فاروق جويدة |
أتيت يا ولدي.. مع الزمن الحزين
فالعطر بالأحزان مات.. على حنايا الياسمين
أطيارنا رحلت.. و أضناها الحنين
أيامنا.. كسحابة الصيف الحزين
ودماؤنا صارت شراب العابثين
تتبعثر الأحلام في أعمارنا
تتساقط الأفراح من أيامنا
صرنا عرايا..؟!
كل من في الأرض جاء
حتى يمزق.. جرحنا
صرنا عرايا..؟!
كل من في الأرض جاء
حتى يمزق.. عرضنا..
قالوا لنا:
أنتم حصون المجد.. أنتم عزنا
قتلوا الصباح بأرضنا.. قتلوا المنى
* * *
من أجل أن يقتات أبنائي التراب؟
من أجل من نحيا عبيدا للعذاب؟
حزن.. وإذلال.. وشكوى واغتراب
يا سادتي.. قلبي يموت من العذاب
لمن العتاب؟
لمن الحساب؟
من أجل من تتغرب الأطيار في بلدي وتنتحر الزهور؟
من أجل من تتحطم الكلمات في صدري وتختنق السطور؟
من أجل من يغتالنا قدر جسور
يا سادتي.. عندي سؤال واحد
من أجل من يتمزق الغد في بلادي؟
من أجل من يجني الأسى أولادي؟
* * *
قد علموني الخوف يا ولدي
وقالوا.. إن في الخوف النجاة
إن الصلاة.. هي الصلاة
إن السؤال جريمة لا تعصي يا ولدي((الإله))
عشرون عاما يا بني دفنتها
وكأنها شبح توارى في المساء
ضاعت سنين العمر يا ولدي هباء
والعمر علمني الكثير
أن أدفن الآهات في صدري و أمضي.. كالضرير..
ألا أفكر في المصير
قل ما بدا لك يا بني و لا تخف
فالخوف مقبرة الحياة..
من أجل صبح تشرق الأيام في أرجائه
من أجل عمر ماتت الأحلام في أحشائه
قل ما بدا لك يا بني
حتى يعود الحب يملأ بيتنا
حتى نلملم بالأمان جراحنا
لا تتركوا الغد في فؤادي يحترق
لا تجعلوا صوت الأماني يختنق