لا تقلقي
فأنا أفكِّرُ كلَّ يومْ
في أنني سأكونُ وحدي ذاتَ يومْ
من دون وجه حبيبتي
من دون حبر قصيدتي
لم يبق من حُلُمي سوى خيطٍ رفيعْ
وغفلتُ عن عمري فضاعَ،
فكيف هذا لا يضيعْ ؟
* * *
لا تقلقــي
فأنا الغريبُ وغُربتي
كشعاعِ شمسٍ كسَّرته ربى التلالْ
فانساب لا شيئاً يفكِّرُ أن يذوبَ مع الظلالْ
لا تقلقــي
جسدي الذي صاحبتُه
قد ملّني وملِلْتُهُ
واغتالني فكَرِهْتُهُ
ما عاد يحمل أدمعي
وعجبتُ كيف حملتُهُ
* * *
لا تقلقــي
فأنا وأنتِ قصيدتانْ
جئنا كما الفجر الجميلِ، مع المساء وترحلان
من دون أقنعة المكان ..
وخلف قهقهةِ الزمانْ
لا تقلقــي
لو كان طيف هواك نجماً
لانطلقتُ على خطاه
وسبحتُ فيه بغير أشرعةٍ
لأعلمَ مبتداهُ
ومنتهاهْ
أوَّاهُ يا زمنَ الضَّياعْ
من قبل أن أحيا أفتِّشُ في هدوءٍ
عن رؤاهْ
حتى ظفرتُ بطيفهِ
يبكي.. يكاد الدمعُ يَشْرَقُ من أساهْ
يشكو ... تكاد النارُ تحترقُ انتحاراً من لظاهْ
ومددتُ في صمتٍ يدي
فوجدتُه لا روحَ فيه تكاد تغرقه دماهْ
لا تقلقــي
ليس انتظارُكِ غيرَ سطرٍ في كتاب العاشقينْ
النازفينَ على حدودِ جراحهمْ
والغارقينَ على ضفاف نواحهمْ
فلمَ التملْمُلُ والأنيـنْ ؟
فإذا همستِ فأنت لا شيءٌ بقول العارفينْ
فالشوقُ لا يدري حقيقةَ جرحِهِ
والطيرُ لا تُصبيه رقَّةُ صَدْحِهِ
هذا وذاك عليكِ سلطانٌ مُبينْ
فبأيِّ آلاءِ الغرام تكذِّبينْ !
* * *
لا تقلقـي
واسـتوعبي عِبَرَ الزمانْ !
ثوبُ الولادة والمماتِ..
مهفهفانِ وأبيضانْ
والناسُ من وجع الحقيقة يهربونْ
فكأنهم لا يفقهونْ
أنَّ القصورَ كما القبورْ
بقديمِها وجديدِها
في ضيقِها و صديدِها
والناسُ مثلُكِ يقلقونْ
* * *
لا تقلقــي
أصبحتِ لحنَ قصائدي....
أوَ بعدَ ذلك تقلقينْ ؟
ظَمِىَء الفؤادُ من التشرُّدِ في الجبال..
وفي الروابي والسهولْ
والروحُ هامتْ في القصورِ وفي المعابدِ والطلولْ
وأناخَ عندَكِ رحلَهُ
كم جرَّحتْه مع المواجع أَلْسُنُ المتنطِّعينْ !
وتلاطمتْه مع الرياحِ نصائحُ المتطفِّلينْ
لو تصعدينَ إلى النجومِ ..
لكنتُ ظلَّكِ في السَّماءْ
أو ترحلينَ مع الغروب..
لذبتُ قبلَكِ في المساءْ
يا أنتِ يا كلَّ النسِّاءْ
يا أنتِ يا وجعَ الثَّواني في انتظاري والسِّنينْ
حُلُماً شربتُكِ لم يُسَطَّرْ فيه..
حرفٌ من كتاب العاشقينْ
ولتقرأيهِ..
أنا كتبتُكِ في الفؤادِ..
