نزار قباني |
إليَّ اكْتُبِي ما شئتِ .. إني أُحِبُّهُ
وأتلوهُ شِعْراً .. ذلكَ الأدَبَ الحُلْوَا
نسائيةِ الرِعْشَات .. ناعمةِ النجوى
عليَّ اقْصُصي أنباءَ نَفْسِكِ .. وابعثي
لَتُفْرِحُني تلك الوريقاتُ حُبِّرَتْ
كما تُفْرِحُ الطفلَ الألاعيبُ والحلوى
تُسلَّمُ لي سرّاً .. فَتُلْهمُني السلوى
أحِنُّ إلى الخَطِّ المليسِ .. ورُقْعَةٍ
أُحِسُّكِ ما بينَ السطور ضحوكةً
تحدثني عيناكِ في رقّةٍ قُصوى
وصوتاً حريريَّ الصدى ، وادعاً ، حُلوا
رسائلُكِ الخضراءُ .. تحيا بمكتبي
زَرَعتِ جواريري شذاً وبراعماً
وأجريتِ في أخشابها الماءَ والسَرْوَا..
تدغدغُكِ الأحلامُ في ذلك المأوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
فما زالَ عندي - رغم كُلِّ سوابقي -
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى
ومَرَّتْ على لين الوسادة صُورَتي
تخضّبها دمعاً .. وتُغْرِقُها شجوا
وما بكِ ترتابين؟ هل من غَضَاضةٍ
إذا كتبتْ أختُ الهوى للذي تَهْوَى؟
ثِقي بالشَذَا يجري بشَعْرِكِ أَنْهُرَاً
رسائِلُكِ النعماءُ في أضلعي تُطوى
فلستُ أنا مَنْ يَسْتَغِلُّ صبيَّةً
ليجعلَها في الناس أُقْصُوصةً تُروى
فما زالَ عندي - رغم كُلِّ سوابقي -
بقيّةُ أخلاقٍ .. وشيءٌ من التقوى