نزار قباني |
مزقيها . .
كتبى الفارغة الجوفاء إن تستلميها . .
والعنينى . . والعنيها
كاذبا كنت . . وحبى لك دعوى أدعيها
إننى أكتب للهو . . فلا تعتقدى ماجاء فيها
فانا - كاتبها المهووس - لا أذكره
ماجاء فيها . .
اقذفيها . .
اقذفى تلك الرسالات . . بسل المهملات
واحذرى . .
أن تقعى فا الشرك المخبوء بين الكلمات
فانا نفسى لا ادرك معنى كلماتى
فكرى تغلى . .
ولا بد لطوفان ظنونى من قناة
أرسم الحرف
كما يمشى مريض فى سبات
فإذا سودت فى الليل تلال الصفحات
فلأن الحرف ، هذا الحرف جزء من حياتى
ولأنى رحلة سوداء فى موج الدواة
اتلفيها . .
وادفنى كل رسالاتى باحشاء الوقود
واحذرى أن تخطئى . .
أن تقرئى يوما بريدى
فانا نفسى لا أذكر مايحوى بريدى ! . .
وكتاباتى ، وأفكارى ، وزعمى ، ووعودى
لم تكن شيئا ، فحبى لك جزء من شرودى
فأنا أكتب كالسكران
لا أدرى اتجاهى وحدودى
أتلهى بك ، بالكلمة ، تمتص وريدى
فحياتى كلها .
شوق إلى حرف جديد
ووجود الحرف من ابسط حاجات وجودى
هل عرفت الآن ما معنى بريدى ؟