لقاء في الحُلْم - خليل فواز

يا قلبُ إن مرَّت عليكَ دهورُ
فاقنع بطيفٍ للحبيبِ يزور
يأتي متى هجع النيامُ فليلنا
صبحٌ يضيءُ وبهجةٌ وسرور
فلئن عييتُ عن اللقاء بصحوتي
فلرُبَّ في نومي يكون نظير
ولقد ظفرتُ من الحبيب بليلةٍ
إنَّ الحسود بذكرها موتورُ
في جنةِ الأحلامِ مجلسنا وتحت
خميلةٍ فيها الشراب طهور
يترقرق الماءُ اللجينُ جداولاً
والزهرُ حول ضفافها منثور
يترنَّمُ الشادي الطروبُ .. وبيننا
ساقٍ علينا بالكؤوسِ يدورُ
وعرائسُ الأحلامِ ترقص حولنا
كالحورِ يرقص حولهن النور
طربت طيور الروضِ فوق غصونها
غنى الهزار وغرد العصفورُ
وقلوبنا بالحبِّ طَوَّحها الهوا
ونكاد من بين الطيورِ نطيرُ
مالت على صدري بِلَيِّنِ خدها
وانساب شَعْرٌ في يديَّ غزيرُ
نَظرتْ إليَّ وفي الجوانحِ رعشة
وشدت مباسمها وفاح عبير
وعيوننا بالحبِّ تنطقُ والجوى
والقولُ في أجفاننا مستور
وهفتْ قلوبٌ رددت خفقاتها
نظراتنا .. فكأنهن ثغورُ
ويضمُّنا حضنٌ كأنَّ واحدٌ
نصفٌ تعانق نصفه المشطورُ
ما هكذا كان اللقاءُ بِصحوتي
إن اللقاءَ بغفوتي مَيْسورُ
ثُمَّ انتبهتُ على النوى .. وبجانبي
كأسُ الفراغِ .. وقلبيَّ المهجورُ

لقاء الروح - خليل فواز

من بَعيدٍ تعانقتْ رُوحانا
وامتزجْنَا مشاعرًا وكِيانَا!
التقينا على جناح الأماني
حين عزَّ اللقاء في دنيانا!
حين ضاقت بنا الحياة وضقنا
وعصينا الزمان لما عصانا!
وانفردنا ..كأنما يا حبيبي
لم يعد يسكن الوجود سوانا!
وأَطَلْنا العناق والأحضانا
وشكونا العذاب والحرمانا!
ورفعنا إلى السماء يدينا
قَرِّبي بيننا ..أعيدي صبانا!

مرثية حب - خليل فواز

غادرْتِ قلبي .. فما عادت تُمَنِّيهِ
ذكرى هواك ...ولا باتت تُبَكِّيهِ!
كَفَّ الفؤاد عن النجوى ..وفارقها
فكف عن كل شيء كان يَعْنيه!
غاب الشعور الذي كم كان يُسْعِدُه
فغاب كلُّ شعور رائع فيه!
قلب تعَوَّد أن يحيا على أمل
فأي شيء تُرَى مازال يحييه!
مازال يخفقُ ..إلا أنه خرب
من ذا يُعَمِّرُ قَفْرًا في نواحيه?!
ما زال يمنح أعضاء تعيش به
دما..وجرح الهوى ما زال يدميه?!
ما زال يعطي حياة..وهي تحرمه
فكيف يعطي حياة ليس تعطيه
قلب يحرك أطرافا لها جسد
كَمَنْ يحرك ميْتًا من نواصيه!