أتذكرينْ ؟
* * *
لا تقلقــي
إني احترقتُ وما تبقَّى من رمادي
غيرُ الضباب وسوف تذروهُ الرياحْ
ويذوبُ مثلَ البدر منتحِراً على خدِّ الصباحْ
وأنا غريبٌ عن هواكِ ..
يكاد يلفظني فؤادي
مجنونةٌ تلك الحروفُ..
يكاد ينكرُها صداها
وأنا دخلتُ جحورَها
وأنا نبشتُ قبورَها
وأنا الشقيُّ
أنا الغبيُّ
شربتُ من نحسي ظماها
لا تعجبي... لا تغضبي ...
لن تهربي
فأنا أتيتُ من السماء
وحجزتُ تَذْكَرَتي لأدخلَ نارَ عالمِكِ العجيبْ
في غربتي لم يحملوني ..
لقَّبوني بالغريبْ
فأتيتُ أبحث في الهوى
عن كاسِ ماءْ
* * *
لا تقلقي
أنتِ العجيبةُ في هواكِ..
فلستُ عندكِ بالعجيبْ !
* * *
لا تقلقي
فعرائشُ الأحزانِ أورفتِ الظلالْ
تقتات من دمعي ومن وجع الحروفْ
وحصادُها صعبُ المنالْ
فتغوَّري أعماقَ ذهنِكِ هل هنالك من سؤالْ ؟ ؟
لو تسألينَ ..
فأنت حرف ٌ واحدٌ يجري على شفة الحنينْ
لو تجهلينَ..
فنعمَ فوزُ الفائزينْ
أو تعلمينَ ..
فذاك خسرانٌ مبينْ
* * *
لا تقلقي
فأنا السؤالُ وأنت سفرٌ لا يجيب السائلينْ
وأنا الدموعُ وأنت خدٌّ لا يُنيبُ النَّائحينْ
* * *
لا تقلقــي
فالراحةُ الظَّمأى تعشِّشُ في ثياب المتعبينْ
وبراعمُ الأفراح تغفو في حياءٍ في عيونْ النائحينْ
وكذا القناعةُ كنزُ مالٍ في قلوب المعدمينْ
فلأيِّ شيءٍ تقلقينْ
والموتُ من رحِم الحياةِ كلاهما يتوالدانْ
والصبحُ مثلُ الظلمة العمياءِ ..
من وجع الحياة يُلَوَّنانْ
وأنا وأنتِ قصيدتانْ
***
لا تقلقي
روحي وروحك تبقيانْ
أجسادُنا هي بذرةُ العمر الذي
يوماً سينبتُ من جديدْ
من دون آلام المخاض يكون مولدُنا السعيدْ
ستكون بطنُ الأرض خيراً
من بطون الأمَّهاتْ
فالموتُ حلمُ الروحِ..
أن تمضي إلى رحب الفضاءْ
والحشرجاتُ هي الصدى
للزغردات من انطلاق الروح..
تجري في المدى
تنسلُّ من جسدٍ يؤرقه الحنين إلى الفناءْ
* * *
لا تقلقــي
فالعازفونَ على حبال الصمت..
كيف سيسمعون ؟
والقارئون السِّفْرَ كلُّ مدادِهِ ماءٌ ..
فمن أيِّ الدواهي يبصرون ؟
والعابرونَ على صديد جلودِهِمْ
والشاكرونَ أذى حديدِ قيودِهِمْ
والسَّاجدونَ على بساط الظالمينْ
والحامدون لحسن فعل القاتلينْ
من أي دينٍ يأخذونْ ؟
ولأي ربٍّ يعبدونْ ؟
لا تقلقـي
أهزوجةٌ
أكذوبةٌ
ألعوبةٌ
أعجوبةٌ
من أيِّ وهمٍ تهربين ؟
* * *
لا تقلقـي
فدماءُ هابيلَ الزكيَّةُ
جرَّعتني من أساها
وذراعُ قابيلَ العتيةُ
أشركتني في أذاهـا
وأنا همستُ بأُذْنِهِ
فالظالمونَ مخافة الظلم المبيَّتِ يظلمونْ
والقاتلون مهابةَ الموت المصَّلتِِ يقتلونْ
يا ربِّ ما فعلَ الغُرابُ.. ؟
وقد أشارَ بدفِنِهِ
* * *
لا تقلقـي
فأنا شبيهُكِ في التملْمُلِ والتوجُّعِ والشَّقاءْ
والآهُ تزهرُ في فمي
ورداً ليقطفَهُ أنينُ العاشقينْ
بدراً يضيء على دروب التائهينْ
ألماً يرفرف في سماء البائسينْ
وأنا شبيهك في انتظار الصبحِ..
