حَطَمْتُ اليَراعَ فلا تَعْجَبِي
وعِفتُ البَيانَ فلا تَعتُبي
فما أنتِ يا مصرُ دارَ الأديبِ
ولا أنتِ بالبَلَدِ الطَّيِّبِ
وكم ذا بمصرَ من المضحكاتِ
كما قال فيها أبو الطيِّب
أمورٌ تمرُّ وعيشٌ يُمِرُّ
ونحن من اللَّهو في ملعبِ
وشعب يفرُّ من الصالحاتِ
فرارَ السَّليم من الأجربِ
وصُحْف تطنُّ طنينَ الذُّبابِ
وأخرى تشنُّ على الأقرب
وهذا يلوذ بقصر الأميرِ
ويدعو إلى ظِلِّه الأرحبِ
وهذا يلوذ بقصر السَّفيرِ
ويُطنِب في وِرده الأعذب
وهذا يصيحُ مع الصائحينَ
على غير قصدٍ ولا مأربِ
فيا أمّةً ضاقَ عن وصفها
جَنانُ المفوَّهِ والأَخْطَبِ
تضيعُ الحقيقةُ ما بيننا
ويَصلى البريءُ مع المذنب
ويُهضَمُ فينا الإمام الحكيمُ
ويُكْرَم فينا الجهولُ الغَبِي
على الشَّرق منِّي سلامُ الودود
وإنْ طأطأ الشَّرقُ للمغرب
لقد كان خِصباً بجدب الزّمانِ
فأجدبَ في الزَّمن المُخْصِب !