سأحمل روحي على راحتي

0
سأحمل روحي على راحتي
وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق
وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن
مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون
ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي
ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب
ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل
ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان
تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء
ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان
وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين
ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ
معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َ حلم الخلود
ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال
ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود
وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة
وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة
فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام
فيعلم قومي أنّي الفتى.

قصيدة "الشهيد " نظمها الشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود حوالي عام 1939 (أي قبل استشهاده بقرابة 10 سنوات
ولود سنة 1913م في بلدة عنبتا التي تقع قرب طولكرم، واستشهد في معركة الشجرة عام 1948م

بلاد المسخرة - نصر عبدالجليل

0
ياعنتره ... ياعنتره
أسمعت يوما عن بلاد المسخرة
تلك التي حكامها
دوما تجيد الثرثرة
تلك التي إنسانها
يحيا ... ليسكن مقبره
ياعنتره .. ياعنتره
هل زرت يوما موطني ؟؟
ذاك الذي قد ضمني
وحلفتُ أن لاأخسره
أسمعت عن حريتي
تلك التي ماعشتها
إلا بدمع المحبره
ياعنتره .. ياعنتره
انهض فإني متعبٌ
ووصلتُ حد الغرغره
سرق الكلابُ مدينتي
سرقوا حروف محبتي
لم يبق شيءٌ أخسره!

الطابور - نزار قباني

0
طالبت ببعض الشمس ،
فقال رجال الشرطة :
قف ـ يا سيد ـ في الطابور
طالبت ببعض الحبر ، لأكتب إسمي ..
قالوا: إن الحبر قليلٌ ...
فالزم دورك في الطابور
طالبت بأي كتابٍ أقرأ فيه ..
فصاح قميصٌ كاكيٌ :
من كان يريد العلم ..
فإن عليه ، قراءة منشورات الحزب ..
وأحكام الدستور ..
طالبت بإذنٍ حتى ألقى امرأتي
فأجابوني: إن لقاء المرأة صعبٌ ..
وعلى العاشق ،
أن لا ييأس من طول الطابور
طالبت بإذنٍ ..
حتى أنجب ولداً ..
قال نقيبٌ ، وهو يقهقه :
إن النسل مهمٌ جداً ..
فلتتنظر ، سنةً أخرى ، في الطابور
........
من يوم أتيت إلى الدنيا
وأنا مزروعٌ في الطابور
ساقاي تجمدتا في الثلج ،
ونفسي كالورق المنثور
منتظرٌ وطناً .. لا يأتي
وشواطئ دافئةً .. وطيور ..
لا أدري .. كيف أقول الشعر
فحيث ذهبت يلاحقني الساطور ..
كل الأوراق مفخخةٌ..
كل الأقلام مفخخةٌ ..
حتى الحب ..
يريد جواز مرور ...
يا ربي:
هذا الوطن القابع بين الماء .. وبين الماء ..
حزينٌ كالسيف المكسور ..
فإذا ودعنا كافوراً ..
يأتينا .. أكثر من كافور

وقفت بين يدي مفسر الأحلام - أحمد مطر

0
أحمد مطر
وقفت بين يدي مفسر الأحلام
قلت له: ياسيدي رأيت في المنام
أني أعيش كالبشر
وأن من حولي بشر
وأن صوتي بفمي
وفي يدي الطعام
وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر!
فصاح بي مرتعدا: يا ولدي حرام..
لقد هزئت بالقَدر!
يا ولدي، نم عندما تنام !!

قصيدة فرعونُ ذو الأوتادِ

0
الشاعر أحمد مطر
لافتة الشاعر أحمد مطر بجريدة القبس الكويتية حول تنظيم الدولة الإسلاميه المعروفة بتنظيم داعش والأنظمة العربية:
****
رُسُلُ التَّخلُّفِ في بلادِ الضّادِ يستنكرون «خلافة البغدادي»
ويُحوقِلون تهيُّباً وتعجُّباً مما رأوا من جُرمهِ المُتمادي
فكأنما هذا الخليفةُ «مأتمٌ» وكأنما هُم «فرقةُ الإنشادِ» !
وكأنما الدُّولُ التي في ظِلهِم أُنشِئْن من وَردٍ ومِن أورادِ !
وكأن من فيهِنَّ ليس طريدةً منذورةً لحبائِل الصَّيادِ !
***
أُبدي اندهاشي للجريمة صارخاً : ما لي أرى الأشباه كالأضدادِ ؟!
ما للقُيود الجاهليةِ صَلصَلَتْ مذعورةً من رنَّة الأصفادِ ؟!
هل قاتلُ الآلاف أبرأُ ذمَّةً من قاتل العشرات والآحادِ ؟!
أم غارزُ السكين أسوأُ فِعلةً من غارس الألغام والأعوادِ ؟!
الصوتُ ذلك مُبتدا هذا الصَّدى ولسانُ حال المُنتهي والبادي :
«الغرْغرينا» لم تكُن لو لم يكُن جرحُ البلاد مُبطَّناً بفسادِ !
***
ما دُقَّتِ الأوتادُ فينا صُدفةً بل دقَّها فرعونُ ذو الأوتادِ !
ولهُ سوابقُهُ بتصدير الأذى ليصُدَّهُ .. ويعود بالإيرادِ !
ولهُ عبيدٌ سادةٌ قد سوَّدوا أيَّامنا .. من قبل هذا السادي .
أم أن ثورات الشباب تفجَّرتْ مللاً من التدليل والإسعادِ ؟!
كانوا على مر الزمان يُروننا فعل اللُّصوص .. ومنطِق الزُّهادِ
ويُفصّلون الدين حسب مقاسِهم ثوباً .. على جسدٍ من الإلحادِ !
رصدوا السﻻح .. فما ترصَّد غازياً ولقتلِنا .. قد كان بالمرصادِ !
رقدوا .. ولم يستيقِظوا حتى علا سوطُ الوعيد بزجْرةِ الأسيادِ
فتذكَّروا معنى الحياة، ولمَّعوا صدأ السلاح .. بصرخة استنجادِ !
هُم لا تقومُ صِلاتُهم إلا على تقطيع حبل الناس بالإجهادِ
هُم لا تُقامُ صَلاتُهُم إن لم تكُن بإمامةِ «السي آيِ» و (الموسادِ) !
وهُمُ الحديدُ وخصمُهُم من جنسِهِم وجميعُهُم برعاية الحدَّادِ !
فعلام يأنفُ لاعبٌ من لاعبٍ وكلاهُما عضوٌ بنفس النادي ؟!
***
تُبدي الجريمةُ دهشةً من دهشتي : أو ما رأيت تنافُس الأوغادِ ؟!
أصلُ الحكاية غيرةٌ وتحاسُدٌ ما بين جيل النَّشْءِ والرُّوادِ !
يتفارقون بشكلِهِم، لكنَّهُم رضعوا حليب طباعِهِم من زادي .
وأنا رؤومٌ، لا أُفرقُ بينَهُم هُم في النهاية كُلُّهُم أولادي !