إذا قيس حبٌّ وما بيننا - خليل فواز

إذا قيس حبٌّ وما بيننا
يفيض ويغمر من حولنا
ولو جال فكرك فيمن مضوا
لما كان أعشقهم مثلنا
وإن تبحثي في حنايا الصدور
فلن تجدي مثل حبي أنا
***
فلو خيروني بين الثراء
وبين هواكِ رفضت الغنى
وكان الثراءُ لديَّ ثميناً
فصار غرامكِ بي أثمنا
رضيت بقربك عيش الكفاف
ويكفي ثراء الهوى بيننا
***
وتزهد عيني بريق اللآلي
إذا ما اللآلئ فرقننا
فأجمل منه بيرقٌ بعينيك
نعرف أسبابه وحدنا
تجلَّت مفاتنك الرائعات
فكانت لآلئ من حظنا
***
ويهجر قلبي حياة القصور
لكوخٍ يكون به شملنا
إذا ما تكامل إخلاصنا
لأصبح صرح الهوى قصرنا
وتَفنى القصور وأطلالها
ويبقى وراء البلى حبنا
***
فما المال إلا متاع الغرور
ليَسعَ إلى جمعه غيرنا
وأما اللآلي وعيش القصور
فلو عزَّ هذا لما ضرنا
وإن رُمتُ مالاً وجمع اللآلي
وعيش القصور .. فمن أجلنا
***
وأهوى لأجلكِ خوض الصعاب
ولو كان في خوضها حتفُنا
وأقضي بأمركِ أيَّ فعال
وإن شذ ذلك عن طبعنا
وإن لامني الناس فيما أقول
فلن يثنيَّ اللوم من عزمنا
***
ولو فُتٍحتْ واجهات السماء
وقيل تمنوا .. لكنتِ المنى
ولو طاف قلبي بين النعيم
وما كنتِ في ظله .. لانثنى
ولو عشت بعدكِ عيش الملوك
بربي .. لفضلت أن أُدفنا
***
وبعد .. فإني شرحت غرامي
فهل في الغرامِ شبيه بنا ؟!
عرفتِ خصالي .. فرفقاً بحالي
إذا ما خيالي إليكِ رنا
فما عرفوا الحب من قبلنا
وقد ينتهي الحب من بعدنا

راح قبل اللقاء قلبي يغني - خليل فواز

راح قبل اللقاء قلبي يغني
زائد الخفق بين شوقي وظني
هل ستأتي وهل أعيش حياتي
بعد أن مت قبلها .. أو كأني
لست أنسى عيونها حين قالت
ستراني غداً هنا .. فانتظرني
إنتظرني .. وأرسلت في حياءٍ
نظرةً توعد المنى .. ألهمتني
إنتظرني .. ولم أنم منذ أمسي
أحتفي باللقاء بيني وبيني
إنتظرني وها أنا في انتظاري
ساورتني الظنون رغماً عني
قد مضى موعدي وباقة وردٍ
في يدي حال لونها .. يالحزني
مالهذى الطيور تقفز حولي
ليس هذا الصياح شدواً بأذني
مالها قد تأخرت يا زماني
لا وحق الحياة لا تحرمني
زِدتُ في هذه الدقائق سناً
فوق سني حتى تضاعف سني
يالهذا الشعور في القلب يضني
لم أزل في انتظارها .. يالسجني
***
ثم جاءت لوعدها فكأني
عندليبٌ مغردٌ فوق غصني
نظر الورد ضاحكاً في عيوني
وأحاطت بي الطيور تغني
كل ما كان باهتاً صار أحلى
كل ما شاهدته عيني يهني
هذه بهجة الحياة أهلت
مَن بهذا الوجود أسعد مني
تتهادى نمشي على وقع قلبي
زفها الشوق والخيال لحضني
كم تمنيت أن تلوذ بصدري
وتخيلت ما وراء التمني
كيف أني أضمها بذراعي
كيف أني وكيف أني وأني
***
وَتَحينتُ لحظةً من سكونٍ
وبدأت الحديث معها بعيني
كل حبي أودعته نظراتي
كل ما لم أقل .. وإن كنت أعني
أنتِ لي نشوتي وخمري وكأسي
أنتِ قيثارتي .. وفني .. ولحني
بين جفنيكِ يستريح خيالي
كشراعٍ بشاطئٍ مُطمئن
أنتِ إشراقتي وضحكة سنِّي
أنتِ لي جنتي وظلي وأمني
***
واحتَوَتْ كفها الرقيقة كفي
فَسَرَتْ رعشةً بها .. ذوبتنيَ
وَبدت لفتةٌ لها .. سحرتني
وَشَـدَتْ ضحكةً لها أسكرتني
ثم لاذت عيونها بعيوني
واستكانت لها .. فأطبقت جفني
آه لو تنطق العيون .. لقالت
وتَغَنَّتْ كما يكونُ التَغَنِّي
آه لو ترقص القلوبُ لمالت
وتثنَّتْ كما يكون التثني
عانقتني عيونها .. فتَحَسَّسْتُ
شِفاهي .. كأنها قبلتني

