لمحبوبة وعدت أن تجيء - البردوني

0
لمحبوبةٍ وعدت أن تجيء
وجاءت لِماماً, ولكن متى؟

أحبَّتكَ شِيناً وعيناً وراءً
وأحبَبَتَ باءً ونوناً وتا...

#البردوني

نحن نبدي عيوبنا حين نرمي بالخطايا

0
نحن نبدي عيوبنا حين نرمي بالخطايا فلانةً  أو فلانا
نحن لو لم نكن أصول الخطايا ما رأينا ظِلالها في سِوانا

#عبدالله_البردوني

لا تسل كيف ابتدينا - البردوني

0
لا تسل كيف ابتدينا لا ، و لا كيف انتهينا
لا تقل كيف انطوى الحبّ و لا كيف انطوينا
ملعب دار بعمرينا فولّى من لدينا
وانقضى الدور فعدنا عنه من حيث أتينا
لا تسل كيف تنائيـ نا و لا كيف التقينا
لا تقل كنّا و كان الشوق منّا و إلينا
هل شربنا خمرة الحب و هل نحن ارتوينا
آه لا خمر و لا حبّ متى كان و أينا
لاحت الكأس لثغريـ نا وجفّت في يدينا
***
عندما لاح بريق الكأس ولّت بالبريق
وارتشفنا من رحيق الحبّ أطياف الرحيق
و تلاشي حلم الصّفو كأنفاس الغريق
هكذا كان تلاقينا على الدور الأنيق
***
وانتهى الدور و ها نحن انتهينا من صبانا
حيث طاف الحبّ كالوهم و كالوهم تفانى
وانطوى عنّا كما تطوي الدياجير الدخانا
و تركنا في الرمال الحبّ آثار خطانا
غير أنا قد نسينا أو تناسينا لقانا
و سألنا الوهم بعد الحبّ هل كنّا و كانا
أين منّا الملعب الطفل تناغيه منانا
***
ملعب درنا به حينا فأصابانا و ملّا
ملعب ما كان أصفا ه و ما أشهى و أحلى
غاب في الأمس فولّينا عن الأمس وولّى
و تسلّينا و من لم يلق ما يهوى تسلّى

صافحتك القلوب قبل النواظر - البردوني

0
صافحتك القلوب قبل النواظر و استطارت إلى لقاك الخواطر
و تلقّاك عالم اليمن الحرّ كما لاقت النفوس البشائر
وارتمى يسكب التراحيب ألوا نا كما تسكب اللّحون القياثر
و تملّت نزولك اليمن الخضرا قاضت بالأغنيات الحناجر
و تنزّلت في معاني حماها مثلما ينزل الشعاع المحاجر
و هفا الموطن الكريم يحيّي مشعل العلم في سناك الباهر
و تغلغلت في حناياه كالإيمان كالطهر في عفاف الضمائر
كالمنى في القلوب كالدم في الأبدان كالسكر في دماغ المعاقر
قد تلقاك موطني ينثر الترا حيب في راحتك نثر الجواهر
و انتشى من شعاعك العلم لمّا زرت " دار العلم " يا خير زائر
وازدهى الشعر ينثر النغم الحلـ و كما ينثر الربيع الأزاهر
قد رأى "موطني " بمرآك " مصرا " منبت الفنّ و الإبا و العباقر
مصر أم الحجار و اليمن الـ سامي و أمّ الشآم أم الجزائر
وحدة العرب راية في رباها و منى العرب في يديها وزاجر
شادها الله العروبة دارا وابتناها بنيّرات الزواهر
بلدة تنبت العلوم و أرض تلد المجد و العلا و المفاخر
نيلها المستفيض أنشودة الله على مسمع اللّيالي العوابر
وحماها كنانه الله تر مي في وجوه العدا السهام الثوائر
***
يابن مصر التي تلاقت عليها شيم العرب و النفوس الحرائر
علمك العلم ينشر الدين في الدنيا كما تنشر الشعاع المنائر
و تجوب الشعوب في خدمة الإسلام و الحق و ارتباط الأواصر
إيه عزّام أنت وعي من النيل إلى العرب تستثير المشاعر
و سفير تشيّد الوحدة الشما و تستنهض السنا في البصائر
و تنادي البلاد للإتّحاد الحر و الاتحاد أقوى مناصر
إن في وحدة العروبة مجدا خالدا ثائرا على كل ثائر
إنّما العرب أمّة وحّدتها لغة الضاد و الدما و العناصر
إنّما العرب أمّة هزّت الدنيا و شقّت سود الخطوب العواكر
إنّ للعرب غابرا داس " كسرى " و تمشّى على رءوس القياصر
فاستمدّي يا أمّتي من سنا الما ضي معاليك واعمري خير حاضر
يأنف المجد أن يلاقي بنيه في يدي غاصب و في كفّ آسر
فاطمحي أمّتي إلى كلّ مجد وانهضي نهضة الصباح الباكر
يا سفير التضامن الحر غنّت سعيك الحر أمنياتي الشواعر
و تلاشت على هوى العرب روحي نغما ملهم الغنا و المزاهر
و نشيدا أفرغت فيه أحاسيسي و ذاتي و خافقي و السرائر
فتلقّى يا شاعر النيل شعري فهو شعر عنوانه " روح شاعر "