العشاء الأخير لصاحب الجلالة أبليس الأول - أحمد مطر

0

أحمد مطر
وثـــنٌ يـضـيـقُ بـرجـسـه الأوثــــانُ وفـريـســة تـبـكــي لــهــا الـعُـقـبـانُ
ودمٌ يُـضَـمِّــدُ لـلـسـيـوف جـراحـهــا ويُعـيـذهـا مـــن شـرهــا الـشـريــانُ
هــي فـتـنـة عـصـفـت بـكـيـدك كـلِّــه فـانـفــذ بـجـلــدك أيــهــا الـشـيـطـان
مــــاذا لــديــك؟ غــوايــةٌ؟ صـنـهــا فقـد أغـوى الغوايـة نفسهـا السلطـان
مـكــرٌ؟ وهــــل حـلّـفــت بـالـقــرآن قــرآنـــاً لـيـنـكــر أنـــــه قــــــرآن
كـفــرٌ؟ بـمــاذا؟ ديـنـنـا أمـســى بـــلا ديــــن وأعــلــن كــفــره الإيــمـــان
كـــذبٌ؟ ألا تـــدري بـــأنّ وجـوهـنـا زورٌ وأنّ نــفــوســنــا بـــهـــتـــان
قـرنــان؟ ويـلــك عـنـدنـا عــشــرون شيـطـانـاً وفـــوق قـرونـهـم تـيـجـان
يــا أيـهـا الشيـطـان إنــك لــم تـــزل غِـــرّا ولـيــس لـمـثـلـك الـمـيــدان
قـــف جـانـبًــا لــلإنــس أو لـلـجــن واتركـنـا فــلا إنــسٌ هـنـا أو جـــان
قــف جـانـبـاً كـــي لا تـبــوء بذنـبـنـا أو أن يـديــنــك بـاسـمـنــا الــدّيـــانُ
إن يـصـفـح الـغـفــار عــنــك فـإنـنــا لا يحـتـويـنـا الـصـفــح والـغــفــران
أُنــبــيــك أنّــــــا أُمّــــــةٌ أَمَــــــةٌ تبـاع وتشتـرى ونصيبهـا الحـرمـان
أُنـبــيــك أنّـــــا أُمّـــــةٌ أسـيــادهــا خـــدمٌ وخـيــرُ فـحـولـهـا خـصـيــان
قِطـعٌ مـن الكـذب الصقيـل فليـس فـي تـاريــخــهــم روحٌ ولا ريــــحــــان
أُســــدٌ ولــكــن يـحـدثــون بـثـوبـهـم إن حــركـــت أذنـابــهــا الـفــئــران
متعفـفـون وصبـحـهـم سـطــوٌ عـلــى قـــوت الـعـبــاد ولـيـلـهـم غـلـمــان
مـتـديــنــون وديــنــهــم بـدنـانــهــم ومـسـهّــدون وسُـكـرهــم ســكـــران
عـربٌ ولكـن لــو نـزعـت قشـورهـم لــوجـــدت أنّ الــلـــب أمـريــكــان
جـيـلان مــرّا لــم يـكـن فـــي ظـلـهـم ظـــــلٌ ولا بـوجــودهــم وجــــــدانُ
حتـى الـمـرارة أقلـعـت عــن نفسـهـا ولــنــا عــلــى إدمـانـهــا إدمـــــان
نـأتـي إلـــى الـدنـيـا وفـــي أعنـاقـنـا نــيــرٌ وفــــي أعـمـاقـنــا نــيـــران
تُخصـى لـنـا الأسـمـاع مـنـذ مجيئـنـا شـرعــاً ويُـعـمــل لـلـشـفـاه خــتــان
ونسـيـر مقلـوبـيـن حـتــى لا تُـــرى مـقـلــوبــة بـعـيـونـنــا الــبــلـــدان
والـــدرب مـتـضـح لـنــا فـوراءنــا مـتـعــقِّــبٌ وأمــامــنــا ســـجّــــانُ
فيخـاف مـن فـرط السـكـوت سكوتـنـا مـــن أن تـمــر بـذهـنـنـا الأذهــــان
ونخـاف أن يشـيَ السـكـوت بصمتـنـا فــكـــأنـــمـــا لــســكــوتـــنـــا آذان
لـو قـيـل للحـيـوان كــن بـشـراً هـنـا لـبـكـى وأعـلــن رفـضــه الـحـيـوانُ
كـم باسمنـا نشـب الـنـزاع ولــم يـكـن رأي لــنـــا بـنـشـوبــه أو شــــــان
وعـــدتْ علـيـنـا الـعـاديـات فلـيـلـنـا ثـــوبُ الـحــداد وصبـحـنـا الأكـفــان
وهــواؤنـــا آهــاتــنــا وتــرابــنــا دمــــــعٌ دمٌ وســمــاؤنــا أجـــفـــان
صحـنـا فـلـم يُشـفـق علـيـنـا عـقــربٌ نُـحـنـا ولـــم يَــرفــق بــنــا ثُـعـبــان
ومَـن المجيـر وقــد جــرت أقـدارنـا فــي أنْ يـجـور الأهـــل والـجـيـرانُ
قـلـنـا ومـطـرقــة الــعــذاب تـدقـنــا سـيـجــيء دورك أيــهــا الـســنــدان
وسيـأكـل الـسـرحـان لـحــم صـغــاره إن لــم يـجـد مـــا يـأكــل الـسـرحـان
فتـمـرّتِ الضـحـكـات فـــي دمعـاتـنـا وتـكـدرت مـــن صـحـونـا الـكـيـزان
حــتــى إذا مــــا ســكــرةٌ راحـــــت وجــاءت فـكـرةٌ وتـثـاءب النـعـسـان
غفلـتْ زوايـا الـحـانِ عــن ألحانـهـا وانـحـطـت الـشـرفـات والـحـيـطـان
وهـوى الهـوى متضرّجـاً بهـوانـه وانـهــدّ مـــن نـــدمٍ بـهــا الـنـدمـانُ
لـكـنـنـا فــــي الـحـالـتـيـن سـفـيـنــةٌ غـرقــت فـقــام يـلـومـهـا الــربــان
أمـــن الـعـدالـة أن نُـشــكَّ ونُشـتـكـى أم أن نــبــاع وجـلـدنـنــا الأثــمـــان
فـي لحظـة لعـنـت مصانعـهـا الـدمـى وتــبــرّأت مــــن نـفـسـهــا الأدران
وانساب "سيرك" المعجزات فها هنا قـــــدمٌ فـــــمٌ وفـصــاحــةٌ هــذيـــان
يُلـقـي بـهـا الإعــلام فــوق رؤوسـنـا صُـحـفـاً يـقــيء لعـهـرهـا الـغـثـيـان
فـزبــالــةٌ واسـتـبـدلــت بــزبــالــة أخـــرى ولـــم تسـتـبـدل الــجــرذان
وهــنــا مـلـيــك مــغــرم بـتــراثــه يحـسـو الـخـمـور وكـأســه فـنـجـان
وهـنـاك ثـــوريٌ يـؤســس دولـــة ً فــــي كــرشــه فـتـصـفـق الـثـيــران
وهـنـا ملـيـكٌ لـيـس يـمـلـك نـفـسـه فـمــه صــــدىً وضـمـيــره دكــــان
ومـفـكّـرٌ متـخـصـصٌ بـعـلـوم فـــرك الـخـصـيـتـيـن فــفــكــره ســـيــــلان
وشـواعــرٌ كـــي لا أسـمــي واحـــدًا يـتـسـتــرون وسـتــرهــم عــريـــان
يــزنــون بـالـقـبّـان أبـيـاتًــا لــهـــم فـيـمـيـل مــــن أوزانــــه الـقَـبّــان
فــــي كــفّـــةٍ تـسـبـيـلـةٌ ودراهـــــمٌ وبــكــفّـــةٍ تـفـعــيــلــةٌ وبــــيــــان
مـتـفـاعـلـن مـتـفـاعـلــن عِـــلّانـــةٌ مـتـفـاعـلــن مـتـفـاعـلــن عِــــــلّانُ
وتـقــرقــع الأوزان دون مـــبـــادئٍ لـمــبــادئٍ لـيــســت لــهـــا أوزان
فـالـحـاكــم الـمـغـتــال طــفـــلٌ وادعٌ والـمـودَعــون بـسـجـنــه غــيـــلان
وابـن الشـوارع فـارسٌ فــي سـاعـةٍ وبـسـاعـةٍ هــــو غــــادرٌ وجــبــانُ
هـل ينثنـي الجـزّارُ عـن جـرمٍ وهــل تـرتــد عــــن أخـلاقـهــا الـفـرســانُ
كــــلا ولــكـــن "الأنـــــا" ورمٌ وإن زادت فـــكـــلُّ زيــــــادةٍ نــقــصــان
يـبــدو التـنـاقـض عـنـدهـا متنـاسـقـاً والـلــون فـــي صفحـاتـهـا ألــــوان
هـو فـارسٌ مـا دام يفتـرس الـورى فــــإذا قُــرِصْــتُ فــإنــه قُــرصــان
وحـدي ولـو ذهــب الأنــام جميعـهـم وإذا ذهــبــت فـبــعــدي الـطــوفــان