أنا في انتظارك منذ الأزل - خليل فواز

أنا في انتظارك منذ الأزل أعد الدهور بدنيا الملل
تعالي لنصنع شيئاً مثيراً يعيد الحياة لعمرِ رحل
تعالي لنمزج بعض الخيال ببعضِ الحقيقة كي تُحتَمل
تعالي لنجعل هذي الحياة بلون الشِفاة .. بطعم القُبَلْ
نهارٌ يمرُّ كعيدٍ سعيد وعند المساء يطول الغزل
وليلٌ كليلةِ عامٍ جديدٍ يهلُّ علينا صباح الأمل
وكل الفصولُ فصولُ ربيع وكلَُ الشهور .. شهور عسل
***
تعالي فقد عشت قبلكِ عمراً كئيباً وطال عليا القِدَمْ
أحلِّقُ في ظلماتِ الفناءِ وأسبح في ذكرياتِ العدم
تجرعت كأس الفراغ تعلمت معنى الضياع ومعنى السأم
وتبقينَ أنتِ وتبقى حياتي وبضع فصولٍ بها لم تتم
تعالي لأعلم معنى الجمال ومعنى الخيال ومعنى النغم
وإن كنت أخشى خِداع الأماني سأعلمُ بعدَكِ معنى الندم
ولكن تعالي .. فلو لم تجيئي سأعلم معنى الأسى والألم
***
تعالي فإنكِ أنتِ القدر فكيف الهروب .. وأين المفر
وُعِدتُ بحبكِ منذ الطفولةِ نوديتُ باسمكِ منذ الصغر
وياكم رأيتكِ رؤيا الخيال بعينِ البصيرةِ قبل البصر
تُضئُ عيونكِ بين النجوم ويعكس وجهكِ وجه القمر
وياكم سمعتكِ .. شدو البلابل .. لحن الجداولِ .. همس الشجر
تُحَوَّمُ روحكِ حولي .. فأخفقُ .. شوقاً إلى موعدي المنتظر
أغيب كما غاب قلبُ المسافرِ بين المشاعرِ قبل السفر
***
تعالي فإني قريبٌ إليكِ على الرغمِ من بعد ما بيننا
أئِنُ .. تَئِنِّينَ .. تبكينَ أبكي كأني هناكَ وأنتِ هنا
عيوني تفيض بدمعكِ أنتِ عيونكِ تسكب دمعي أنا
ففيمَ الشقاءُ .. تعالي إليَّ .. فإن السعادة أولى بنا
تعالي لنسكنَ بيت الهناءِ .. بدربِ النعيمِ .. بدنيا المُنى
لِنجمع كل زهور الربيع كأن الربيع لنا وحدنا
ونهزمُ بردَ ليالي الشتاء بدفئكِ والعيش قد ضمنا
***
تعالي .. فإني منحتكِ حبي أبحتكِ قلبي وهبتكِ عمري
تعالي .. ليغمر نوركِ عيني فقد طال ليلي وما لاح فجري
تعالي لأودِعَ صدركِ سري فآمن دهري .. ويرتاح صدري
تعالي .. لأنسجَ حولكِ عشي وأعزف لحني .. وأشدو بشعري
فلولا انتظاركِ ما عشتُ عمري ولولا مجيئكِ ما جاء عصري
ولو كنت أعرفُ أين مكانكِ .. أينَ زمانكِ .. فارقتُ أسري
وودعتُ ذنبي .. وطهرتُ ثوبي .. وجئتُ إليكِ .. أقدِّمُ عذري
***
ومنْ بين كل الوجوه سأعرف أنكِ أنتِ .. لأنكِ أنتِ
على شفتيكِ تردد اسمي وفي مقلتيكِ تمدد سَمْتِي
وبين ضلوعكِ يخفق قلبي إذا ما خَفَقتِ .. إذا ما شَعَرتِ
سأعرفُ كيف تغيبين عني ووجهكِ وجهي .. وصوتكِ صوتي
تناهت إليكِ جميع الوجوه فأنتِ الوحيدة منذ وُجِدتِ
وما يحتوي الكونُ غيركِ أنتِ ولو يوصفُ الكونُ وجهاً .. وصِفتِ
ومن قبل كلِّ البداياتِ كنتِ ومن بعد كلِّ النهايات .. جئتِ

