اللَهُ يَدري وَما يَدري بِهِ أَحَدٌ
ماذا أجَمجمُ مِن ذِكراكِ أَحيانا
يا أَكمَلَ الناسِ مِن رأسٍ إِلى قَدَمٍ
وَأَحسَنَ الناسِ ذا ثَوبٍ وَعُريانا
#قيس_بن_ذريح
#مجنون_لبنى
يُقَرُّ بِعَيني قُربُها وَيَزيدُني بِها كَلَفاً مَن كانَ عِندي يَعيبُها
وَكَم قائِلٍ قَد قالَ تُب فَعَصَيتُهُ وَتِلكَ لَعَمري تَوبَةٌ لا أَتوبُها
فَيا نَفسُ صَبراً لَستِ وَاللَهِ فَاِعلَمي بِأَوَّلِ نَفسٍ غابَ عَنها حَبيبُها
لَقَد عَذَّبتَني يا حُبَّ لُبنى فَقَع إِمّا بِمَوتٍ أَو حَياةِ
فَإِنَّ المَوتَ أَروَحُ مِن حَياةٍ نَدومُ عَلى التَباعُدِ وَالشَتاتِ
وَقالَ الأَقرَبونَ تَعَزَّ عَنها فَقُلتُ لَهُم إِذَن حانَت وَفاتي
تَعلَقُ رَوحي رَوحَها قَبلَ خَلقِنا وَمِن بَعدِ ما كُنّا نِطافا وَفي المَهدِ
فَزادَ كَما زِدنا فَأَصبَحَ نامِيا فَلَيسَ وَإِن مُتنا بِمُنفَصِمِ العَهدِ
وَلَكِنَّهُ باقٍ عَلى كُلِّ حادِثٍ وَزائِرُنا في ظَلمَةِ القَبرِ وَاللَحدِ
يَكادُ حُبابُ الماءِ يَخدِشُ جِلدَها إِذا اِغتَسَلَت بِالماءِ مِن رِقَتِ الجِلدِ
وَإِنِّيَ أَشتاقُ إِلى ريحِ جَيبِها كَما اِشتاقَ إِدريسُ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ
وَلَو لَبِسَت ثَوباً مِنَ الوَردِ خالِصاً لَخَدَّشَ مِنها جِلدَها وَرَقُ الوَردِ
يُثَقِّلُها لُبسُ الحَريرِ لِلينِها وَتَشكو إِلى جاراتِها ثِقَلَ العِقدِ
وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ
إِذا عِبتُها شَبَّهتُها البَدرَ طالِعاً
وَحَسبُكِ مِن عَيبٍ لَها شَبَهُ البَدرِ
لَقَد فُضِّلَت لُبنى عَلى الناسِ مِثلَ ما
عَلى أَلفِ شَهرٍ فُضِّلَت لَيلَةُ القَدرِ
فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِها مَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ
فَلَم يَمنَعوا عَينَيَّ مِن دائِمِ البُكا وَلَن يُذهِبوا ما قَد أَجَنَّ ضَميري
إِلى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوى وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ
وَمِن حَرَقٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا وَلَيلٍ طويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ
سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ
وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ الهَوى بِأَنعَمِ حالِ غَبطَةٍ وَسُرورِ
فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَهُم بُطونُ الهَوى مَقلوبَةً لِظُهورِ
لَقَد كُنتِ أسعدَ الناسِ لَو دامَ وَصلُنا وَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