أنا الصامت يا سحر لياليّ أَنا الثائرْ
أنا الصارخ يا غنوة أَحلامي أنا الصابرْ
أنا الساحر يا رقْية أسقامي أنا الساخرْ
أنا المقهور في الحب وبالحبّ أنا القاهرْ
* * *
وأَنت الجدول المنساب في صحراءِ أَيّامي
تُهدهدُ موْجه الغافي أغاريدي وأنغامي
وترقص في ثناياه جراح فؤاديَ الدامي
تلقِّن رمله النعسان أُسطورة آلامي
ففيه أُذيب أسقامي ومنه أَعبُّ أسقامي
* * *
أنا الطير الذي أضناه إعصار المقاديرِ
وألقى نايَه المقرور في تيه السّماديرِ
فذابت في حنايا صمته الدّاجي مزاميري
بربِّك إن سمعت صداه يا بنت الأساطيرِ
فهبّي وارحمي أجفانه الظماى إلى النورِ
* * *
إِخالك حين ألقاك حَنينًا صيغ إنسانا
فأحيي فيك تحنانا وأفني فيك ألْحانا
وأشعل في هشيم اليأس من قربك نيرانا
وأصهر في لظاها قلبيَ المنساب أحزانا
وأجعل روحي الزورق والأشجان رُبّانا
* * *
وقَفْتُ عليك ألحاني وسيْكبَ جفنيَ السّاهر
وقلت لكِ ارحمي قلبًا قضى في قبره السائر
فأنت إلهةٌ ألقت عليه حكمَها الجائر
وغابت في سماوات دلال قاتل قاهر
وما أنا يابنة الفنِّ سوى فنّانك الحائر
َ * * *
وأنت الرحمة الكبرى وأنت القدر الساخر
وأنت قصيدة الشاعر وأنت تميمة الساحر
وأنت أنا وما أنا منك إلا همسة الخاطر
أنا الروضة والجدب = أنا السقم أنا الطب
أنا الصياد والطائر
* * *
عشقتها من بنات الكوخ طاهرةً
عذراء من نَظَرَتْهُ عاش مسحورا
وضمّنا الدّهرُ حينًا ثم فرّقنا
وضمّنا الدّهرُ حينًا ثم فرّقنا
وأبعد النورَ عمّن يعبُد النورا