قلبه المستهام ظمآن عاني - البردوني

0
قلبه المستهام ظمآن عاني
يحتسي الوهم من كؤوس الأماني
قلبه ظاميءٌ إليك فصبّي
فيه عطر الهوى و ظلّ التداني
واذكري قلبه الحبيس المُعَنَّى
واملئي الكأس من رحيق الحنان
إنّه عاشق و أنت هواه
إنّه فيك ذائب الروح فاني
أنت في همسه مناجاة أوتار
و في صمته أرقّ الأغاني
إنّه في هواك يُحرق بالحبّ
و يدعوك من وراء الدخان
سابحٌ في هواك يهفو كفكر
شاعر يرتمي وراء المعاني
أين يلقاك أين، ماتت شكاواه
و جفّت أصداؤه في اللّسان
إنّه ظاميء إلى ريّك الحاني
مَشُوقٌ إلى الظلال الحواني
تائه في الحنين يهوى كروح
ضائع يسأل الدجا عن كيان
ظاميء يشرب الحريق المدمّى
و يعاني من الظَّما ما يعاني
أنت في قلبه الحياة و كلّ الحب
كلّ الهوى و كلّ الغواني
فيك كلّ الجمال فيك التقى الحسن
و فيك التقت جميع الحِسَان
لم يهب قلبه سواك و لكن
لم يذق منك غير طعم الهوان
فامنحيه يا واحة الحبِّ ظِلَّا
و انفضي حوله ندى الأقحوان
و اسكبي الفجر في دجاه وزفّي
في شقا حبّه رفيف الجِنان
إنّه هائم يعيش و يفنى
بين جور الهوى و ظلم الزمان
ميّت لم يمت كما يعرف الناس
و لكن يموت في كلّ آن

يا شاعر الأزهار و الأغصان - عبد الله البردوني

0
يا شاعر الأزهار و الأغصان هل أنت ملتهب الحشا أو هاني
ماذا تغنّي ، من تناجي في الغنا و لمن تبوح بكامن الوجدان ؟
هذا نشيدك يستفيض صبابة حرّى كأشواق المحبّ العاني
في صوتك الرقراق فنّ مترف لكن وراء الصوت فنّ ثاني
كم ترسل الألحان بيضا إنّما خلف اللّحون البيض دمع قاني
هل أنت تبكي أم تغرّد في الربا أم في بكاك معازف و أغاني
***
يا طائر الإنشاد ما تشدو و من أوحى إليك عرائس الألحان
أبدا تغنّي للأزاهر و السنا و تحاور الأنسام في الأفنان
و تظلّ تبتكر الغنا و تزفّه من جوّ بستان إلى بستان
و تذوب في عرش الجمال قصائدا خرسا و تستوحي الجمال معاني
لا الحزن ينسيك النشيد و لا الهنا بوركت يابن الفن من فنّان
***
يا بن الرياض – و أنت أبلغ منشد – غرّد و خلّ الصمت للإنسان
واهتف كما تهوى ففنّك كلّه حبّ و إيمان و عن إيمان
دنياك يا طير الربيع صحيفه ذهبيّة الأشكال و الألوان
و خميلة خرسا يترجم صمتها عطر الزهور إلى النسيم الواني
و الزهر حولك في الغصون كأنّه شعر الحياة مبعثر الأوزان
و العشب يرتجل الزهور حوالما و يرفّ بالظل الوديع الحاني
و طفولة الأغصان راقصة الصبا فرحا ودنياها صبا و أماني
و الحبّ يشدو في شفاه الزهر في لغة الطيور و في فم الغدران
و الورد يدمى بالغرام كأنّه من حرقة الذكرى قلوب غواني
***
يا طائر الإلهام ما أسماك عن لهو الورى و عن الحطام الفاني
تحيا كما تهوى الحياة مغرّدا مترفّعا عن شهوة الأبدان
لم تستكن للصمت ؛ لم تذعن له بل أنت فوق الصمت و الإذعان
هذي الطبيعة أنت شاعر حسنها تروي معانيها بسحر بيان
ترجمت أسرار الطبيعة نغمة أبديّة في صوتك الرنّان
و عزفت فلسفة الربيع قصيدة خضرا من الأزهار و الريحان
***
هذا ربيع الحبّ يملي شعره فتنا معطّرة على الأكوان
يصبو و دنيا الحبّ في أفيائه تصبو على إشراقه الفتّان
الفنّ فنّك يا ربيع الحبّ يا سحر الوجود و فتنة الأزمان

