نزار قباني |
والعطور أصنافٌ وأمزجه
منها ما هو تمتمة..
ومنها ما هو صلاة..
ومنها ما هو غزوةٌ بربريةٌ...
وللعطر المتحضر روعته..
كما للعطر المتوحش روعته أيضاً..
وهذا بالطبع يتوقف على الحالة النفسيةالتي نكون فيها،
عندما نستقبل العطر وعلى نوع المرأة التي تستعمل العطر
والرجل أيضاً، يلعب لعبته في تقييم العطر..
بمعنى أن أنف الرجل مرتبطٌ بثقافته، وتجربته، ومستواه الحضاري
هناك رجالٌ يفضلون العطور التي تهمس..
ومنهم من يفضلون العطور التي تصرخ..
ومنهم من يفضلون العطور التي تغتال....
ثم أن نوعية علاقتنا بالمرأة تلعب دورها في تجديد نو العطر الذي يقنعنا..
فعطر العشقية شيء..
وعطر الحبيبة شيءٌ آخر..
وعطر الطالبة ذات السبع عشرة سنة شيء..
وعطر السيدة في الأربعين شيءٌ مختلف..
وبالنسبة لي، يتغير العطر الذي أحب، بتغير حالتي النفسية..
ففي بعض الأحيان أحب العطر الذي يشعل الحرائق..
وفي بعض الأحيان، أحب العطر الذي نسي الكلام...
وفي بعض الأحيان، أحب العطر الذي يدخل في حوار
طويل معي..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المسالم..
وفي بعض الأحيان أحب العطر المتوحش..
والعدواني..
على أن خياري الأول والأخير، في مسألة العطر، هو
أنني أحب المرأة -الغمامة التي تخرج من تحت الدوش
وهي لا تحمل على جسدها إلا رائحة الصابون..
وقطرات الماء...