يــا آيـــة الله الـجـديـد ومـــن لـقــى آيــاتِـــه الـحــشــرات والـــديـــدان
آمــنـــت أنـــــك آيـــــةٌ فــبــحــدّكَ اتّـحــد الـهــوى وتـفــرّق الـفـرقـان
طـوبـى لنبـلـك فــي الـجـهـاد فـمــرة أرض الـكـويــت ومــــرةً إيـــــران
وكـــأنّ خـارطــة الـجـهـاد أعــدّهــا "ميخـا" وأكـد رسمـهـا "المـعـدان"
الـقـدس ليـسـت مـــن هـنــا تـؤتــى ونعـلـم أنـهـا مـــن دونـهــا عـمّــان
والفـقـر لـيــس بـأرضـنـا فميـاهـنـا تـــروي الـمـيـاه ونفـطـنـا غـــدران
وبــوارج الغـربـاء قــد كـانـت هـنــا تحمـي حمـاك وهــم هـنـا قــد كـانـوا
إن كـنــت تـنـسـى أنــهــم نَـصَـبــوك مـحـرقـةً لـنــا فـسـيـذكـر الـنـسـيـان
لكنـمـا قـضــت الـروايــة أن يُـبــدّل مــشــهـــدٌ فــتـــبـــدّل الــبــنــيــان
مهمـا تخـلّـى فــي الـروايـة بعضـكـم عــــن بـعـضـكـم فجمـيـعـكـم خـــــلان
قـيـلَ الـهـوى فالـضـمُّ ضــمُّ حبـيـبـةٍ عـجـبًـا أتـنـبـتُ لـلـهــوى أســنــان
أتُــعـــدُّ قـنـبـلــةً فـتــدعــى قــبــلــةً ويُــعـــدُّ عــيـــدًا ذلـــــك الــعـــدوان
وأسيـرةٌ قـد حــرّرتْ وعجـبـتُ مــن حـــريـــةً نـسـمـاتـهــا قــضــبـــان
وشـريـدةٌ رجـعــت لـمـنـزل أهـلـهـا أيـنـالـهـا الإعــــراض والـنــكــران
أيـمــوت دون عـفـافـهـا إخـوانُـهــا أم يـسـتـبـيـح عـفـافـهــا الإخـــــوان
هــي سُـنـةٌ قــد سنّـهـا وثــنٌ فـمــاذا لـــــو قــفـــتْ آثـــــارهُ الأوثـــــان
إن الـلـواحــق لـلـسـوابـق تـنـتـمــي وصُـنــان أتـبــاع الــعِــدا صــنــوان
قــل للجـزيـرة كـيـف حـالـت حـائــلٌ وبـمـن جـــرت لخـرابـهـا نـجــران
وبـكـفّ مــن كــفُ القطـيـف تقطّـفـت وبـمـن تعـسّـر فـــي عـسـيـر أمـــان
ومَن احتسى الأحساء أو مَن ذا الـذي حـجــز الـحـجـاز وجـنــده رهــبــان
هـل عندنـا شيـخٌ يسمـى " شِكْسِبيـرَ " وهـــل تـطـيـر وتـقـصـف الـبـعـران
لا بـــل قـضــى شـــرع الأهــلــة أن تخـوض جهادهـا وسيوفهـا الصلبـان
كــرم الضيـافـة دائـمًـا يقـضـي بـــأنْ تُـطـوى الجـفـون وتـفـتـح السـيـقـان
معـنـى الـجـهـاد بعـصـرنـا أجـهـادنـا أو عـصـرُنــا وثـوابـنــا خــســـران
عثـمـانُ يُـقـتـل كـــلَّ يـــومٍ باسـمـنـا وتُـخـاط مــن أطـمـارنـا القـمـصـان
أنــا ضــد أمريـكـا إلــى أن تنـقـضـي هــذي الحـيـاة ويـوضــع الـمـيـزان
أنــا ضـدهـا حـتـى وإن رقّ الحـصـى يـومــاً وســـال الجـلـمـد الـصــوان
بـغـضـي لأمـريـكــا لــــو الأكــــوان ضـمـت بعـضـه لانـهـارت الأكــوان
هـي جـذر دوح الموبقـات وكــل مــا فـي الأرض مـن شـر هـي الأغـصـان
مَــن غيـرهـا زرع الطـغـاة بأرضـنـا وبـمــن سـواهــا أثـمــر الـطـغـيـان
حبـكـت فـصـول المسرحـيـة حـبـكـةً يـعـيـا بــهــا الـمـتـمـرس الـفـنّــان
هــــذا يــكــرّ وذا يــفــرّ وذا بــهــذا يـسـتـجــيــر ويـــبــــدأ الـغــلــيــان
حتـى إذا انقشـع الـدخـان مـضـى لـنـا جـــرحٌ وحــــلّ مـحـلّــه ســرطــان
وإذا ذئـــاب الـغــرب راعـيــة لـنــا وإذا جـمــيــع رعـاتــنــا خــرفـــان
وإذا بأصـنـام الأجـانــب قـــد ربـــت وإذا الــديــار وأهـلـهــا الـقــربــان
أنــا ياكـويـت قــد اكتـويـت وربـمــا بـشـواظ نـــاري تـكـتـوي الـنـيـران
صـحـراء هـمـي مالـهـا مــن آخــر وبـحــار حـزنــي مـالـهــا شــطــآن
تبـكـي شراييـنـي دمًــا فـــي مـدمـعـي وبـأدمـعــي تـتـضـاحــك الأحـــــزان
أنت القريبة فـي اللقـاء وفـي النـوى وأنـــا بـحـبــي الــغــارق الـظـمــآن
لـي مـنـك مــا للقـلـب مــن خفقـاتـه ولـديــك مـنــي الـوجــه والـعـنـوان
فلـقـد حملـتـك فــي الجـفـون مسـهّـدا كـــي لا يُـسـهّــدَ جـفـنــك الـوسـنــان
ومـلأت روحـي منـك حـتـى لــم يـعـد مـنــي لـروحــي مـوضــع ومـكــان
ما ذاب من فـرط الهـوى بـك عاشـق مثـلـي ولا عـــرف الأســـى إنـســان
قـالـوا هَـجـرتِ فقـلـتُ إنـــا واحـــدٌ وكـفــى وصـــالاً ذلــــك الـهـجــران
هـي موطنـي ولهـا فــؤادي مـوطـنٌ أتـفــرُّ مـــن أوطـانـهــا الأوطــــان
مـاذا علـى شجـرٍ إذا طــرد الخـريـفُ هَـــزازهـــا لــتــغــرّد الــغــربـــان
فـــي الـكـحــل لا تــجــد الأذى إلا إذا عـمـلـتْ عـلــى تكحـيـلـك الـعُـمـيـان
أنـــــا لا أزال أدق قـلــبــي خـائــفًــا ويــكــاد يُـخـفــي دقــتــي الـخـفـقــان
لا تـنـكــري تـعـبــي ولا تسـتـنـكـري غـضـبـي فـإنــي الـعـاشـق الـولـهـان
نُبّئـتُ أنـك قـد هرمـتِ وغـاض مــن غـيــظ الـخـطـوب شـبـابـك الـريــان
وعـلـمـتُ أنّ الـدارعـيـن تــدرّعــوا بطـنـيـنـهـم وســلاحــهــم أطـــنـــان
وبـدوا فهـوداً عـنـد منسـكـب الـنـدى وإذا بـهــم عـنــد الـــردى حُــمــلان
صمتوا لديـك لتلفظـي النفـس الأخيـر وبـعـدهـا عُــزفــتْ لــــكِ الألــحــان
ولطالما وعـدوا بنصـرك فـي الوغـى وعَـــدَوا وأبـلــغُ نـصـرهـم خِـــذلان
لـم يُمتشـق سـيـفٌ ولــم تُـسـرج لـهـم خـيــلٌ ولـــم تُـقـطـع لـهــم أرســـان
فجميـعـهـم قـــد كــذّبــوا وجمـيـعـهـم قــد مثّـلـوا وجميـعـهـم قـــد خـانــوا
كــم عِـبــرةٍ عـبــرت بـهـيـأة عَـبــرةٍ ونـــوازلٍ نـزلــت هـــي الـسـلـوان
يَضـرى بحـرق الـعـود نـشـر عبـيـره وبـضـربــهــا تــتــرنــم الــعــيــدان
قـالــت لـــي الـمـأســاة أن ولـيّـهــا ظُـلــمُ الــــولاةِ وأُمَّــهــا الإذعــــان
قـالــت ويـحـمـل جـثـتـي الـطــاوي ويهـرب مـن حفيـف ثيابـيَ الشبـعـان
قـالــت ويـقــدحُ نــــاريَ الـجـبـنـاءُ لـكــن يـكـتـوي بحـريـقـيَ الشـجـعـان
وأقــــول كــــل بــلادنـــا مـحـتـلــةٌ لا فــرق إن رحــل الـعـدا أو رانـــوا
مـــاذا يـفـيـد إذا استـقـلـت أرضــنــا واحــتُــلّـــتِ الأرواح والأبـــــــدان
سـتـعـود أوطـانــي إلـــى أوطـانـهــا إن عـــاد إنـسـانًــا بــهــا الإنــســان

