علمتم بأني مغرم بكم صب
فَعَذَّبتُموني وَالعَذابُ لَكُم عَذبُ
وَأَلَّفتُمُ بَينَ السُهادِ وَناظِري
فَلا دَمعَتي تَرقى وَلا زَفرَتي تَحبو
خُذوا في التَجَنّي كَيفَ شِئتُم فَأَنتُم
أَحِبَّةُ قَلبي لا مَلال وَلا عَتبُ
صُدودُكُمُ وَصلٌ وَسُخطُكُم رِضىً
وَجَورُكُمُ عَدلٌ وَبُعدُكُم قُربُ
لَكُم في فُؤادي مَنزِلٌ مُتَرَفِّعٌ
عَلى العَتبِ لَم تَحلُلهُ سُعدى وَلا عَتبُ
وَلَمّا سَكَنتَ القَلبَ لَم يَبقَ مَوضِعٌ
بِجِسمِيَ إِلّا وَدَّ لَو أَنَّه قَلبُ
إِذا اِفتَرَّ جادَت بِالمَدامِعِ مقلتي
كذا عند وَمضِ البرق تَنهَمِلُ السحبً
مَتى سَهِرَت عَيني لِغَيرِ جَمالِكُم
فَلا بَرِحَت عِندي مَدامِعُها سُكبُ
بِمَن يَطلُبُ الأَنصار قَتلى وَأَنتُم
مَعَ الوَجدِ أَعواناً عَلى قَتلتي حَربُ
عَسى أَوبَةٌ بِالشِعبِ أُعطي بِها المنى
كَما كانَ قَبلَ البَينِ يَجمَعُنا الشعبُ
وَما ذاتُ فَرخٍ بانَ عَنها فَأَصبَحَت
بِذي الأَيكِ ثَكلى دَأبُها النَوحُ وَالنُدبُ
بِأَشوَقَ مِن قَلبي إِلَيكُم فَلَيتَني
قَضَيتُ أَسىً أَو لَيتَ لَم يَكُنِ الحُبُّ
وَبي ظَمَأٌ يَفني الزَمان وَيَنقَضي
وَلَيسَ لَهُ يَوماً سِوى حُبِّكُم حَسبُ
وَبي ثَمِلٌ ما ماسَ إِلّا وَأَطرَقَت
حَياءً لَهُ اللُدنُ الذَوابِلُ وَالقُضبُ
فُؤادي لِرَعيِ العَهدِ في حُبّهِ حِمى
وَلِلوَجدِ وَالداءِ الدَفينِ بِهِ نَهبُ
إِذا نادَمَتني مُقلَتاهُ وَكاسُهُ
مَلَكتُ مَكاناً دونَهُ الشَرقُ وَالغَربُ
يُعاتِبُني وَالذَنبُ في الحُبِّ ذَنبُهُ
فَيَرجِعُ مَغفوراً لَهُ وَلِيَ الذَنبُ
لَحى اللَهُ قَلباً لا يَهيمُ صَبابَةً
وَصَبا إِلى تِلكَ المَنازِلِ لا يَصبو
أَلا يا نَسيماً هَبَّ مِن أَرضِ حاجِرٍ
نَشَدنَكَ هَل سِربُ الحِمى ذَلِكَ السربُ
وَهَل شَجراتٌ بِالأَثيلِ أَنيقَةٌ
يَروحُ وَيَغدو مُستَظِلاً بِها الرَكبُ
رَعى اللَهُ حَيّاً بِالمُحَصَّبِ مِن مِنى
خَلِيَّينِ مِن رَعيِ الذِمامِ وَلا ذَنبُ
جَفوني وَكانوا واصِلينَ فَاِعرِضوا
يَرومونَ مِنّي جانِباً وَهُمُ الصَحبُ
فَلَيتَكُم عُدلٌ وَدَهرِيَ جائِر
وَلَيتَكُم سِلمٌ وَكُلَّ الوَرى حَربُ