي السمؤال السهروردي الشاب الظريف الشاعر القروي الشريف الرضي العباس بن الأحنف القشيري القيرواني المتنبي المجاهد المصري النابلسي الناشئ الأكبر النيسابوري الهادي آدم الهبل الواواء الدمشقي أم حمادة الهمذانية أماني العربي أمرؤ القيس امرؤ القيس أمل الشيخ أمل دنقل أمين ناصر الدين أنور سلمان أنور سليمان إيليا أبو ماضي بدر شاكر السياب بدوي الجبل بشار بن برد بلبل الغرام الحاجري بهاء الدين زهير تحميل كتب تميم البرغوثي جبران خليل جبران جرير جعفر ماجد جلال الدين الرومي جليلة رضا جميل الساعدي جميل بثينة حافظ إبراهيم حامد زيد حذيفة العرجي حسان بن ثابت حسن شحاتة حسن مرواني حكم وأقوال مأثورة حمزة شحاتة حنين عمر خالد الحصيني خليل فواز د. جمال مرسي د. مانع سعيد العتيبة د. مصطفى محمود دلال البارود دواوين كاملة ديك الجن رابعة العدوية رباعيات رثاء رسل راكان رشيد الخوري روائع روائع نثرية روائع٢ روضة الحاج رياض بن يوسف زكي الياسري زكي مبارك زهير السيلاوي سعاد الصباح سعيد يعقوب شاعر شؤون عربية وإسلامية شعر إسلامي شعر الثورة المصرية شعر الحب والغزل شعر الحكمة شعر الغزل الصريح شعر روسي مترجم شعر سياسي شعر عن الأم شعر مترجم شعراء شكسبير صالح الشرنوبي صباح الحكيم صبحي ياسين صريع الغواني صفوان التجيبي صفي الدين الحلي طرفة بن العبد عازر نجار عباس العقاد عبد الرازق عبد الواحد عبد الرحمن العشماوي عبد الرحمن يوسف عبد السلام رزيق عبد العزيز المذهل عبد العزيز جويدة عبد الغفار الأخرس عبد الله البردوني عبد الله الشبراوي عبد الناصر الشيخ عبد الواسع السقاف عبدالرازق عبدالواحد علاء جانب علاء سالم علاء_سالم علي الجارم علي بن الجهم علي بن هارون المنجم علي صالح القرعاوي علي فريد علي محمود طه عمر أبو ريشة عمر الفرا عُمَر الفرا عمر بن أبي ربيعة عمر طش عنترة بن شداد عيسى جرابا غادة السمان غازي القصيبي غزل فاحش فاروق النمر فاروق جويدة فاروق شوشة فالح بن طفلة فتى الشاطئ فهد العسكر فواز اللعبون قصائد بصوت فيروز قصائد مسموعة قصائد مغناة بصوت كاظم الساهر قيس بن الملوح قيس بن ذريح قيس لبنى كامل الشناوي كريم العراقي كريم معتوق كعب بن زهير لسان الدين الخطيب ماجد عبدالله مانع سعيد العتيبة محمد البياسي محمد الشهاوي محمد المقرن محمد جانب محمد جمال حجازي محمد جنيدي محمد شكر محمد شهاب الدين العربي محمد علوان محمد محمود الزبيري محمود حسن إسماعيل محمود درويش محمود سامي البارودي محمود غنيم مختارات مميزة مريد البرغوثي مصطفى حامد مصطفى صادق الرافعي مصطفى قاسم عباس مصطفى لطفي المنفلوطي مصعب السحيباني مظفر النواب معن بن أوس مقالات سياسية مـقـالاتــي مقولات من نوادر العرب من هنا وهناك مناسبات منية بن صلاح ميسون السويدان نازك الملائكة نجم الحصيني نجيب سرور نزار قباني نزار قباني - شعر سياسي نزار قباني ٢ نشوى جرار نور سليمان هاشم الرفاعي هالا محمود هشام الجخ وئام الليثي وداد العاقل وشاح إشبيليا ولادة بنت المستكفي ويليام شكسبير ياسر الأقرع يحيى السماوي يحيى توفيق حسن يزيد بن معاوية