*****

ماذا تبقى من بلاد الأنبياء - فاروق جويدة
ما كان خوفي من وداع قد مضى ، بل كان خوفي من فراقٍ آتِ
وأتيتَ تسأل ياحبيبي عن هوايا - فاروق جويدة

وطن بالإيجار - نزار قباني

0
نزار قباني
كل نهار
أجلس عند صديقي الإيطالي ( روبرتو )
كل نهار
أحمل تخطيطات الشعر
وآكلها بدل الإفطار. .
صار ( روبرتو ) يعرف وجهي
صار يقيس مساحة حزني بالأمتار. .
كل نهار
أمشي فوق الورق اليابس,
كل نهار
أتحدث في لغة الأعشاب
وأفهم إحساس الأشجار
كل نهار
أصنع أملا من ألوان الطيف
وأصنع شعباً من أزهار. .
كل نهار
أنوي فيه ركوب البحر. .
تقول الشرطة: لا إبحار
كل نهار
أبني وطناً أسكن فيه
فتجرفه الأمطار. .
كل نهار
البس ذات المعطف
أقطع ذات الشارع
أشغل ذات المقعد
أطلب ذات القهوة
أشري صحفاُ من بلدان الشرق الأوسط
لا أتحمس كي أفتحها
فالأخبار هي الأخبار
في القرن الأول. . أو في القرن العاشر. .
الأخبار هي الأخبار. .
كل نهار
اجلس عند صديقي الإيطالي ( روبرتو )
كل نهار
أطلب قدحاً من كونياك فرنسا
أبلغه سيفاً من نار
أكتب فوق الفوطة شعراً
تبكي منه فتاة البار. .
كل نهار
تجلس فوق سريري امرأة
تخطفها مني الأقدار
كل امرأة تحمل طفلاً مني
يضر بها الإعصار
كل نهار
أكتب للحرية شعراً
يمنعه حتى الأحرار. .
يا سيدتي:
إن النملة تملك وطناً
إن الدودة تملك وطناً
إن الضفدع يملك وطناً
إن الفأرة تملك وطناً
إن الأرنب يملك وطناً
والسحلية, والصرصار
وأنا ما ملكني أحد وطناً
ولذا أسكن يا سيدتي
وطناً بالإيجار. .

الوصية - نزار قباني

0
نزار قباني
1
أفْتَحُ صُندوقَ أبي
أُمزِّقُ الوصيَّةْ
أبيعُ في المزادِ ما وَرِثْتُهُ :
مَجْموعةُ المسابِحِ العاجيَّةْ
طَرْبوشَهُ التُركيُّ ، والجواربُ الصوفيَّةْ
وعُلْبَةُ النشوقِ ، والسَماوِرُ العتيقُ ، والشمسيَّةْ
أسحبُ سيْفي غاضِباً
وأقْطعُ الرؤوسَ ، والمَفاصِلَ المرخيَّةْ
وأهْدمُ الشرقَ علي أصْحابِهِ
تِكيَّةً . . تِكيَّةْ . .
2
أفْتَحُ صُندوقَ أبي
فلا أري
إلا دراويشَ وموالَِيَّةْ
والعودّ ، والقانونَ ، والبَشارِفَ الشرقيَّةْ
وقِصَّةَ الزير علي حصانِهِ . .
وعاطلينَ يَشْربونَ القَهْوَةَ التُرْكيَّةْ
أسحبُ سيْفي غاضِباً
وأقْتلُ المُعلَّقاتِ العشرَ . . والألفيَّةْ
وأقتلُ الكهوفَ ، والدفوقَ
والأضْرِحَةَ الغبيَّةْ . .
3
أفْتَحُ تاريخَ أبي
أفتحُ أيَّامَ أبي
أرى الذي ليسَ يُرى :
أدعيَةً ، مدائحٌ دينيَّةْ
أوْعيةٌ ، حشائشٌ طبيَّةْ
أدويَةً للقُدْرَةِ الجِنْسيَّةْ
أبحثُ عنْ معْرِفَةٍ تَنْفَعُني
أبْحثُ عنْ كتابَةٍ
تخُصُّ هذا العَصْرَ . . أو تخصُّني
فلا أرى حولي سوى . .
رملٍ وجاهليَّةْ . .
4
أرفُضُ ميراثَ أبي . .
وأرفُضُ الثوبَ الذي ألبَسَني
وأرفُضُ العلمَ الذي علَّمني
وكلَّ ما أورَثَني . .
منْ عُقَدٍ جنسيَّةْ
أرفُضُ ألفَ ليلةٍ وليلةٍ . .
والقُمقُمَ العجيبَ والمارِدَ
والسجَّادةَ السحريَّةْ . .
أرفَض سيفَ الدولةِ المغرورَ
والقصائِدَ الذليلَةَ الغبيَّةْ
أُحرقُ رسمَ أسرتي
أحرقُ أبْجديّتي
ومنْ فلسطينَ ومِنْ صُمودِها . .
مِنْ طَلَقاتِ النارِ في جُرودِها . .
منْ قمْحِها المَغْموسِ بالدمعِ
ومنْ وُرودِها
أصْنَعُ أبْجَديَّةْ . .
5
أدخُلُ مثلَ البرقِ من نافِذةِ الخليفةْ
أراهُ لا يزالُ مثلما تركْتُهُ
منذُ قرونٍ سبعةٍ
مُضاجِعاً جاريَةً روميَّةْ
أقرأُ آياتِ منَ القرآنِ فوقَ رأْسِهِ
مكتوبَةً بأحْرُفٍ كوفيَّةْ
عنِ الجِهادِ في سبيلِ الله والرسولِ
والشريعةِ الحَنَفيَّةْ
أقولُ في سريرتي :
" تبارَكِ الجِهادُ في النُّحورِ والأثْداءِ
والمَعاصِمِ الطَّريَّةْ . . "
يا حضرةَ الخليفةْ
أعْبُرُ منْ سُرادِقِ الحريمِ كالمَنيَّةْ
أمشي علي الأبْدانِ ، والغِلْمانِ
والأساوِرِ المرميَّةْ
أمشي علي . .
توَجُّعِ الحرير والقطيفةْ
أدْخُلُ مثلَ الموتِ منْ نافذَةِ الخليفةْ
يَحْسَبُني مُرْتَزِقاً
دبَّجْتُ في مديحه قصيدةً همزيَّةْ
يأمُرُ لي
من بيتِ مالِ المؤمِنينَ كلَّ ما أَطْلُبُهُ
عباءةً مِنْ قَصَبٍ
وساعةً منْ ذَهَبٍ
ومنْ نساءِ قَصْرِهِ مَحْظيَّةْ
أبْصُقُ فوقَ وَجْهِهِ
وفوقَ وَجْهِ الدولةِ العَليَّةْ
منْ أنتَ ؟
يا سيَّافُ . . اقْطَعْ رأْسَهُ
وهاتِ لي الرأسَ علي صينيَّةْ
يا مَلِكَ الزمانِ . . إن قَتَلْتَني
فمُسْتَحيلٌ تَقْتُلُ الحريَّةْ
6
قُمْ يا طويلَ العُمْرِ . .
منْ حُجرَتِكَ الورْديَّةْ
وافتَحْ شبابيكَكَ . .
للشمسِ ، وللعدْلِ ، وللرعيَّةْ
فما رآكَ الشعبُ من آخر أيَّامِ بني أميَّةْ
هلْ أنتَ حقاً من بني أميَّةْ ؟
أخرجْ إلي الشارعِ يا أميرنا
واقرأ . .
ولوْ صحيفةً يوميَّةْ
اقرأْ . .
عنِ السويسِ والأردنِ والجولانِ
والمدائِنِ السبيَّةْ
عنِ الذين يعبرونَ النهرَ . .
نحْوَ الضِّفَّةِ الغربيَّةْ
هلْ يا طويلَ العُمْرِ . . في بلاطِكُمْ
خريطةٌ صغيرةٌ . .
للضفَّةِ الغربيَّةْ ؟