عاتبيني ربما يحلو العتاب ويعود الحب بعد الغياب - خليل فواز

عاتبيني ربما يحلو العتاب
ويعود الحب بعد الغياب
واطليلي العتب حتى ترتوي
اضلع فينا سيشفيها العتاب
ذكريني بالذي احدثته
واسئليني ان للسؤلِ جواب
ربما كنت ضليلا في الهوى
ربما جافاك في الهجر الصواب
وانظري فينا كلانا مخطئٌ
وكلانا عضه الهجر بناب
ما جنينا في مدى فرقتنا
غير الام وايام صعاب
كانت اللقيا طريقا مشرقا
فتركناها وسرنا في ضباب
وغضبنا غضبة عنت لنا
هل افدنا من احاسيس غضاب
خيم الحزن على ايامنا
وليالينا ضباع و اغتراب
فكفانا من خصام بيننا
وكفانا لوعه فالقلب ذاب
اوصد الابراب زاد العتاب
زادنا العتب دنوا و اقتراب
ربما عاد لنا في شيبنا
ما فقدناه بايام الشباب
سنرى الهجر ان حلما زئفا
والتجافي كلن وهما ثم غاب
وسنين البعد يا فتاتي
لم تكن لا سرابا في سراب
فتعالي في لظى غلتنا
نطفئ الغله من شهد الرضاب
وسنجني اليوم في حبنا
من ثمار الحب ما لذ وطاب
وسندعو الله ان يحفظها
يقبل الله الدعاء المستجاب

سأحيا ولكن - خليل فواز

 

سأحيا بدونك رغم الآلم
ورغم الحنين ورغم الندم
سأوهم نفسى بأنك وهم
بأنك طيف بحلم ألمَّ
بانك ماعشتِ هذا الزمان
وما من لقاء لنا فيه تم
بأن غرامك ما دق قلبى
وأن الهوى بيننا ما أحتدم
سأحيا وأنسى ملامح وجهك
صوتك عطرك وقع القدم
كأن لم تكونى لعينى نورا
لقلبى نشيدا شجى النغم
ولا كان اسمكِ أحلى نداء
ولا كان حبكِ أغلى قسم
كأنكِ لم تهمسي يا حبيبي
بأشهى شفاه لأعذب فم
كأنكِ لم تشبعيني غراما
وقلبكِ يمزج حباً بدم
كأن لم يكن بيننا في الليالي
عناق ولثمٌ وشمٌ وضم
كأنكِ لم تسرفي في دلالكِ
عند العناق تقولين نم
كأنكِ لم تزحفي لفراشي
على ركبتيكِ تقولين قم
كأنكِ لم .. وكأنكِ لم
فكم من دليلِ وكم من وكم
***
سأحيا ولكن احقا سأنسى
الذى كان صرحا لنا وأنهدم
كيف وقلبى على عهده
وعينى على دمعها لم تنم
أيهزم ذكراك قلبى وحبك
رغم جراح الأسى ما انهزم
وكيف ووجهكِ ما غاب عنى
برغم الغيوم كبدر أتم
نعم سوف أحيا ولكن بقلب
يموت لجرحٍ به ما ألتأم
سأحيا ولكن لأمضغَ حُزنى
وأجرع دمعى بكأس الندم
شعورى ضياع وقلبى شتاء
و روحى رمادٌ و نفسى ألم
يراود سحر الجمال عيونى
ويخفيه عن ضباب السأم
ويعلو نداء الحياة بسمعى
ولا يستجيب فؤادى الأصم
أعاتب نفسي .. إذا ما نسيت
أعاقبٌ وجهى إذا ما أبتسم
سأحيا .. ولكن .. سأحيا برغمى
بقائى فناءٌ .. وُجُودى عَدَمْ