وحدي وراء اليأس والحزن - عبد الله البردوني

0
وحدي وراء اليأس و الحزن
تجترّني محن إلى محن
و طفوله الفنّان .. تذهلني
عن ثقل آلامي و عن وهني
فأنا هنا طفل بدون صبا
و اليأس مرضعتي و محتضني
و عداوة الأنذال تتبعني
و تغسّل الأدران بالدرن
و تفوح جيفتها هنا و هنا
كالريح في المستنقع النتن
و تغيب عن دربي .... و أعينها
في الدرب غابات من الإحن
و عداي أقزام ... يخوّفهم
صحوي و يرتاعون من وسنى
ما خوفهم منّي ؟ و ما اقترنت
بالحقد أسراري و لا علّني
خافوا لأنّ الشرّ مهنتهم
و أنا بلا شرّ بلا مهن
و لأنّني أدري نقائصهم
و لأنّهم خانوا و لم أخن
و لأنّهم باعوا عروبتهم
و علوت فوق البيع و الثمن
و رضيت أن أشقى و أسعدهم
وهج الوحول وزخرف العفن
***
أحيا كعصفور الخريف بلا
ريش ؛ بلا عشّ ، بلا فنن
أقتات أوجاعي و أعزفها
و أشيد من أصدائها سكني
و أتيه كالطيف الشريد بلا
ماض ؛ بلا آت ، بلا زمن
و بلا بلاد : من يصدّقني ؟
إنّي هنا روح بلا بدن
من ذا يصدّق أنّ لي بلدا
عيناه من حرقي و لم يرني ؟
و أنا هنا أرضعت أنجمه
سهدي ووسّد ليلة شجني
أأعيش فيه و فوق تربته
كالميّت الملقى بلا كفن ؟
وولائدي بسفوحه نهر
و مشاعل خضر على القنن
ماذا؟ أيدري إخوتي و أبي
أنّي يمانيّ بلا يمن ؟
هل لي هنا أو هاهنا وطن ؟
لا ، لا : جراحي وحدها وطني

كلّ ما عندنا يزيد ضياعا - عبدالله البردوني

0
كلّ ما عندنا يزيد ضياعا والذي نرتجيه ينأى امتناعا
نتشهى غدا ، يزيد ابتعادا نرجع الأمس .. لا يطيق ارتجاعا
بين يوم مضى ويوم سيأتي نزرع الريح نبتنيها قلاعا
والذي سوف نبتنيه يولّى هاربا … والذي بنينا تداعى
***
تمتطي موجة إلى غير مرسى إن وجدّنا ريحا فقدنا الشراعا
وإلينا جاء الشراة تباعا حبلت أخصب الجيوب تباعا
لا يحسّ الذي اشرّانا لماذا والذي باع ما درّى كيف باعا .. !
فتهاوى الذي تلقّى وأعطى وشمخنا مستهزئين جياعا ..!

