توفى اليوم الشاعر والأديب السعودي الكبير (غازي عبد الرحمن القصيبي) عن عمر يناهز السبعين عاماً بعد صراع مع المرض
عُرف غازي القصيبي رحمه الله بمواقفه المعتدله والمحترمة تجاة قضايا العرب والمسلمين مما أضر به أحيانا فقد كانت قصيدته رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة سبباً في إعفاؤة من وزارة الصحه بالمملكة كما أن بعض دواوينه وأعمالة منعت لوقت طويل في المملكة السعودية ولم يسمح بتداولها إلا قبل وفاتة بوقت قريب.
لقراءة المزيد عن الشاعر رحمة الله على الموسوعه العالمية
و من أهم كتاباته قصيدته الشهيرة التي رد بها على قصيدة (متى يعلنون وفاة العرب) للشاعر الكبير نزار قباني
وإليكم نص القصيدة:
...........................................
(من غازي القصيبي الى نزار قباني الذي سأل : متى يعلنون وفاة العرب؟؟)
...
نزار أزف إليك الخبر ..
لقد أعلنوها وفاة العرب
وقد نشروا النعْيَ..فوق السطورِ
وبين السطورِ..وتحت السطورِ
وعبْرَ الصُوَرْ!!
وقد صدَرَ النعيُ..
بعد اجتماعٍ يضمُّ القبائلَ
جاءته حمْيَرُ تحدو مُضَرْ
وشارون يرقص بين التهاني
تَتَابُعِ من مَدَرٍ أو وَبَرْ
و"سامُ الصغيرُ"..على ثورِهِ
عظيمُ الحُبورِ..شديدُ الطَرَبُ
***
نزار! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
جادَ بها زعماءُ الفصاحةِ..
أتبتسمُ الآن؟!
هذي الحضارةُ!
ندفعُ من قوتنا
لجرائد سادتنا الذابحينْ
ذكاءٌ يحيّرُ كلَّ البَشرْ!
***
نزارُ! أزفُّ اليك الخَبَرْ!
وإيَّاكَ ان تتشرَّب روحُك
بعضَ الكدَرْ
ولكننا لا نموتُ...نظلُّ
غرائبَ من معجزات القَدَرْ
إذاعاتُنا لا تزال تغنّي
ونحن نهيمُ بصوت الوترُ
وتلفازنا مرتع الراقَصاتِ
فكَفْلٌ تَثَنّى..ونهدٌ نَفَرْ
وفي كل عاصمةٍ مُؤتمرْ
يباهي بعولمة الذُّلِ
يفخر بين الشُعوبِ
بداء الجرب
ولَيْلاتُنا...مشرقاتٌ ملاحُ
تزيّنها الفاتناتُ المِلاحُ
الى الفجرِ...
حين يجيء الخَدَرْ
وفي "دزني لاند" جموعُ الأعاريبِ
تهزجُ...مأخوذة باللُعَب
ولندن ـ مربط أفراسنا!
مزادُ الجواري...وسوقُ الذَهَبْ
وفي "الشانزليزيه"..سَددنا المرورَ
منعنا العبورَ...
وصِحْنا:"تعيشُ الوجوهُ الصِباحُ!"
***
نزارُ! أزفُّ إليك الخَبَرْ!
يموتُ الصغارُ...ومَا منْ أحدْ
تُهدُّ الديارُ...ومَا مِنْ أحدْ
يُداس الذمار..ومَا مِنْ أحدْ
"لِبيريز"...
انتصرْ
وجيشُ "ابن أيوبَ"...مُرتَهنٌ
في بنوكِ رُعاةِ البَقَرْ
و"بيبرْس" يقضي إجازتهُ
في زنود نساء التترْ
ووعَّاظُنا يرقُبون الخَلاصَ
مع القادمِ...المُرتجَى..المُنْتَظَرْ
***
نزارُ! أزفُّ اليكُ الخَبَرْ
سئمتُ الحياةَ بعصر الرفات
فهيّىءْ بقُرْبكَ لي حُفرِة!!
فعيش الكرامةِ تحتَ الحُفَر.
***
غازي القصيبي