قالت قَبِّلني

رقدت والنوم يداعبها .. ترنو بحنان

قالت قبلني ثم غفت منها العينان

فنظرت إليها يملؤني الشوق الغضبان

ما اعجب لثمٍ يطلبه ثغرٌ نعسان

أأقبل لحماً يسترخي فوق الأسنان ؟!

أأفوز بشئ ليس له إلا الإذعان ؟!

أأنالكِ غصباً .. كلا .. لستُ سوى وجدان

والقبلة عندي لحنٌ .. يعزفه ثغران

***

عذراً مولاتي .. حين جرؤت على العصيان

فأنا سلطان في شيطان في إنسان

سلطان النوم وسلطاني لا يتفقان

وملاك النوم وشيطاني لا يجتمعان

***

نامي .. وأنا .. أبداً لن يغمض لي جفنان

سأظل جوارك يقتلني الشوق الظمآن

أتمنى ثغراً لا تغفو فيه الشفتان

وفتاة تمسح عن شفتي طعم الخذلان

تُرضيني .. تُشبعني قبلاً .. قدر الإمكان

نغفو .. نستيقظ .. ثغرانا لا ينفصلان

***

فإذا ما استيقظ يطلبني الثغر الفتان

والرغبة عندكِ قد غنَّت لحن الشيطان

واللهفة فيكِ تطاردني في كل مكان

ثغري محصورٌ بين شفاهكِ والجدران
وإذا صالحتكِ ثم أخذتكِ في الأحضان
وذراعاكِ التفَّا من حولي يعتصران
وهمستِ أحبكَ .. وارتعشت منكِ الأجفان
ومددتِ شفاهكِ نحوي .. واحمر الخدان
فخذي أنفاسكِ مني .. يلتثم القلبان
وتعانق روحكِ روحي .. يمتزج الجسدان
وبأعذب لحن يعزفه الثغر النشوان
قولي .. قبلني .. قبلني .. قبلني الآن
وسأعرف أن لقبلتنا وقتٌ قد حان
وسأشبعُ ثغركِ تقبيلاً بعد الحرمان
***
للشاعر الراحل : خليل فواز