مُرة أحزاننا لكنها يا عذاب الصبر أحزان الرجال - البردوني

0
شوطنا فوق احتمال الاحتمال
فوق صبر الصبر … لكن لا اتخذال
نغتلي … نبكي … على من سقطوا
إنما نمضي لإتمام المجال
دمنا يهمي على أوتارنا
ونغنّي للأماني بانفعال
مرة أحزاننا … لكنها
ـ يا عذاب الصبر ـ أحزان الرجال
نبلّع الأحجار … ندمى إنما
نعزف الأشواق … نشدو للجمال
ندفن الأحباب … نأسى إنما
نتحدى … نحتذي وجه المحال
***
مذّ بدأنا الشوط .. جوهرنا الحصى
بالدم الغالي وفردسّنا الرمال
وإلى أين … ؟ غرفنا المبتدى
والمسافات ـ كما ندري ـ طوال
وكنيسان انطلقنا في الذّرى
نسفح الطيب يمينا وشمال
نبتي لليمين النشود من
سهدنا جسرا وندعوه : تعال
***
وانزرعنا تحت أمطار الفناء
شجرا ملء المدى … أعيّا الزوال
شجرا يحضن أعماق الثرى
ويعير الريح أطراف الظّلال
واتّقدنا في حشى الأرض هوى
وتحوّلنا حقولا … وتلال
مشمشا .. بنا .. ورودا .. وندى
وربيعا … ومصيفا وغلال
نحن هذي الأرض .. فيها نلتظي
وهيّ فينا عنفوان واقتتال
من روابي لحمنا هذي الربى
من ربى أعظمنا هذي الجبال
***
ليس ذا بدء التلاقي بالردى
قد عشقناه وأضنانا وصال
وانتقى من دمنا عمتّه
واتخذنا وجهه الناري نعال
نعرف الموت الذي يعرفنا
مسنّا قتلا … ودسناه قتال
وتقحمنا الدّواهي صورا
أكلت منّا … أكلناها نضال
موت بعض الشّعب يحيي كلّه
إنّ بعض النقص روح الاكتمال
***
ها هنا بعض النّجوم انطفأت
كي تزيد الأنجم الأخرى اشتعال
تفقد الأشجار من أغصانها
ثمّ تزداد اخضرارا واخضلال
***
إنما … يا موت .. هل تدري متى
ترتخي فوق سرير من ملال ؟
في حنايانا سؤال … ما له
من مجيب … وهو يغلي في اتصال
ولماذا ينطفي أحبابنا
قبل أن يستنفد الزيت الذبال ؟
ثمّ نسى الحزن بالحزن ومن
يا ضياع الردّ ـ ينسينا السؤال ..؟

أشقيتني من حيث إمتاعي - البردوني

0
أشقيتني من حيث إمتاعي فلينعني من ظلمك الناعي
آلفتني حتـى ألفـت اللقـا تركتني وحدي لأوجاعي؟
أطمعتـني فيـك فخلفتني لجـوع آمـالـي وأطمـاعـي
ورحت -لا عدت- وألقيتني وديعـة فـي كف مضياع
إن لم يكن لديك قلب، فهل رحمت قلباً بين أضلاعي
رعيتني حتى ملكت الغنى عني فكنت الذئب في الراعي
يا ظالمي والظلم طبع الخنى قطفت عمري قبل إيناعي
قد ضاع ما أرجو فما خيفتي إذا دعاني للفنا داعي
لا ، لم أعاتبك فقد أقلعت عنك شجوني أي إقلاع
إن كنت خداعاً فإن الورى ما بين مخدوع وخداع
ما بين غلاب ومستسلم ما بين محروم وإقطاعي
أواه كم اشقى وأسعى إلى قبري وويح السعي والساعي
وهكذا قالت، وفي صوتها دمـوع قلـب جـد ملتــاع

نحن أعداؤنا - عبدالله البردوني

0
لأنا رضعنا حليب الخنوع
تقمصنا من صبانا الخضوع
فجعنا ليكتظ جلادنا
ويطغى ، وننسى بأنا نجوع
وحين شعرنا بنهش الذئاب
شددنا على الجرح نار الدموع
ورحنا نجيد سباب الدجى
ولم ندر كيف نضيء الشموع
نفور وتطفئنا تفلة
فتمتص إطفاءنا في خشوع
ولما سمعنا انفجار الشعوب
أفقنا نرى الفجر قبل طلوع
ويوما ذكرنا بأنا أناس
فثرنا ومتنا لتحيا الجموع
ولن لبسنا رداء الأباياه
وفي دمنا المتظام الهلوع
فحين انتوينا شروع المسير
حذرنا المغبات قبل الشروع
وقلنا أتى من وراء الحدود
جراد غريب فأشقى الربوع
وليس عدانا وراء الحدود
ولكن عِدانا وراء الضلوع

