نزار قباني |
مرحباً يا ردَاءُ.. يا صَيْحةَ الطيب
وصُبِّحْتَ بالرضا .. يا رداءُ
يا مريضَ الخُيُوط .. يا أصْفَرَ الهَمْس
صباحي عليكَ وردٌ وماءُ ..
مَنْ بدربي رماكَ ؟ شَلالَ لونٍ
فطريقي براعمٌ خضراءُ ..
دُرْتَ .. واحْتَرْتَ .. واحتفلتَ بصدرٍ
مَسَحَتْهُ بكفِّها الكبرياءُ ..
إنْسَدِلْ يا طويلُ .. دُسْ فوقَ نهدٍ
زنبقيٍّ .. صَلَّى عليهِ الضياءُ..
مِنْ شُحوبي غُزِلتَ ثوباً أنيقاً
ترتديه عملاقةٌ فَرْعاءُ ..
لكَ ما شئت .. معصمٌ ، وذراعٌ
ثم نَهْدٌ .. مخدّةٌ بيضاءُ ..
لكَ بالخَصْر رقْفَةٌ .. وعلى الردف
انهيارٌ .. وشَهْقةٌ .. وارتماءُ
ووراءَ الوراءِ .. ثَمَّةَ خَيْطٌ
أكَلتْ منه حَلْمةٌ حمقاءُ ..
هي أعطَتْكَ ما تريدُ .. فصفِّقْ
واسترحْ يا رداءُ حيثُ تشاءُ ..
لحظةً .. يا مُعَطَّرَ الخيط .. جَاعَتْ
بيَ للطيبِ ، شَهْوةٌ شَهَّاءُ
أنتَ نَفْسي ، ولونُ خيطكَ لوني
وعُطُوري ، عُطُوركَ السوداءُ
فيكَ بعضُ الشتاء .. يا شاحبَ الخيط
وكلُّ الفصولِ عندي شتاءُ ..
***
يا خريفيّة الرداءِ .. عُروقي
تحت أمطار عطركِ استجداءُ ..