نزار قباني |
يا امرأةً، طباعُها أشبَهُ بالفُصُولْ
فَثَمَّ نَهْدٌ صامتٌ
وثَمَّ نَهْدٌ يقرعُ الطبولْ..
ومرةً،
حدائقٌ مفتوحَةٌ
ومرةً،
عواصفٌ مَجْنُونَةٌ
ومرةً، سُيُولْ..
فكلّما أشرقتِ الشمسُ على نوافذي
بكى على شَراشِفي أيْلُولْ.
نسيتُ تاريخي، وجُغْرافيَّتي
فلا أنا على خُطوط العَرضْ
ولا أنا على خُطُوط الطُولْ.
2
ومن مَرَاياها
ومن شرايين يدي..
فهل أنا.؟
عن ضَجَر العالم، يا سيّدتي،
مسؤُولْ؟
ماذا جرى؟
ماذا جرى؟
صوتُكِ لا مَعْقولْ
تَجَمُّعُ الأمطار في عينيْكِ..
لا مَعْقُولْ..
يا امرأةً تحملُ حَتْفي بين عَيْنَيْها
وترميني من المجهولِ للمجهولْ
توقَّفي.. عن المرور في دمي، كطَلْقَةٍ
فإنّني أعرفُ منذُ البَدْءِ،
أنّني مقتُولْ..
3
دوَّخني حُبُّكِ، يا سَيِّدتي
فمرة، أدخُلُ من بوَّابة الخُروجْ
سفينةٌ أنتِ.. بلا بُوصِلَةٍ
أو ساعة الوُصُولْ..
يا امرأةً.. تجهلُ أين نَهْدُها؟
تجهلُ أينَ عِقْْدُها؟
تجهلُ أينَ مِشْطُها؟
تجهل أين عَقْلُها؟
وتجهل الفاعِلَ والمفعولْ..
4
يا امرأةً..
تريدُني، بشَهْوة الأُنثى، ولا تريدُني
يا امرأةً تمارسُ الحبَّ معي
من غير أن تلمسَني
تحملُ منّي عَشْرَ مَرَّاتٍ..
ثم تقولُ:
إَّنها بَتُولْ!!
وتشتهيني ليلةً واحدةً
ثُمَّ يموتُ، بعدَها، الفُضُولْ.
يا امرأةً..
تصهَلُ مثلَ مُهْرَةٍ جميلةٍ
وبَعْدَها،
تَمَلُّ من صهيلها الخُيُولْ
يا امرأةً..
تقتلني، من غير أن تقتلَني
فليتني أدري من القاتلُ، يا سيدتي
ومَن هُوَ المقتولْ؟