يوميات على هامش الهزيمة - نزار قباني

0
لا حربنا حرب ولا سلامنا سلام
جميع ما يمر في حياتنا
ليس سوى أفلام
زواجنا مرتجل
وحبنا مرتجل
كما يكون الحب في بداية الأفلام
وموتنا مقرر
كما يكون الموت في نهاية الأفلام !!
2
لم ننتصر يوما على ذبابة
لكنها تجارة الأوهام
فخالد وطارق وحمزة
وعقبة بن نافع
والزبير والقعقاع والصمصام
مكدسون كلهم. . في علب الأفلام
3
هزيمة . . وراءها هزيمة
كيف لنا أن نربح الحرب
إذا كان الذين مثلوا
صوروا . . وأخرجوا
تعلموا القتال فى وزارة الاعلام !!
4
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا رجلٌ مسلحٌ
ليذبحَ الوحْدةَ في سريرها
ويُجْهِضَ الأحلامْ
5
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء في قارورة
ويأخذ الشمس إلى منصة الإعدام!
6
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا نرجسى عاشق لذاته
ليدعي بأنه المهدي . . والمنقذ
والنقي . . والتقي. . والقوي
والواحد . . والخالد
والحكيمُ ، والعليمُ ، والقديسُ
والإمامْ
7
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا رجلٌ مقامرٌ
ليرهن البلاد والعباد والتراث
والثروات والأنهار
والأشجار والثمار
والذكور والإناث
والأمواج والبحر
على طاولة القمار. .
8
في كل عشرين سنة
يأتي إلينا رجل معقد
يحمل في جيوبه أصابع الألغام
9
ليس جديدا خوفنا
فالخوف كان دائما صديقنا
من يوم كنا نطفة
في داخل الأرحام
10
هل النظام في الأساس قاتل ؟
أم نحن مسئولون
عن صناعة النظام ؟
11
إن رضي الكاتب أن يكون مرة . . دجاجة
تعاشر الديوك أو تبيض أو تنام
فاقرأ على الكتابة السلام !!
12
للأدباء عندنا نقابة رسمية
تشبه في شكلها
نقابة الأغنام !!
13
ثم ملوك أكلوا نساءهم
في سالف الأيام
لكنما الملوك في بلادنا
تعودوا أن يأكلوا الأقلام
14
مات ابن خلدون الذي نعرفه
وأصبح التاريخ في أعماقنا
إشارة استفهام !!
15
هم يقطعون النخل في بلادنا
ليزرعوا مكانه
للسيد الرئيس غابات من الأصنام !!
16
لم يطلب الخالق من عباده
أن ينحتوا له
مليون تمثال من الرخام !!
17
تقاطعت في لحمنا خناجر العروبة
واشتبك الإسلام بالإسلام
18
بعد أسابيع من الإبحار في مراكب الكلام
لم يبق في قاموسنا الحربي
إلا الجلد والعظام
19
طائرة الفانتوم
تنقض على رؤسنا
ونحنُ نستَقْوي بزِنارِ ( أبي تمام )
20
الحربُ . .
لا تربحها وظائف الإنشاءْ
ولا التشابيه . . ولا النعوتُ . . والأسماءْ
مقتلنا يكمن في لساننا
فكم دفعنا غاليا ضريبة الكلام
21
قد دخل القائد بعد نصره
لغرفة الحمام
ونحن قد دخلنا لملجأ الأيتام !!
22
نموت مجانا كما الذباب في أفريقيا
نموت كالذباب
ويدخل الموت علينا ضاحكا
ويقفل الأبواب
نموت بالجملة في فراشنا
ويرفض المسئول عن ثلاجة الموتى
بأن يفصل الأسباب
نموت . . في حرب الشائعات
وفي حرب الإذاعات
وفي حرب التشابيه
وفي حرب الكنايات
وفي خديعة السراب
نموت. . مقهورين . . منبوذين
ملعونين . . منسيين كالكلاب
والقائد السادي في مخبئه
يفلسف الخراب !!
23
مضحكة مبكية معركة الخليج
فلا النصال انكسرت على النصال
ولا الرجال نازلوا الرجال
ولا رأينا مرة آشور بانيبال
فكل ما تبقى لمتحف التاريخ
أهرام من النعال !!
من الذي ينقذنا من حالة الفصام ؟
من الذي يقنعنا بأننا لم نهزم ؟
ونحن كل ليلة
نرى على الشاشات جيشا جائعا وعاريا. .
يشحذ من خنادق العداء
(ساندويشة)
وينحني . . كي يلثم الأقدام !!
24
في كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار
يحمل في يمينه الشمس
وفى شماله النهار
ويرسم الجنات في خيالنا
وينزل الأمطار
وفجأة. . يحتل جيش الروم كبرياءنا
وتسقط الأسوار !!
25
في كل عشرين سنة
يأتي امرؤ القيس على حصانه
يبحث عن ملك من الغبار
26
أصواتنا مكتومة . . شفاهنا مكتومة
شعوبنا ليست سوى أسفار
إن الجنون وحده
يصنع في بلاطنا القرار
27
نكذب في قراءة التاريخ
نكذب في قراءة الأخبار
ونقلب الهزيمة الكبرى
إلى انتصار !!
28
يا وطني الغارق في دمائه
يا أيها المطعون فى إبائه
مدينة مدينة
نافذة نافذة
غمامة غمامة
حمامة حمامة
مئْذنةً مئْذنةْ
أخافُ أنْ أُقرئكَ السلامْ
29
يسافر الخنجرُ في عروبتي يسافرْ
الخنجر في رجولتي
هل هذه هزيمة قطريةٌ ؟
أم هذه هزيمةٌ قوميةٌ
أمْ هذه هزيمتي

لو سقط الثقب من الإبرة - أحمد مطر

0
لو سقط الثقب من الإبرة!
لو هوت الحفرة في حفرة!
لو سكِرت قنينة خـمره!
لو مات الضِّحك من الحسرة!
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة!
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة.
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة !

بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ - أحمد مطر

0
بلادُ العُـرْبِ مُعجـزةٌ إلهيّـهْ نَعَـمْ واللّـهِ .. مُعجـزةٌ إلهيّـهْ .
فَهـل شيءٌ سـوى الإعجـازِ يَجعَـلُ مَيْتَـةً حَيَّـهْ ؟!
وهل مِن غَيـرهِ تَبدو بِجَـوْفِ الأرضِ أ قـنيهٌ فضا ئيّهْ ؟!
وَهَل مِن دُونِـهِ يَنمو جَنينُ الفكـر والإبـداعِ في أحشـاءِ أُميَّـهْ
أجَلْ واللّهِ .. مُعجِـزَةٌ لَها في الأرضِ أجهـزَةٌ تُحَمِّصُـها وتخلِطُها بأحْرُفِنـا
الهجائية وتَطحنُها وتَمزجُها بألفاظٍ هُلا مـيّـةْ
وَتَعجنُها بفَذْلَكَـةٍ كلاميّهْ وَتَصنعُ من عـجـيـنـتِـهـا
مَراهِمَ تجعلُ الأمراضَ صِحيّـةْ !
فإن دَهَنَتْ بِلادٌ ظَهْـرَها منها فَكُلُّ قضيَّـةٍ فيها بإذنَ اللّهِ مَقضِيَّـهْ !
وخُذْ ما شِئتَ مِن إعجازِ مَرهَمِنا : عـُطا س النَّمْـلِ .. أشعارٌ حَدا ثيّـة !
عُواءُ الثعلبِ المزكومِ .. أغنيَةٌ شَبا بيّهْ ! سِـبابُ العَبْدِ للخَلاّقِ .. تَنويرٌ
مُضاجَعَـةٌ على الأوراقِ .. حُر ية! جَلابيبٌ لِحَـدِّ الذَّقْـنِ
أذقانٌ لِحَـدِّ البَطْنِ إمساكُ العَصا لِلجِـنِّ دَفْـنُ الناسِ قَبْلَ الدَّفْـنِ
هذي كُلُّها صارتْ بفَضْلِ الدَّهْنِ
إيماناً وشَرعيّـهْ وتلخيصاً لِما جاءتْ بهِ كُلُّ ا لرسـالاتِ السّماويَّهْ !
أجَلْ واللّهِ .. مُعجـزَةٌ فَحتّى الأمسِ
كانتْ عِفَّـةُ الأوراقِ بالإحراقِ مَحميّة ! وكانتْ عِندَنا الأقلامُ مَخصِيَّهْ !
وَحتّى الأمسِ
كُنّا نَلتَقي أذهانَنا سِـرّاً وَنَكتُمُ سِرَّنا هذا .. بِسـريَّهْ !
وكُنّا لو نَوَيْنا قَتْلَ بعضِ الوقتِ في تأليفِ أنفُسِنا تَشي بالنيَّةِ النيَّة
فَنُقتَلُ باسمِ نِيَّتِنا لأِسبابٍ جِنا ئيةْ ونُقتَلُ مَرَّةً أخرى
إذا لم نَدفَعِ ا لدِ يـة نَعَـمْ .. كُنّـا وَلكِنّـا
غَدَوْنا ،اليومَ ، نُرضِعُ كُلَّ مَولودٍ ( مُعَلَّقَةً ) وَنَفطِمُهُ ب ( ألفيّهْ ) !
بِفَضْلِ المَرْهَـمِ السّحريِّ
أمسَيْنا .. وأصبَحْنا فَألفَيْنا عَواصِمَنا .. وَقَد صارت ثقافية !!

