نزار قباني |
مَشْبُوهَةَ الشَفَتَيْنِ ، لا تَتَنسَّكي
لَنْ يَسْتريحَ الموعدُ المكْبُوتُ
وغريزةُ الكِبْريتِ في طُغْيانها
ماذا؟ أيكظُمُ ما بِهِ الكِبْرِيتُ؟
شَفَتَانِ معصيتانِ .. أَصْفَحُ عنهُما
ما دامَ يَرْشَحُ منهُمَا الياقوتُ
إنَّ الشفاهَ الصابراتِ أُحِبُّها
ينهارُ فوق عقيقها الجَبَروتُ
كَرَزُ الحديقةِ عندنا مُتَفتِّحٌ
قَبَّلتُهُ في جُرْحِهِ ونَسِيتُ
شَفَتانِ للتدمير ، يا لي منهُما
بهما سَعِدْتُ ، وألفُ ألفُ شَقِيتُ
شَفَتانِ مَقْبَرتَانِ ، شَقَّهُما الهوى
في كُلِّ شطرٍ أحمرٍ تابوتُ
شَفَةٌ كآبار النبيذ مليئَةٌ
كم مرةٍ أَفْنَيْتُها وفَنِيتُ
الفَلْقةُ العُلْيَا .. دُعَاءٌ سافرٌ
والدِفءُ في السُفْلَى .. فأينَ أمُوتُ؟