منتشياً على جسد المساءْ
أوَ بعد ذلك تقلقينْ ؟؟
وأنا بنيتُ لك القصورَ على خرائب ذكرياتي
أودعتُ عندَكِ أمنياتي
ووجدتُ في عينيكِ ذاتي
ولكي يعيشَ الحبُّ
فضَّلتُ الفناءَ على حياتي
* * *
لا تقلقـي
فالحبُّ مثلُ العمرِ طيفٌ في سرابْ
معناهُ ؟ لا معنىً له
والعاشقونَ ظلالَهُ
من ناسجٍ أكفانَهُ
ومضيِّعٍ عنوانَهُ
ومكبَّلٍ كالصمت يندبُ - كيف سار- زمانَهُ
والقانعونَ من الغنيمة بالإيابْ
لا تقلقـي
فالدمعُ كنزٌ في عيونك ... حاذري
أن تَهْدُريهْ !
إلا على صدري هناكَ..
بذورُ حزنِكِ فاسْقِنيهْ !
جفَّت قرائحُ أدمعي
لم يبق من زمن البكاءِ..
سوى سرابِ الذكرياتْ
إنْ عُدْتِ أو لم ترجعي
فالعمرُ فاتَ ..
فكيف يسلبني النُواحَ مع الفَواتْ ؟
* * *
لا تقلقـي
خُلقت لنا الأحلامُ كي نلهو بها
كي نرتوي من صدرها
ونعلِّقَ الأنجامَ طوقاً ضاحكاً في نحرها
ولِنَصْبِغَ الشَّيبَ المجذَّرَ كالحنين بشعرها
حِنَّاؤُهُ من قهرنا
وبريقُهُ من طُهْرِنا
وسوادُهُ من عُهْرنا
لو تحلُمينَ رويتِ لي عطشََ الكرومِ..
على ضفافِ هضابها
أو تعصرينَ تفجَّرتْ عينُ الخلودِ
سخيَّةً برضابها
* * *
لا تقلقـي
فأنا الغريبُ يكاد يشبهني الفناءْ
لا طفلَ يأتي للحياة فأكملي معيَ المسيرْ
فأنا هو السطرُ الأخيرْ
لا تقلقي
صدَّقتِ قولي ؟ مثلَ كلِّ الأغبياءْ
نزفتْ حروفي من دمي حزناً ..
فيا وجعَ الكلامِ إذا المدادُ من الدماءْ
أبكي ، وأنتِ تبسَّمي !
ترفاً .. وويل ٌ للشجيِّ من النساءْ
يا ربِّ ما هذا الغباءْ ؟
صدَّقتِ أن الصبح يأتي مستريحاً..
في مَلاءات المساءْ ؟
أهذي و أنت تصدِّقينْ
نحيا وآلافُ الحروفِ..
تمرُّ في الزمن الضنينْ
تجري وتدفعها السِّنونَ إلى السنينْ
لم يبقَ من ألم الشكوك ومن تراث الغابرينْ
لم يبق في هذا التدافعِ غيرُ خيط ٍ من يقينْ
اللهُ ربُّ العالمينْ
غفرانَكَ اللهُمَّ من تلك الوساوس والحروفْ !
غفرانك اللهم واقبَلْني بعفوك في العباد التائبينْ !