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة - أحمد مطر

0


وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

وجوهكم أقنعة بالغة المرونة - أحمد مطر

0


وجوهكم أقنعة بالغة المرونة
طلاؤها حصافة، وقعرها رعونة
صفق إبليس لها مندهشا، وباعكم فنونه
".وقال : " إني راحل، ما عاد لي دور هنا، دوري أنا أنتم ستلعبونه
ودارت الأدوار فوق أوجه قاسية، تعدلها من تحتكم ليونة ،
فكلما نام العدو بينكم رحتم تقرعونه ،
لكنكم تجرون ألف قرعة لمن ينام دونه
وغاية الخشونة ،
أن تندبوا : " قم يا صلاح الدين ، قم " ، حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة ،
كم مرة في العام توقظونه ،
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه ،
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة ،
دعوا صلاح الدين في ترابه واحترموا سكونه ،
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه

لا أنتِ مصر ولا السماء سماك - فاروق جويدة

0
لا أنتِ مصر ولا السماء سماك
مدى يديك.. تكلمى لأراك
هذا الذهول على عيونك حيرة
أم دمعة فاضت بها عيناك؟!
ماذا أصابك؟.. خبرينى محنة
عبرت وعهد فاسد أشقاك
أم فتنة حلت وسيف غادر
سفك الدماء البيض فوق ثراك؟!
غـرقت على شطيك كل سفائنى
وتعثـرت بين الدروب خطـاك
أين الشباب؟.. وأين أيام الهوى
والكون يركع فى جلال بهاك؟!
شاخ الزمان على ضفافك..وانطوي
ركب السنين وضاع سحر شذاك
ماتت على شفتيك أحلام الصبا
هل سوء حظى أم جحود جفاك؟!
قد طفت حولك الف عام عابدا
ما كنت يوما هائما بسواك
أين النسائم والأصيل يضمنا
ما قلت شعرى فى الهوى لولاك
خدعوك حين ترنمو بهواك
لم يبق منهم فارس يرعاك
زعموا هواك.. وفى المنايا هرولوا
لم يبق منهم حارس لحماك
ما أكثرالعشاق فى دنيا الهوى
لكننى وحدى الذى يهواك
مدى يديك تكلمى لأراك
خفت البريق وغاب سحر ضياك
عهد من الطغيان ولي..وانقضي
ليجىء عهد فى الضياع رماك
الأخوة الأعداء خانوا حلمنا
هدمــــوا عرينــا شيدته يداك
خدعوك باسم الأمن حين تسلطوا
فوق الرقاب وشردوا شهداك
خدعوك باسم العدل حين تسابقوا
نحو الغنـــــــائم يشربــــــون دماك
الأخوة الأعداء قاموا عصبة
سرقوا النذور وتـــاجروا بدعــــاك
هذى الغيوم السود بين ربوعنا
أعمت عيون الصبح عن رؤيـــاك
أين الطيور على ضفافك ترتوى
من عطر نيلك..أين دفء سمـــاك؟!
لا الناس ناسك لا الوجوه وجوههم
حتى عيــــــونك لم تعــد عينــــاك
لا النيل نيلك لا الضفاف ضفافه
حتى خيـــــــولك هرولت لســــواك
أين الشموخ وأين شعب واثق
قـــــهر الزمــــــان وللـذرا أعـلاك
تتألمين على الضفاف كأنما
سهم حقـــــود بالدمـــار رمــاك
مدى يديك.. وعانقينى علنى
أجـــد الأمــان دقيقـــــة بحمـاك
شاخت روابيك الحزينة بعدما
أكــل الفســـاد ثمـارها وسباك
باعوك فى سوق النخاسة سلعة
للـراغبيـــن وجـهلـهـــم أعماك

* * *

مدى يديك تكلمى لأراك
أنا لا أصدق ماروت عينــــاك
فى الأفـق سر فى الضفاف خمائل
تبكى وتحكى ما جنى سفهــــاك
خانوك.. قولى أى وغد حاقد
قد باع عرضك واستحل دماك
باعوك..قولى أى وغد فاسد
فى ظـلمة الطغيان خان ثـــــراك
هل خانك الأبناء أم عصفت بهم
نيران سخط عـــاصف أدمــــاك
عهد من الأخطاء ولى..وانقضى
ليجئ عــهد يستـبيـــح رؤاك
أين البريق.. وأين سحر بهاك؟!
سكت الهوى وتلعثمت شفتـاك
لا أنت مصر..ولا الديار ديارنا
أين الشـباب وأين عــطر صباك
ماتت على الأفق البعيد خمائل
وتلطـخت بيـن الدمــاء يــداك
النار تحرقنا ووجهك جامد
وعلى جبينك طيف حلم بـــاك
من خان حلمك واستباح سماك

* * *

ومضى يتـاجر فى ثــرى مـوتاك؟
هل فرقة الأبناء أم ضيق المدى
أم وحشة البؤساء فوق ثـراك؟
سقطت مع الزمن العنيد مواكب
واستسلم التاريخ عند حمــاك
أين القلاع وأين فرسان الوغى
أين الجياد تصول فـوق رباك
كم فاض ماء النيل حولك غاضبا
ومضى عفيــا شامخا ورواك
هذى الدموع الغائمات من الأسى
صارت لهيبا غـارقا بدمـاك
خلف الغيوم ظلام ليل قاتم
يجرى إليك ويستبيح ضيــاك
لا تحزنى إن كان فينا حاقد
أو فاسد بين الهموم رمـــاك
عودى إلى الأبناء عل ضميرهم
يصحو.. وتجمع شملهم شكـواك
لا شىء فى الدنيا يساوى صرخة
أو مـوت طفل بـائس أبكـاك
قومى من اليأس الطويل وعانقى
شــهداء عرضك كفـنى قتلاك
هزى جذوع النخل تنبت أنجم
ويـطل فجر من سكــون ثراك
صلى على وجه الشهيد..وصافحى
أملا تغنى فى خـريف صباك
إنى حزين أن أراك حبيبتى
وسـط الدمــار تقبلين فتاك
فلتذكريه إذا أطل ربيعنا
وأتاك حلما شاحـبا ودعـاك
قـولى له قد كنت أغلى فرحة
عبرت بعمرى.. واذكرى شهداك
لا تنظرى للغيم إن نهارنا
آت ليــملأ بالشمــوس سماك
كم زارنا زمن قبيح عاصف
وأطل سيف صارم وحمـــــــاك
يا جنة الدنيا وتاج زمانها
الله فى كل الخطـوب رعـــــــاك