مكانك في القلب لا ترحلي - خليل فواز

مكانك في القلب لا ترحلي .. أنا لا أطيق دموع الوداع
وأنتِ الرفيقة في رحلة العمر .. والبدء والمنتهى والمتاع
فقدتكِ والقلب في غفلةٍ .. وحين أفقت استبد الضياع
فكيف أضم ذراعي إليَّ .. وأنتِ لديَّ يدي والذراع
وكيف سأفتح عندي النوافذ .. والأفق قد غاب عنه الشعاع
وكيف أعد طعام العشاء .. وكلُّ العصافير عندي جياع ؟!

قالت قَبِّلني

رقدت والنوم يداعبها .. ترنو بحنان

قالت قبلني ثم غفت منها العينان

فنظرت إليها يملؤني الشوق الغضبان

ما اعجب لثمٍ يطلبه ثغرٌ نعسان

أأقبل لحماً يسترخي فوق الأسنان ؟!

أأفوز بشئ ليس له إلا الإذعان ؟!

أأنالكِ غصباً .. كلا .. لستُ سوى وجدان

والقبلة عندي لحنٌ .. يعزفه ثغران

***

ما بيننا - خليل فواز

إذا قيس حبٌّ وما بيننا

يفيض ويغمر من حولنا

ولو جال فكرك فيمن مضوا

لما كان أعشقهم مثلنا

وإن تبحثي في حنايا الصدور

فلن تجدي مثل حبي أنا

***

فلو خيروني بين الثراء

وبين هواكِ رفضت الغنى

وكان الثراءُ لديَّ ثميناً

فصار غرامكِ بي أثمنا

رضيت بقربك عيش الكفاف

ويكفي ثراء الهوى بيننا

***

وتزهد عيني بريق اللآلي

إذا ما اللآلئ فرقننا

فأجمل منه بيرقٌ بعينيك

نعرف أسبابه وحدنا

تجلَّت مفاتنك الرائعات

فكانت لآلئ من حظنا

***

ويهجر قلبي حياة القصور

لكوخٍ يكون به شملنا

إذا ما تكامل إخلاصنا

لأصبح صرح الهوى قصرنا

وتَفنى القصور وأطلالها

ويبقى وراء البلى حبنا

***

فما المال إلا متاع الغرور

ليَسعَ إلى جمعه غيرنا

وأما اللآلي وعيش القصور

فلو عزَّ هذا لما ضرنا

وإن رُمتُ مالاً وجمع اللآلي

وعيش القصور .. فمن أجلنا

***

وأهوى لأجلكِ خوض الصعاب

ولو كان في خوضها حتفُنا

وأقضي بأمركِ أيَّ فعال

وإن شذ ذلك عن طبعنا

وإن لامني الناس فيما أقول

فلن يثنيَّ اللوم من عزمنا

***

ولو فُتٍحتْ واجهات السماء

وقيل تمنوا .. لكنتِ المنى

ولو طاف قلبي بين النعيم

وما كنتِ في ظله .. لانثنى

ولو عشت بعدكِ عيش الملوك

بربي .. لفضلت أن أُدفنا

***

وبعد .. فإني شرحت غرامي

فهل في الغرامِ شبيه بنا ؟!

عرفتِ خصالي .. فرفقاً بحالي

إذا ما خيالي إليكِ رنا

فما عرفوا الحب من قبلنا

وقد ينتهي الحب من بعدنا

***

للشاعر الراحل : خليل فواز

بدون تلف - خليل فواز

أحس اضطراباً شديداً بقلبي
كأن صماماً به قد تلف
فلا الخفق خفقي
ولا النبض نبضي
ولا القلب قلبي ..
إذا ما وقف
فلابد أن تستمر الحياة ..
بها أوبدون .!
ولابد لي من .. صمامٍ جديد
صمامٍ حديد
ينظم قلبي ..
فلا يخفق الخفق كله
لا ينبض النبض كله
لا يبذل الدم كله
يبخل..
يعرف .. كيف يدق
وكيف يضخ
وكيف يحب ..
بدون تلف .