فأنا أفكِّرُ كلَّ يومْ
في أنني سأكونُ وحدي ذاتَ يومْ
من دون وجه حبيبتي
من دون حبر قصيدتي
لم يبق من حُلُمي سوى خيطٍ رفيعْ
وغفلتُ عن عمري فضاعَ،
فكيف هذا لا يضيعْ ؟
* * *
لا تقلقــي
فأنا الغريبُ وغُربتي
كشعاعِ شمسٍ كسَّرته ربى التلالْ
فانساب لا شيئاً يفكِّرُ أن يذوبَ مع الظلالْ
لا تقلقــي
جسدي الذي صاحبتُه
قد ملّني وملِلْتُهُ
واغتالني فكَرِهْتُهُ
ما عاد يحمل أدمعي
وعجبتُ كيف حملتُهُ
* * *
لا تقلقــي
فأنا وأنتِ قصيدتانْ
جئنا كما الفجر الجميلِ، مع المساء وترحلان
من دون أقنعة المكان ..
وخلف قهقهةِ الزمانْ
لا تقلقــي
لو كان طيف هواك نجماً
لانطلقتُ على خطاه
وسبحتُ فيه بغير أشرعةٍ
لأعلمَ مبتداهُ
ومنتهاهْ
أوَّاهُ يا زمنَ الضَّياعْ
من قبل أن أحيا أفتِّشُ في هدوءٍ
عن رؤاهْ
حتى ظفرتُ بطيفهِ
يبكي.. يكاد الدمعُ يَشْرَقُ من أساهْ
يشكو ... تكاد النارُ تحترقُ انتحاراً من لظاهْ
ومددتُ في صمتٍ يدي
فوجدتُه لا روحَ فيه تكاد تغرقه دماهْ
لا تقلقــي
ليس انتظارُكِ غيرَ سطرٍ في كتاب العاشقينْ
النازفينَ على حدودِ جراحهمْ
والغارقينَ على ضفاف نواحهمْ
فلمَ التملْمُلُ والأنيـنْ ؟
فإذا همستِ فأنت لا شيءٌ بقول العارفينْ
فالشوقُ لا يدري حقيقةَ جرحِهِ
والطيرُ لا تُصبيه رقَّةُ صَدْحِهِ
هذا وذاك عليكِ سلطانٌ مُبينْ
فبأيِّ آلاءِ الغرام تكذِّبينْ !
* * *
لا تقلقـي
واسـتوعبي عِبَرَ الزمانْ !
ثوبُ الولادة والمماتِ..
مهفهفانِ وأبيضانْ
والناسُ من وجع الحقيقة يهربونْ
فكأنهم لا يفقهونْ
أنَّ القصورَ كما القبورْ
بقديمِها وجديدِها
في ضيقِها و صديدِها
والناسُ مثلُكِ يقلقونْ
* * *
لا تقلقــي
أصبحتِ لحنَ قصائدي....
أوَ بعدَ ذلك تقلقينْ ؟
ظَمِىَء الفؤادُ من التشرُّدِ في الجبال..
وفي الروابي والسهولْ
والروحُ هامتْ في القصورِ وفي المعابدِ والطلولْ
وأناخَ عندَكِ رحلَهُ
كم جرَّحتْه مع المواجع أَلْسُنُ المتنطِّعينْ !
وتلاطمتْه مع الرياحِ نصائحُ المتطفِّلينْ
لو تصعدينَ إلى النجومِ ..
لكنتُ ظلَّكِ في السَّماءْ
أو ترحلينَ مع الغروب..
لذبتُ قبلَكِ في المساءْ
يا أنتِ يا كلَّ النسِّاءْ
يا أنتِ يا وجعَ الثَّواني في انتظاري والسِّنينْ
حُلُماً شربتُكِ لم يُسَطَّرْ فيه..
حرفٌ من كتاب العاشقينْ
ولتقرأيهِ..
أنا كتبتُكِ في الفؤادِ..