ليتها لي - عبدالله البردوني

0

لـيتها لـي أو ليت أنّي طريق
لـخـطاها تـمدّ فـيه الـمسيره

لـيتني مشطها فأشتمّ منها  
شـعرها أو أكـون فـيه ضفيره

لـيتني ثـوبها ؛ و يـهمس ثان  
يـدّعي أنّـه مـناها … الـكبيرة

آخـر العهد بيننا سمر الأمس 
شـكوت الهوى و بثّت سعيره

فـلـيلبّيه ثـالـث : لـيـت أنّـي  
نـقطة فـوق خـدّها مستديره

و يــجـاريـه رابـــع : فـيـغـنّي  
ليتني البحر و هي فيّ جزيرة

هكذا كـنتم أمامي و خلفي  
غـزلا مـغريا و كـنت ... غـريره..

فلسفة الفن - عبدالله البردوني

0
لا تقل ما دمع فنّي لا تسل ما شجو لحني 
منك أبكي و أغنّيك فما يؤذيك منّي 
سمّني إن شئت نوّحا و إن شئت مُغَنّي 
فأنا حينا أعزّيك و أحيانا أهنّي 
لك من حزني الأغاريد و من قلبي التمنّي 
أنا أرضي الفنّ لكن كيف ترضي أنت عنّي 
كلّ ما يشجيك يبكيني و يضني و يُعَنّي 
فاستمع ما شئت و اتركني كما شئت أغنّي 
***
لا تلمني إن بكى قلبي و غنّاك بكايا 
لا تسلني ما طواني عنك في أقصى الزوايا 
ها أنا وحدي و ألقاك هنا بين الحنايا 
ها هنا حيث ألاقيك طباعا و سجايا 
حيث تهوي قطع الظلما كأشلاء الضحايا 
و تطلّ الوحشة الخرسا كأجفان المنايا 
و الدجى ينساب في الصمت كأطياف الخطايا 
و السكون الأسود الغافي كأعراض البغايا 
و أنا أدعوك في سرّي و أحلامي العرايا 
***
يا رفيقي في طريق العمر في ركب الحياة 
أنت في روحيّتي روح و ذاتٌ ملء ذاتي 
جمعتنا وحدة العيش و توحيد الممات 
عمرنا يمضي و عمرٌ من وراء الموت آتي 
نحن فكران تلاقينا على رغم الشتات 
نحن في فلسفة الفنّ كنجوى في صلاة 
أنا كأس من غنى الشوق و دمع الذكريات 
فاشرب اللّحن ودع في الكأس دمع الموجعات 
هكذا تصبو كما شاءت و تبكي أغنياتي 
***
يا رفيقي هات أذنيك و خذ أشهى رنيني 
من شفاه الفجر أسقيـك و خمر الياسمين 
من معين الفنّ أرويـك و لم ينضب معيني 
لك من أنّاتي اللّحن و لي وحدي أنيني 
و لك التغريد من فنّي و لي جوع حنيني 
إن لي في عزلة الشعر كأشواق السجين 
حيث ألقاك هنا في خاطر الصمت الحزين 
في أغاني الشوق في الذكرى و في الحبِّ الدفين 
في الخيالات و في شكوى الحنين المستكين

بعد الحنين - عبدالله البردوني

0
هل تغفرين لو أنّني
أُبدي الذي حاولت أخفي ؟
سأقول شيئا تافها
يكفي الذي قد كان يكفي
ما عاد يسبقني الحنين إليك
أوّ ينجرّ خلفي
ما كان جبارا هواك
وإنما قوّاه ضعفى
واليوم لا أبكي نواك
ولا إقترابي منك يشفي

وطن في المنفى - عبدالله البردوني

0
بلادي من يَدَي طاغٍ 
إلى أطغى إلى أجفى
ومن سجن إلى سجن 
ومن منفى إلى منفى
ومن مستعمر بادٍ 
إلى مستعمر أخفى
ومن وحش إلى وحشين 
وهي الناقة العجفا
* * *
بلادي في كهوف الموت 
لاتفنى ولا تُشفى
تنقر في القبور الخرس 
عن ميلادها الأصفى
وعن وعد ربيعي 
وراء عيونها أغفى
عن الحلم الذي يأتي 
عن الطيف الذي استخفى
فتمضي من دجى ضاف 
إلى أدجى... إلى أضفى
بلادي في ديار الغير 
أو في دارها لهفى
وحتى في أراضيها 
تقاسي غربة المنفى

