فاروق جويدة |
وأعلم أنني يوما
سأرحل في ظلام الليل يحملني جناحان
ويلقيني رفاق العمر في صمت
تطوف عليه أحزاني
وقد أمضى على حلم
قضيت العمر يسكرني
ويلهو بين وجداني
يصير بريقه شبحا
فيلقي رأسه ألما
ويهدأ فوق شطآني
وتسألني المنى شوقا
بربك أين روضتنا
وأين عبير أيكتنا
وأين زهور أغصاني؟
وأعرف أنني يوما
سألقى الله في خجل
أداري فيه عصياني
وأرحل مثلما جئت
بلا ثوب.. وسلطان
بلا حلم يداعبني
ويتركني.. لحرماني
وأغدو طائرا أضحى
رفاتا بين جدران
وقد أشدو بلا غصن
على خفقات بركان
وقد أرتاح في صدر
على أنفاس ثعبان
ويأتي الحب في صمت
يرفرف فوق جثماني
إذا ما ضمني قبر
وصرت وحيد أشجاني
وأسلمت الردى عيني
تنام عليه أجفاني
ويأتي الحب في همس
يعانق زهر بستاني
ويأتي الطير في شوق
ويسأل.. أين ألحاني؟!
وأعلم أنني يوما
سيغدو الصمت سجاني
حياة كأسها ملل
وحزن بعد أحزان
فلا دمع سيرجعنا
طيورا فوق أغصان
حنايا الأرض كم حملت..
عليها قد ترى زهرا
وفيها نار بركان
تمهل قبل أن تمضي
على أنفاس إنسان
فإن العمر أيام
وعطر عابر.. فاني