الفقرُ إحساسٌ بشِع
للفقر أنيابٌ فهل جرَّبتَها
لتقول:
اصبرْ واتَّعظْ ؟
إن كنتَ ما جرَّبْتَها
أرجوكَ تسكتُ لا تَعظْ
ستكونُ أحقرَ واعظٍ
وأكونُ أتعسَ مُتَّعِظْ
إن كنتَ تُجبرُني لفهمِكَ
قلتُ لك
ياللعجبْ
أهناكَ شيطانٌ يَعظْ؟
باللهِ هل جربتَ تأكلُ من صناديقِ القمامةِ
كِسرةَ الخبزِ المُغمَّسِ بالنفاية والصدأْ؟
جربتَ تجترُّ الكلأْ ؟
جربتَ تسكنُ في الحضيضِ
وبيتُ غيرِكَ
في سبأْ؟
جربتَ تكفرُ في الحياةِ
وبالحياةِ على الملأْ ؟
جربتَ في يومٍ تنامُ وفي العراءِ
بلا غِطاءْ ..
والبردُ ينخرُ في عظامِكَ
نخرَ سوسٍ في خشبْ ؟
جربتَ تكرهُ كلَّ ألوانِ الفنونِ
الشعرَ والقصصَ الحزينةَ
والأغاني والأدبْ؟
جربتَ تنسى كلَّ شيءٍ في الحياةِ
وتنطوي في قوقعاتِ الفقرِ ذُلاً
ثم في صمتٍ رهيبٍ تنسحِبْ ؟
جربتَ دمعَ الانكسارِ ووطأةَ الإحساسِ
بالذلِّ المهينِ ودمعُ روحِكَ ينسكِبْ ؟
جربتَ تَكوي جُرحَكَ المجنونَ بالصمتِ
المغلفِ بالعبارات الحزينةِ
في بلادٍ كلُّ ما فيها كذِبْ؟
جربتَ تبحثُ عن أحدْ
والكلُّ يرفضُ يلتقيكَ
فأنتَ دومًا بينهم
جملٌ مصابٌ بالجربْ
جربتَ في حزنٍ تموتُ من التعبْ؟
الفقرُ إحساسٌ بشِع
إحساسُ من ماتوا وعاشوا
في سغبْ
لا تسألوني إن كفرتُ عن السببْ
الجوعُ كافر
والبردُ كافر
والفقرُ كافر
وأنا طريدٌ في الحياةِ ومُغترِبْ
كلُّ الجرائمِ في بلادي تُرتكَبْ
الفقرُ إحساسٌ يُهينُ كرامتَك
هو لطمةٌ فوقَ الوجوهِ الصالحةْ
أيامُنا في الفقرِ أسودُ ما تكونُ
ولا أمل
فاليومُ مثلُ البارحةْ
إياكَ في يومٍ تغرُّكَ بسمتي
قلبي لقيطٌ في العراءِ وحولَهُ
سربُ الطيورِ الجارحةْ
سلمتُ أمري للسماءِ دعوتُها
فتمخَّضَتْ سُحُبُ السماءِ
وأمطرتني أضرحةْ
من قالَ إن الفقر يبرأُ بالدعا
أو بالندا
أو حينَ تقرأُ في المساءِ الفاتحةْ
الفقرُ إحساسٌ مُهين
فقرُ الثكالى والأيامى واليتامى
والقلوبِ النائحةْ
الفقر إحساسٌ كريهُ الرائحةْ
الفقرُ فعلٌ فاضحٌ
هو في الطريقِ العامِ
فعلٌ فاضحٌ
مهما يجملُهُ الطغاةُ بكذْبِهم
من أنه كالباقياتِ الصالحةْ
تبَّتْ أياديهم وتبْ
الفقر في نظري سيبقى للأبد
رأسَ الفعالِ الفاضحةْ
الفقرُ أوجاعٌ تُورَّثُ للعبادِ
كلونِهم
كي يأخذوا لقبَ الفئاتِ الكادحةْ
تبًا لهم من سلَّمونا للعَوز
وإذا صرخنا : حقُّنا
قالوا:
كلابٌ نابحةْ
#عبدالعزيز_جويدة