أتذكرينْ ؟
* * *
لا تقلقــي
إني احترقتُ وما تبقَّى من رمادي
غيرُ الضباب وسوف تذروهُ الرياحْ
ويذوبُ مثلَ البدر منتحِراً على خدِّ الصباحْ
وأنا غريبٌ عن هواكِ ..
يكاد يلفظني فؤادي
مجنونةٌ تلك الحروفُ..
يكاد ينكرُها صداها
وأنا دخلتُ جحورَها
وأنا نبشتُ قبورَها
وأنا الشقيُّ
أنا الغبيُّ
شربتُ من نحسي ظماها
لا تعجبي... لا تغضبي ...
لن تهربي
فأنا أتيتُ من السماء
وحجزتُ تَذْكَرَتي لأدخلَ نارَ عالمِكِ العجيبْ
في غربتي لم يحملوني ..
لقَّبوني بالغريبْ
فأتيتُ أبحث في الهوى
عن كاسِ ماءْ
* * *
لا تقلقي
أنتِ العجيبةُ في هواكِ..
فلستُ عندكِ بالعجيبْ !
* * *
لا تقلقي
فعرائشُ الأحزانِ أورفتِ الظلالْ
تقتات من دمعي ومن وجع الحروفْ
وحصادُها صعبُ المنالْ
فتغوَّري أعماقَ ذهنِكِ هل هنالك من سؤالْ ؟ ؟
لو تسألينَ ..
فأنت حرف ٌ واحدٌ يجري على شفة الحنينْ
لو تجهلينَ..
فنعمَ فوزُ الفائزينْ
أو تعلمينَ ..
فذاك خسرانٌ مبينْ
* * *
لا تقلقي
فأنا السؤالُ وأنت سفرٌ لا يجيب السائلينْ
وأنا الدموعُ وأنت خدٌّ لا يُنيبُ النَّائحينْ
* * *
لا تقلقــي
فالراحةُ الظَّمأى تعشِّشُ في ثياب المتعبينْ
وبراعمُ الأفراح تغفو في حياءٍ في عيونْ النائحينْ
وكذا القناعةُ كنزُ مالٍ في قلوب المعدمينْ
فلأيِّ شيءٍ تقلقينْ
والموتُ من رحِم الحياةِ كلاهما يتوالدانْ
والصبحُ مثلُ الظلمة العمياءِ ..
من وجع الحياة يُلَوَّنانْ
وأنا وأنتِ قصيدتانْ
***
لا تقلقي
روحي وروحك تبقيانْ
أجسادُنا هي بذرةُ العمر الذي
يوماً سينبتُ من جديدْ
من دون آلام المخاض يكون مولدُنا السعيدْ
ستكون بطنُ الأرض خيراً
من بطون الأمَّهاتْ
فالموتُ حلمُ الروحِ..
أن تمضي إلى رحب الفضاءْ
والحشرجاتُ هي الصدى
للزغردات من انطلاق الروح..
تجري في المدى
تنسلُّ من جسدٍ يؤرقه الحنين إلى الفناءْ
* * *
لا تقلقــي
فالعازفونَ على حبال الصمت..
كيف سيسمعون ؟
والقارئون السِّفْرَ كلُّ مدادِهِ ماءٌ ..
فمن أيِّ الدواهي يبصرون ؟
والعابرونَ على صديد جلودِهِمْ
والشاكرونَ أذى حديدِ قيودِهِمْ
والسَّاجدونَ على بساط الظالمينْ
والحامدون لحسن فعل القاتلينْ
من أي دينٍ يأخذونْ ؟
ولأي ربٍّ يعبدونْ ؟
لا تقلقـي
أهزوجةٌ
أكذوبةٌ
ألعوبةٌ
أعجوبةٌ
من أيِّ وهمٍ تهربين ؟
* * *
لا تقلقـي
فدماءُ هابيلَ الزكيَّةُ
جرَّعتني من أساها
وذراعُ قابيلَ العتيةُ
أشركتني في أذاهـا
وأنا همستُ بأُذْنِهِ
فالظالمونَ مخافة الظلم المبيَّتِ يظلمونْ
والقاتلون مهابةَ الموت المصَّلتِِ يقتلونْ
يا ربِّ ما فعلَ الغُرابُ.. ؟
وقد أشارَ بدفِنِهِ
* * *
لا تقلقـي
فأنا شبيهُكِ في التملْمُلِ والتوجُّعِ والشَّقاءْ
والآهُ تزهرُ في فمي
ورداً ليقطفَهُ أنينُ العاشقينْ
بدراً يضيء على دروب التائهينْ
ألماً يرفرف في سماء البائسينْ
وأنا شبيهك في انتظار الصبحِ..
