نزار قباني |
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا سهرنا وحدنا
في حانة صغيرة
ليس بها سوانا
تبحث في ظلامها عن بعضها يدانا
كنا شربنا الخمر في أوعية الخشب
كنا اخترعنا ربما جزيرة
أحجارها من الذهب
أشجارها من الذهب
تتوقين فيها أميرة
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا رأينا كيف في أسبانيا
أيتها الصديقة الأثيرة
تشتعل الحرائق الكبيرة
في الأعين الكبيرة
كيف تنام الوردة الحمراء في الضفيرة
كنا عرفنا لذة الضيلع في الشوارع
وجوهنا تحت المطر
ثيابنا تحت المطر
كنا رأينا في مغارات الغجر
كيف يكون الهمس بالأصابع
والبوح والعتاب بالمشاعر
وكيف للحب هنا طعم البهار اللاذع
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ذهبنا آخر الليل للكنيسة
كنا حملنا شمعنا وزيتنا
بيد السلام والمحبة
كنا شكونا حزننا إليه
كنا أرحنا رأسنا لديه
لعله في السنة الجديدة
أيتها الحبيبة البعيدة
يجمعني إليك بعد غربة
في منزل جدرانه محبة
وخبزه محبة
لو كنت في مدريد في رأس السنة
كنا ملأنا المدخنة
عرائساً ملونة
لطفلة دافئة العيون
نعيش يا حبيبي بوهمها
من قبل أن تكون
نبحث يا حبيبتي عن اسمها
من قبل أن تكون
كنا صنعنا تختها الصغير من ظنون
تختا من الأحلام ..والقطيفة الملونة
تنام فيها ربما بعد سنة
لو كنت في مدريد في رأس السنة