امرأة وشاعر - عبدالله البردوني

0
أتُسائلين من التي
آثرتُ … أو أين اشتياقي ؟
وتردّدين ألستَ من
أبدعت صحوي وائتلاقي ؟
شطآن عينيّ … اخضرار
مواسمي … 
دفئي … مذاقي
بستان وجهي … 
أمسيات جدائلي 
ضحوات ساقي
***
سميتني وهج الضّحى
قمرا يجلّ على المحاق
بوح الزنابق والورود
إلى النّسيمات الرفاق
أنسيتني بشريّتي
ونسيتُ بالأرض التصافي … !
وذهبتَ يا أغلى مراياالحسن … 
أو أحلى نفاق
أتعود لي … 
تبكي غروبي ؟
أو تغني لانبئاقي ؟
***
لن تعدمي غيري ولن
تلقي كصدقي واختلاقي
قد كنتُ موثوقا إليكِ …
من التي قطعت وثاقي ؟
لمّا وجدتُ القرب منكِ
أمرّ من سهر الفراق
آثرتُ حزن البعد عنك
على مرارات التّلاقي
***
وبدونِ توديع ذهبتُ
كما أتيتُ بلا اتفاقِ
ونسيتُ بيتك والطريق 
نسيتُ رائحة الزقاق
لم أدر من أين انطلقت 
ومَن لقيتُ لدى انطلاقي
انسقت … لا أدري الطريق
ولا الطريق يعي انسياقي
حتى المصابيح التي
حولي تعاني كاختناقي
كان اللّقاء بلا وجوه
والفراق بلا مآقي
***
فلتركيتي للنّوى
أظما وأمتص احتراقي
وبرغم هذا الجدب لن
أأسى على الحلّ المراق
***
لكنّ لماذا تسألين ؟!
بمن أهيم … ومن ألاقي ؟
فلتستريحي إنّني
وحدي ، وأحزاني رفاقي 
كالسندباد بلا بحار 
كالغدير بلا سواقي 
ورجايّ ألاّ تسألي 
هل مُتّ … أو ما زلت باقي ؟

أنت ترثي كلّ محزون و لم تلق من يرثيك في الخطب الألدّ - عبد الله البردوني

0
أنت ترثي كلّ محزون و لم تلق من يرثيك في الخطب الألدّ
و أنا يا قلب أبكي إن بكت مقلة كانت بقربي أو ببعدي
و أنا أكدى الورى عيشا على أنّني أبكي لبلوى كلّ مكد
حين يشقى الناس أشقى معهم و أنا أشقى كما يشقون وحدي !
و أنا أخلو بنفسي و الورى كلّهم عندي و مالي أيّ عندي
لا و لا لي في الدّنا مثوى و لا مسعد إلاّ دجا اللّيل و سهدي
لم أسر من غربة إلاّ إلى غربة أنّكى و تعذيب أشدّ
متعب وركبي قدمي و الأسى زادي و حمّى البرد بردي
و الدجا الشاتي فراشي وردا جسمي المحموم أعصابي و جلدي .

أناجيك يا أخت روحي كما يناجي الغريب خيال الحمى

0
أناجيك يا أخت روحي كما يناجي الغريب خيال الحمى
و أهفو إليك مع الأمنيات كما يرتمي الفكر نحو السما
و أظما إليك فتروي المنى خيالي و يزداد روحي ظما
و أبكي و يبكي خيالي معي نشيدا يباكي الدجا الأبكما
***
أيا قلب كم ذبت في حبّها لحونا مضرّجه بالدما
و كم هزّني طيفها في الدجا و كم هزّ قيثاري الملهما
و كم ساجلتني خيالاتها كما ساجل المغرم المغرما
فما عطفت قلبها رحمة و لا فكّرت آه أن ترحما