منتشياً على جسد المساءْ
أوَ بعد ذلك تقلقينْ ؟؟
وأنا بنيتُ لك القصورَ على خرائب ذكرياتي
أودعتُ عندَكِ أمنياتي
ووجدتُ في عينيكِ ذاتي
ولكي يعيشَ الحبُّ
فضَّلتُ الفناءَ على حياتي
* * *
لا تقلقـي
فالحبُّ مثلُ العمرِ طيفٌ في سرابْ
معناهُ ؟ لا معنىً له
والعاشقونَ ظلالَهُ
من ناسجٍ أكفانَهُ
ومضيِّعٍ عنوانَهُ
ومكبَّلٍ كالصمت يندبُ - كيف سار- زمانَهُ
والقانعونَ من الغنيمة بالإيابْ
لا تقلقـي
فالدمعُ كنزٌ في عيونك ... حاذري
أن تَهْدُريهْ !
إلا على صدري هناكَ..
بذورُ حزنِكِ فاسْقِنيهْ !
جفَّت قرائحُ أدمعي
لم يبق من زمن البكاءِ..
سوى سرابِ الذكرياتْ
إنْ عُدْتِ أو لم ترجعي
فالعمرُ فاتَ ..
فكيف يسلبني النُواحَ مع الفَواتْ ؟
* * *
لا تقلقـي
خُلقت لنا الأحلامُ كي نلهو بها
كي نرتوي من صدرها
ونعلِّقَ الأنجامَ طوقاً ضاحكاً في نحرها
ولِنَصْبِغَ الشَّيبَ المجذَّرَ كالحنين بشعرها
حِنَّاؤُهُ من قهرنا
وبريقُهُ من طُهْرِنا
وسوادُهُ من عُهْرنا
لو تحلُمينَ رويتِ لي عطشََ الكرومِ..
على ضفافِ هضابها
أو تعصرينَ تفجَّرتْ عينُ الخلودِ
سخيَّةً برضابها
* * *
لا تقلقـي
فأنا الغريبُ يكاد يشبهني الفناءْ
لا طفلَ يأتي للحياة فأكملي معيَ المسيرْ
فأنا هو السطرُ الأخيرْ
لا تقلقي
صدَّقتِ قولي ؟ مثلَ كلِّ الأغبياءْ
نزفتْ حروفي من دمي حزناً ..
فيا وجعَ الكلامِ إذا المدادُ من الدماءْ
أبكي ، وأنتِ تبسَّمي !
ترفاً .. وويل ٌ للشجيِّ من النساءْ
يا ربِّ ما هذا الغباءْ ؟
صدَّقتِ أن الصبح يأتي مستريحاً..
في مَلاءات المساءْ ؟
أهذي و أنت تصدِّقينْ
نحيا وآلافُ الحروفِ..
تمرُّ في الزمن الضنينْ
تجري وتدفعها السِّنونَ إلى السنينْ
لم يبقَ من ألم الشكوك ومن تراث الغابرينْ
لم يبق في هذا التدافعِ غيرُ خيط ٍ من يقينْ
اللهُ ربُّ العالمينْ
غفرانَكَ اللهُمَّ من تلك الوساوس والحروفْ !
غفرانك اللهم واقبَلْني بعفوك في العباد التائبينْ !