نزار قباني |
في مدخل الحمراء كان لقاؤنـا
مأطـيب اللـقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهمـا
تتوالد الأبعاد من أبعـــاد
هل أنت أسبانية ؟سألتـــــــــها
قالت وفي غرناطة ميلادي
غرناطة وصحت قرون سبعـــة
في تينك العينين بعد رقــاد
وأمية راياتها مرفوعـــــــة
وجيادها موصولة بجيــاد
مأغرب التاريخ كيف أعادنـــــي
لحفيدة سمراء من أحفـادي
وجه دمشقي رأيت خلالـــــــــــه
أجفان بلقيس وجيد سعــاد
ورأيت منزلنا القديم وحجــــــرة
كانت بها أمي تمد وسـادي
والياسمينة رصعت بنجومهـــــــا
والبركة الذهبية الإنشــاد
ودمشق أين تكون ؟قلت ترينــها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي في الثغر الذي
مازال مختزناً شموس بلادي
في طيب جنات العريف ومائهـــا
في الفل في الريحان في الكبّاد
سارت معي والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
يتألق القرط الطويل بجيدهــــــــا
مثل الشموع بليلة المـيلاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي الـتاريخ كــوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضهـــــا
والزركشات على السقوف تنادي
قالت هنا الحمراء زهو جدودنا
فأقراء على جدرانها أمجادي
أمجادها ومسحت جرحاً نازفــاً
ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركــت
أن الذين عنتهم أجــدادي
عانقت فيها عندما ودعتهــــــا
رجلاً يسمى طارق بن زيـاد