نشوة النور و أحلام الجنان و شذا الأنسام و الجوّ الجماني - عبد الله البردوني

0
نشوة النور و أحلام الجنان و شذا الأنسام و الجوّ الجماني
رقصت في الروضة الغنّا كما ترقص الحور على شدو المثاني
و صبت معجزة الحسن بها صبوة السكر بأعطاف الغواني
بلدة الفن و " أمّ الكرم " في حضنها الحاني صبت أمّ الدنّان
نسّق الفن حواشي كرمها فتعانقن على بعد المكان
و طلى بهجتها صفو الندى و الصباح الطفل وردي البنان
و العناقيد على أغصانها كالنهود العاطفيّات الحواني
و تدلّت كالقروط البيض من أذن الغيد المليحات الحسان

***
روضة فوحاء فردوسيّة تلد اللّذّات آنا بعد آن
كلّها راح وروح عبق و ظلال و تثنّي غصن بان
وزهور تبعث العطر كما تبعث السكر العناقيد الدواني
تفرش الجوّ جمالا و شذا و الثرى ظلا نديّ العطف هاني

***
الهوى الممراح فيها و الصبا و حوار الوصل فيها و التداني
و فنون الحسن فيها و الغنا مهرجان يرتمي في مهرجان
و العصافير على أدواحها كالقياثير على أيدي القيان
تسكب اللّحن على مرقصها فتشّي الجو رقصا و أغاني
و كأنّ النهر في أحضانها شاعر ذوّبه فرّط الحنان
و محبّ كلّما ناجى الهوى طلمست نجواه " فوضاء " الزمان
فتحال النهر محموم الغنا مطربا هيمان معقود اللّسان
و كأنّ الروضة الغنّا على مائه فجر الهوى طفل الأماني

***
بلد توحي مجاليه إلى مزهر الفنان أبكار المعاني
قلت للشعر و قد ساجله نغم الفنّ و سحر الإفتنان
أتراه سرق الفردوس أم هو فردوس بحضن الأرض ثاني

أنت يا كلّ من أحبّ و أهوى - عبدالله البردوني

0
أنت يا كلّ من أحبّ و أهوى في حنيني شعر و في الصمت نجوى
أنت في كلّ دقّة من فؤادي نغمات من خمرة الحبّ نشوى
و غناء مدلّهٍ ينشر الحبّ صداه و في فم الصمت يُطوى
في ضلوعي إليك شوق و قلب شاعر يعزف الصبابات شدوا
و عتاب يُفضى إليك فإنّ لاقاك أغضى و ذاب في القلب شكوى
و بقلبي إليك شِعر سأرويه و شعر في خاطري ليس يُروى
أيّ فنّ أشدو و ماذا أغنّيك و فنّ الجمال أسمى و أقوى
أيّ لحن أهدي إليك و معناك لحون تسمو على الفنّ زهوا
آه جفّ النشيد إلاّ نشيدا أنا فيه أذوب عضوا فعضوا
آه يا قلب إنّها صبوة الحسن المغنّي و أنت أصبى و أغوى
حسنها شاعر الفنون و حبّي عبقري يطارح الحسن شجوا
كلّ شعر غنيته فهو منها و إليها والفنّ يحسوه صفوا .

الشعراء:

#علاء_سالم إبراهيم أبو زيد إبراهيم اليازجي إبراهيم جمال إبراهيم طوقان إبراهيم عمر الأمين إبراهيم عيسى إبراهيم محمد إبراهيم إبراهيم ناجي ابن الجوزي ابن الخياط ابن الدهان ابن الرومي إبن الفارض ابن الفارض ابن القيم ابن المعتز ابن النبيه المصري ابن حزم الأندلسي إبن خلدون ابن خلدون ابن رزيق البغدادي ابن زيدون ابن سهيل الأندلسي ابن عبد ربه ابن عربي ابن نباتة المصري أبو إسحاق الألبيري ابو الاسود الدؤلي أبو البقاء الرندي أبو العتاهية أبو العلاء المعري أبو القاسم الشابي أبو تمام أبو صخر الهذلي أبو فراس الحمداني أبو نواس أبيات أبيات، علاء سالم إحسان البني أحمد الصافي النجفي أحمد المنعي أحمد بخيت أحمد رامي أحمد شوقي أحمد فتحي أحمد مطر أدب روسي مترجم أدب عربي إدريس جماع ادريس جماع أدونيس أسعد الغريري أشعار الثورة العربية أغاني أطفال الأخطل الصغير الإشبيلي الأصمعي الأعشى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الإمام الشافعي الإمام الشوكاني الإمام علي بن أبي طالب الأمير عبد الله الفيصل الباخرزي البحتري البرعي الثورة السورية الحطيئة الحلاج الخبز أرزي الرافعي الرصافي السمؤال السهروردي الشاب الظريف الشاعر القروي الشريف الرضي العباس بن الأحنف القشيري القيرواني المتنبي المجاهد المصري النابلسي الناشئ الأكبر النيسابوري الهادي آدم الهبل الواواء الدمشقي أم حمادة الهمذانية أماني العربي أمرؤ القيس امرؤ القيس أمل الشيخ أمل دنقل أمين ناصر الدين أنور سلمان أنور سليمان إيليا أبو ماضي بدر شاكر السياب بدوي الجبل بشار بن برد بلبل الغرام الحاجري بهاء الدين زهير تحميل كتب تميم البرغوثي جبران خليل جبران جرير جعفر ماجد جلال الدين الرومي جليلة رضا جميل الساعدي جميل بثينة حافظ إبراهيم حامد زيد حذيفة العرجي حسان بن ثابت حسن شحاتة حسن مرواني حكم وأقوال مأثورة حمزة شحاتة حنين عمر خالد الحصيني خليل فواز د. جمال مرسي د. مانع سعيد العتيبة د. مصطفى محمود دلال البارود دواوين كاملة ديك الجن رابعة العدوية رباعيات رثاء رسل راكان رشيد الخوري روائع روائع نثرية روائع٢ روضة الحاج رياض بن يوسف زكي الياسري زكي مبارك زهير السيلاوي سعاد الصباح سعيد يعقوب شاعر شؤون عربية وإسلامية شعر إسلامي شعر الثورة المصرية شعر الحب والغزل شعر الحكمة شعر الغزل الصريح شعر روسي مترجم شعر سياسي شعر عن الأم شعر مترجم شعراء شكسبير صالح الشرنوبي صباح الحكيم صبحي ياسين صريع الغواني صفوان التجيبي صفي الدين الحلي طرفة بن العبد عازر نجار عباس العقاد عبد الرازق عبد الواحد عبد الرحمن العشماوي عبد الرحمن يوسف عبد السلام رزيق عبد العزيز المذهل عبد العزيز جويدة عبد الغفار الأخرس عبد الله البردوني عبد الله الشبراوي عبد الناصر الشيخ عبد الواسع السقاف عبدالرازق عبدالواحد علاء جانب علاء سالم علاء_سالم علي الجارم علي بن الجهم علي بن هارون المنجم علي صالح القرعاوي علي فريد علي محمود طه عمر أبو ريشة عمر الفرا عُمَر الفرا عمر بن أبي ربيعة عمر طش عنترة بن شداد عيسى جرابا غادة السمان غازي القصيبي غزل فاحش فاروق النمر فاروق جويدة فاروق شوشة فالح بن طفلة فتى الشاطئ فهد العسكر فواز اللعبون قصائد بصوت فيروز قصائد مسموعة قصائد مغناة بصوت كاظم الساهر قيس بن الملوح قيس بن ذريح قيس لبنى كامل الشناوي كريم العراقي كريم معتوق كعب بن زهير لسان الدين الخطيب ماجد عبدالله مانع سعيد العتيبة محمد البياسي محمد الشهاوي محمد المقرن محمد جانب محمد جمال حجازي محمد جنيدي محمد شكر محمد شهاب الدين العربي محمد علوان محمد محمود الزبيري محمود حسن إسماعيل محمود درويش محمود سامي البارودي محمود غنيم مختارات مميزة مريد البرغوثي مصطفى حامد مصطفى صادق الرافعي مصطفى قاسم عباس مصطفى لطفي المنفلوطي مصعب السحيباني مظفر النواب معن بن أوس مقالات سياسية مـقـالاتــي مقولات من نوادر العرب من هنا وهناك مناسبات منية بن صلاح ميسون السويدان نازك الملائكة نجم الحصيني نجيب سرور نزار قباني نزار قباني - شعر سياسي نزار قباني ٢ نشوى جرار نور سليمان هاشم الرفاعي هالا محمود هشام الجخ وئام الليثي وداد العاقل وشاح إشبيليا ولادة بنت المستكفي ويليام شكسبير ياسر الأقرع يحيى السماوي يحيى توفيق حسن يزيد بن معاوية