أشكوكَ أم أشكو إليك فإنني في ذا وذا متحيِّرٌ متوقِّفُ أخشاك بل أخشى عليك فتارةً أرجو رضاك وتارةً أتخوَّفُ أتلفتُ روحي في الهوى فإلى متى تلهو وتترك مَن يحبُّك يَتلفُ لا مت أو تُبلى بمثل بليَّتي فعسى تَذوق كما تُذِيق فتنصفُ لا تنكرنَّ تأسفي إن فاتني روحُ الحياة فكيف لا أتأسفُ شوقاً إلى من لو تجلَّى وجهُهُ للبدر كادَ من التحيُّر يُكسَف
وتطــــــــــــــــــــــــــــــــربُ وتترك من يهواك يبلى ويعطبُ له مقلة مذ غبتَ لم تطعم الكرى وقلبٌ على جمر الغَضى يتقلَّبُ سقاني الهوى سمَّ الفراق فدواني فعندك ترياق الوصال مجربُ تقطعت الأسبابُ بي في هواكمُ فو اللَهِ ما أدري بما أتسبَّبُ فلا تسألنّي كيف حاليَ بعدكم فما حال جسمٍ روحهُ عنه يُحجَبُ فمن غاب عن عينَيهِ وجه حبيبه فعن روحه روحُ الحياة يُغَيَّبُ وما حال مَن ذاق النعيم وطيبَه وأصبح من بعد النعيم يُعذَّبُ سرورُ الهوى أحلى من العيش كلِّه وكربُ النوى من غصَّة الموت أكربُ دُفِعتُ إلى التنغيص من بعد لذةٍ وأُبعدتُ عما كنت منه أُقرَّبُ لقد كنت في رَوح الجنان منعَّماً فأصبحتُ في نارٍ عَلَيَّ تَلَهَّبُ وأصعب شيءٍ شقوةٌ بعد نعمةٍ أجَل والقلى بعد التلطف أصعبُ إذا ما دعوتُ الصبرَ لبّانيَ الهوى فشوقي مكينٌ واصطباري مذبذب إذا اعتلجا في القلب شوقٌ مبرِّحٌ وصبرٌ فان الشوق لا شكَّ أغلبُ سقى اللَه ليلاً كنتُ فيه أزورُكم وأخرج عنكم خائفاً أترقَّبُ هناك سرور أنت فيه مُؤمَّرٌ وحولك من جيش اللذاذة موكبُ فإن كنتَ قد أقصيتني ونسيتني فأنت إلى قلبي من القرب أقربُ فلا كانت الدنيا إذا كان عيشها ولذتها كالثوب يبلى ويُسلَبُ
مات الحسود من الكمدْ ووفى الحبيبُ بما وَعَدْ حيِّي الوصال وقل له دم يا وصال إلى الأبد اليوم أحيا بالمنى ويموت قومٌ بالحسد أوَ ليس من طُرَف الهوى عطفُ الغزال على الأسد
يا ليل دُم لي لا أُريد صباحا حسبي بوجه مُعانقي مصباحا حسبي به بدراً وحسبي ريقه خمراً وحسبي خدُّه تُفّاحا حسبي بمضحكه إذا غازلتُه مستغنياً عن كل نجمٍ لاحا ألبستُه طوقَ الوشاح بساعدي وجعلت كفي للثام وشاحا هذا هو الفضل العظيم فخلِّنا متعانقَينِ فما نريد براحا
أتوني بالطبيب فساءَلُوه فلم يدرِ الطبيبُ بما يجيبُ سقاني شربةً لم تُغنِ شيئاً سوى أن زاد في القلب اللَّهيبُ فقلتُ له ألا دعني لدائي وقم واذهب لشأنك يا طبيبُ دوائي في يدَي من كان دائي فقال وما الدَّوا قلتُ الحبيبُ
أستغفرُ اللَه وأستغفر المحبوبَ من ذَنبَينِ في ذنبِ إن نظرت عيني إلى غيره بشهوةٍ هَمَّ بها قلبي فقد عصيتُ اللَه في نظرتي وخُنتُ من أهوى بلا عتبِ فعائذٌ باللَه من نظرةٍ فيها فساد الدّين والحبِّ
يا غريبَ الحُسن هَب لي منك إحساناً غريبا أنتَ مولايَ فكُن لي أيها المولى حبيبا إنَّ مَن كنتَ له أنتَ سقاماً وطبيبا فلقد نال من الدُّنيا وفي الدنيا نصيبا