يا تلاميذ غزة علمونا - نزار قباني

0
يا تلاميذ غزة علمونا بعض ما عندكم فنحن نسينا
علمونا بأن نكون رجالا فلدينا الرجال صاروا عجينا
علمونا كيف الحجارة تغدو بين أيدي الأطفال ماسا ثمينا
كيف تغدودراجة الطفل لغما وشريط الحرير يغدو كمينا
كيف مصاصة الحليب إذا ما اعتقلوها تحولت سكينا
يا تلاميذ غزة لا تبالوا بأذاعاتنا ولا تسمعونا
اضربوا اضربوا بكل قواكم واحزموا أمركم ولا تسألونا
نحن أهل الحساب والجمع والطرح فخوضوا حروبكم واتركونا
إننا الهاربون من خدمة الجيش فهاتوا حبالكم واشنقونا
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى لا يملكون عيونا
قد لزمنا جحورنا وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا
قد صغرنا أمامكم ألف قرن وكبرتم خلال شهر قرونا
يا تلاميذ غزة لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا نحن أصنامكم فلا تعبدونا
نتعاطى القات السياسي والقمع ونبني مقابرا وسجونا
حررونا من عقدة الخوف فينا واطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا فن التشبث بالأرض ولا تتركوا المسيح حزينا
يا أحباءنا الصغار سلاما جعل الله يومكم ياسمينا
من شقوق الأرض الخراب طلعتم وزرعتم جراحنا نسرينا
هذه ثورة الدفاتر والحبر فكونوا على الشفاه لحونا
أمطرونا بطولة وشموخا
إن هذا العصر اليهودي وهمٌ سوف ينهار لو ملكنا اليقينا
يا مجانين غزة ألف أهلا بالمجانين إن هم حررونا
إن عصر العقل السياسي ولى من زمان فعلمونا الجنونا

كيف أصبح إبن الكلب رئيساً للجمهورية - أحمد مطر

0
أحمد مطر

ذاتَ صباحٍ..
كان أبي يستمعُ إلى فيروزَ تغني في المذياعْ
يشربُ قهوتهُ الشَّاميةَ..
و يرُّقص فنجانَ القهوةِ بين يديهِ..
على الإيقاعْ

قُطعَ البثُّ..
و بعد قليلٍ عادَ البثُّ..
و كانَ مذيعُ السُّلطةِ ينبحُ في المذياعْ
( عاشَ الكلبُ زعيمُ الثورةِ..
و ليسقط حكمُ الرجعيةِ و الإقطاعْ )

قال أبي : ضعنا يا ولدي..
و الوطنُ بلا شكٍّ ضاعْ

كانَ الكلبُ زعيمَ الحزبِ
و كانَ شعارُ الحزبِ
الذَّيلُ الأعوجُ و النابُ اللَّماعْ

كانت صحفِ الحزبِ تعضُّ الشَّعبَ..
و غايتها ( الإقناع )

كانَ الكلبُ إذا ما خطبَ خطاباً..
ينبحُ حتى الفجرِ
و كانَ الشَّعبُ يصفِّقُ خوفاً حتى الفجرِ
و يطرَبُ..
و يحيي الإبداعْ

كانَ الكلبُ عدوّ الذئبِ أمامَ الشَّعبِ..
و كانَ يقدِّمُ لحمَ الشَّعبِ له في السرِّ..
إذا ما جاعْ

كانَ الكلبُ و آلُ الكلبِ..
يرونَ الدولةَ مثلَ الشِّاةِ المذبوحةِ..
و اللحمُ مَشاعْ
كلبٌ يلتهمُ الأحشاءَ..
و كلبٌ يلتهمُ الأوراكَ..
و كلبٌ يلتهمُ الأضلاعْ
*******
بعدَ عقودٍ..
مرضَ الكلبُ زعيمُ الثورةِ..
و استبشرنا نحنُ الشَّعبُ أخيراً...
و فتحنا المذياعْ
قُطعَ البثُّ..
و عادَ البثُّ..
و عادَ البثُّ..
و قطعُ البثُّ..
و بعدَ قليلٍ كانَ مذيعُ السُّلطةِ ينبحُ مثل العادةِ في المذياعْ
ماتَ الكلبُ ...
زعيمُ الثورةِ..
ماتَ الكلبُ..

و أصبحَ إبنُ الكلبِ رئيساً بالإجماعْ

هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ - أحمد مطر

0
الشاعر أحمد مطر

عندي لغز يا ثوار يُحْكَي عن خمسة أشرار
الأول يبدو سباكاً والثاني ساقٍ في بار
والثالث يعمل مجنوناً في حوش من غير جدار
والرابع في الصورة بشرٌ لكنْ في الواقع بشار
أما الخامس يا للخامس شيء مختلف الأطوار
سباك ؟ كلا..مجنونٌ ؟ كلا..سَقَّاءٌ ؟ بشار؟
لا أعرفُ ، لكني أعرفُ أنَّكَ تعرِفُهُ مَكَّار
جاء الخمسة من صحراءٍ سكنوا بيتاً بالإيجار
جاءوا عطشى جوعى هلكى كلٌّ منهم حافٍ عار
يكسوهم بؤسُ الفقراءِ يعلوهم قَتَرٌ وغُبَار
رَبّ البيتِ لطيفٌ جِدّاً أسَكّنهم في أعلى الدار
واختار البَدْرُومَ الأسفل والمنزلُ عَشْرَةُ أَدْوَار
هو يملك أَرْبَعَ بَقَرَاتٍ ولديه ثلاثةُ آبار
أسرتُهُ:الأمُّ، مع الزوجةِ وله أطفالٌ قُصّار
مرتاحٌ جداً، وكريمٌ وعليه بهاء ووقار
مرّتْ عَشَرَاتُ السنواتِ لم يطلبْ منهم دينار
طلبوا منه الماءَ الباردَ واللحمَ مع الخبز الحارّْ
أعطاهم كَرَماً ؛ فأرادوا الآبارَ، وَحَلْبَ الأبقار
أعطاهم ؛ فأرادوا الْمِنْخَلَ والسِّكِّينةَ والعَصَّارْ
أعطاهم حتى لم يتركْ إلا أوعيةَ الفخَّار
طلبوا الفخارَ، فأعطاهم طلبوه أيضاً ؛ فاحتار
خجِلَ المالكُ أنْ يُحرِجَهم فاستأذنهم في مِشْوار
خرج المالكُ من منزله ومضى يعمل عند الجار
ليوفر للضيفِ الساكنِ والأسرةِ ثَمَنَ الإفطار
سَرَقَ الخمْسَةُ قُوتَ الأسرةِ واتَّهَمُوا الطِّفْلَةَ (أبرار(
ثم رأَوْا أن تُنْفَى الأسرةُ واتخذوا في الأمرِ قرارْ
طردوا الأسرة من منزلها ثم أقاموا حفلةَ زَارْ
أكلوا شرِبوا سَكِرُوا رَقَصُوا ضربوا الطَّبْلَةَ والمزمار
باعوا الماءَ وغازَ المنزلِ وابتاعوا جُزُراً وبِحَار
وأقاموا مدناً وقُصُوراً وحدائقَ فيها أنهار
وتنامَتْ ثرْوَتُهم حتى صاروا تُجَّارَ التُّجَّار
حَزِنَ المالكُ مِنْ فِعْلَتِهِمْ وَشَكَا لِلْجِيرَةِ ما صَار
قالوا : "أَنْتَ أَحَقُّ بِبَيْتَكَ والأُسْرَةُ أَوْلَى بالدار"
فمضى نحو المنزل يسعى واستدعى الخمسةَ وَأَشَارْ
خاطَبَهُمْ بِاللُّطْفِ : "كَفَاكُمْ في المنزل فوضى ودمار
أحسنت إليكم فأسأتم "؛ فأجابوا: " أُسْكُتْ يا مهذار
لا تفتحْ موضوعَ المنزلِ أوْ نَفْتَحَ في رأسِكَ غارْ"
فانتفضَ المالكُ إعصاراً وانفجرُ البركانُ وثار
أمَّا الأَوَّلُ : فَهِمَ الْقِصَّة؛َ فاستسلَمَ للريح وطار
والثاني : فكَّرَ أنْ يبقَى وتحدَّى الثورةَ ؛ فانْهَارْ
فاستقبَلَهُ السِّجْنُ بِشَوْقٍ فِذٍّ هُوَ والإبِنْ البارّْ
والثالثُ : مجنونٌ طَبْعاً قال بِزَهْوٍ واسْتِهْتَارْ 
"أنا خَالِقُكُمْ وسَأَتْبَعُكُمْ زَنْقَهْ زنقه .. دارْ دارْ"
أَرْغَى أَزْبَدَ هَدَّدَ أَوْعَدَ وَأَخِيراً: يُقْبَضُ كالفار
ولقدْ ظَهَرَتْ في مَقْتَلِهِ آياتٌ لأولي الأبصار
والرابع والخامس أيضاً دَوْرُ الشُّؤْمِ عَلَيْهِمْ دَارْ
لم يَعْتَبِرُوا ، لَكِنْ صَارُوا فيها كَجُحَا والمسمار
اُخْرُجْ يا هذا من داري !" لنْ أخرجَ إلا بحوار"
إرْحَلْ هذي داري إِرْحَلْ !! لن أرحلَ إلا بالدَّار
إمَّا أنْ تَتْبَعَ مِسْماري أوْ أنْ أُضْرِمَ فيها النار 
فاللغزُ إذنْ يا إخوتنا عقلي في مُشْكِلِهِ حَارْ
هل نعطي الدارَ لمالكها ؟! أم نعطي رَبَّ المسمار ؟!
هل لوْ قُتِلَ المالِكُ فيها هُوَ في الجنةِ ، أم في النار؟!
هل في قول المالك : "إرحَلْ يا غاصبُ" عَيْبٌ أوْ عار !؟
هل لُغْزِي هذا مَفْهُومٌ ؟! مَنْ لم يفهمْ فهو حمااااااار

أمس اتصلت بالأمل - أحمد مطر

1
أمس اتصلت بالأمل
قلت له: هل ممكن أن يَخرج العطر لنا من الفسيخ والبصل ..؟
قال: أجل .
قلت: وهل يمكن أن تشعَل النار بالبلل ..؟
قال: أجل .
قلت: وهل من حنظل يمكن تقطير العسل ..؟
قال: أجل
قلت: وهل يمكن وضع الأرض في جيب زحل ..؟
قال: نعم ، بلى ، أجل ، فكل شيء محتمل .
قلت: إذن حكام العرب سيشعرون يوما بالخجل ؟؟
قال: ابصق على وجهي إذا هذا حصل .

يا من لعرضي هتك

0
يا من لعرضي هتك
فقدت شرعيتك


من ربع قرن كئيب .. لعنتها طلعتك
أموالنا لك حِلٌ
فاملأ بها جعبتك

خلف الحراسة دوماً 
مستعرضا قوتك

تبدي مظاهر عز
تخفي بها ذلتك

عدالة - أحمد مطر

0
أحمد مطر
يَشْتِمُني
وَيَدّعي أنَّ سكوتي
مُعْلِنٌ عن ضَعْفِهِ !
يَلطمُني
وَيَدّعي أنَّ فَمي قامَ بلطمِ كفِّهِ !
يطعنني
وَيَدّعي أنَّ دَمي لَوَّثَ حَدَّ سَيْفِهِ !
فأُخْرِجُ القانونَ من مُتْحَفِهِ
وأمسحُ الغبارَ عَن جَبينِهِ
أطلُبُ بَعضَ عَطْفِهِ
لكنَّهُ يَهرُبُ نحو قاتلي
ويَنْحني في صَفِّهِ
* * *
يَقولُ حِبري وَدَمي :
لا تندهِشْ
مَنْ يَمْلِكُ " القانونَ " في أوطانِنا
هُوَ الذي يملِكُ حَقَّ عَزْفِهِ !

الشعراء:

#علاء_سالم إبراهيم أبو زيد إبراهيم اليازجي إبراهيم جمال إبراهيم طوقان إبراهيم عمر الأمين إبراهيم عيسى إبراهيم محمد إبراهيم إبراهيم ناجي ابن الجوزي ابن الخياط ابن الدهان ابن الرومي إبن الفارض ابن الفارض ابن القيم ابن المعتز ابن النبيه المصري ابن حزم الأندلسي إبن خلدون ابن خلدون ابن رزيق البغدادي ابن زيدون ابن سهيل الأندلسي ابن عبد ربه ابن عربي ابن نباتة المصري أبو إسحاق الألبيري ابو الاسود الدؤلي أبو البقاء الرندي أبو العتاهية أبو العلاء المعري أبو القاسم الشابي أبو تمام أبو صخر الهذلي أبو فراس الحمداني أبو نواس أبيات أبيات، علاء سالم إحسان البني أحمد الصافي النجفي أحمد المنعي أحمد بخيت أحمد رامي أحمد شوقي أحمد فتحي أحمد مطر أدب روسي مترجم أدب عربي إدريس جماع ادريس جماع أدونيس أسعد الغريري أشعار الثورة العربية أغاني أطفال الأخطل الصغير الإشبيلي الأصمعي الأعشى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الإمام الشافعي الإمام الشوكاني الإمام علي بن أبي طالب الأمير عبد الله الفيصل الباخرزي البحتري البرعي الثورة السورية الحطيئة الحلاج الخبز أرزي الرافعي الرصافي السمؤال السهروردي الشاب الظريف الشاعر القروي الشريف الرضي العباس بن الأحنف القشيري القيرواني المتنبي المجاهد المصري النابلسي الناشئ الأكبر النيسابوري الهادي آدم الهبل الواواء الدمشقي أم حمادة الهمذانية أماني العربي أمرؤ القيس امرؤ القيس أمل الشيخ أمل دنقل أمين ناصر الدين أنور سلمان أنور سليمان إيليا أبو ماضي بدر شاكر السياب بدوي الجبل بشار بن برد بلبل الغرام الحاجري بهاء الدين زهير تحميل كتب تميم البرغوثي جبران خليل جبران جرير جعفر ماجد جلال الدين الرومي جليلة رضا جميل الساعدي جميل بثينة حافظ إبراهيم حامد زيد حذيفة العرجي حسان بن ثابت حسن شحاتة حسن مرواني حكم وأقوال مأثورة حمزة شحاتة حنين عمر خالد الحصيني خليل فواز د. جمال مرسي د. مانع سعيد العتيبة د. مصطفى محمود دلال البارود دواوين كاملة ديك الجن رابعة العدوية رباعيات رثاء رسل راكان رشيد الخوري روائع روائع نثرية روائع٢ روضة الحاج رياض بن يوسف زكي الياسري زكي مبارك زهير السيلاوي سعاد الصباح سعيد يعقوب شاعر شؤون عربية وإسلامية شعر إسلامي شعر الثورة المصرية شعر الحب والغزل شعر الحكمة شعر الغزل الصريح شعر روسي مترجم شعر سياسي شعر عن الأم شعر مترجم شعراء شكسبير صالح الشرنوبي صباح الحكيم صبحي ياسين صريع الغواني صفوان التجيبي صفي الدين الحلي طرفة بن العبد عازر نجار عباس العقاد عبد الرازق عبد الواحد عبد الرحمن العشماوي عبد الرحمن يوسف عبد السلام رزيق عبد العزيز المذهل عبد العزيز جويدة عبد الغفار الأخرس عبد الله البردوني عبد الله الشبراوي عبد الناصر الشيخ عبد الواسع السقاف عبدالرازق عبدالواحد علاء جانب علاء سالم علاء_سالم علي الجارم علي بن الجهم علي بن هارون المنجم علي صالح القرعاوي علي فريد علي محمود طه عمر أبو ريشة عمر الفرا عُمَر الفرا عمر بن أبي ربيعة عمر طش عنترة بن شداد عيسى جرابا غادة السمان غازي القصيبي غزل فاحش فاروق النمر فاروق جويدة فاروق شوشة فالح بن طفلة فتى الشاطئ فهد العسكر فواز اللعبون قصائد بصوت فيروز قصائد مسموعة قصائد مغناة بصوت كاظم الساهر قيس بن الملوح قيس بن ذريح قيس لبنى كامل الشناوي كريم العراقي كريم معتوق كعب بن زهير لسان الدين الخطيب ماجد عبدالله مانع سعيد العتيبة محمد البياسي محمد الشهاوي محمد المقرن محمد جانب محمد جمال حجازي محمد جنيدي محمد شكر محمد شهاب الدين العربي محمد علوان محمد محمود الزبيري محمود حسن إسماعيل محمود درويش محمود سامي البارودي محمود غنيم مختارات مميزة مريد البرغوثي مصطفى حامد مصطفى صادق الرافعي مصطفى قاسم عباس مصطفى لطفي المنفلوطي مصعب السحيباني مظفر النواب معن بن أوس مقالات سياسية مـقـالاتــي مقولات من نوادر العرب من هنا وهناك مناسبات منية بن صلاح ميسون السويدان نازك الملائكة نجم الحصيني نجيب سرور نزار قباني نزار قباني - شعر سياسي نزار قباني ٢ نشوى جرار نور سليمان هاشم الرفاعي هالا محمود هشام الجخ وئام الليثي وداد العاقل وشاح إشبيليا ولادة بنت المستكفي ويليام شكسبير ياسر الأقرع يحيى السماوي يحيى توفيق حسن يزيد بن معاوية