أبو القاسم الشابي |
في اللّيل نَادَيتُ الكَوَاكِبَ ساخطاً
متأجَّجَ الآلام والآراب
"الحقلُ يملكه جبابرة ُ الدّجى
والروضُ يسكنه بنو الأرباب
«والنَّهرُ، للغُول المقدّسة التي
لا ترتوي، والغابُ للحَطّابِ»
«وعرائسُ الغابِ الجميلِ، هزيلة ٌ
ظمأى لِكُلِّ جَنى ً، وَكُلِّ شَرابِ»
ما هذه الدنيا الكريهة ُ؟ ويلَها!
حَقّتْ عليها لَعْنَة ُ الأَحْقابِ!»
الكونُ مُصغٍ، ياكوكبُ، خاشعٌ
طال انتظاري، فانطقي بِجواب"!
فسمعتُ صوتاً ساحراً، متموجاً
فوق المروجِ الفيحِ، والأَعْشابِ
وَحَفيفَ أجنحة ٍ ترفرف في الفضا
وصدى ً يَرنُّ على سُكون الغابِ:
الفجرُ يولدُ باسماً، مُتَهَلِّلاً
في الكونِ، بين دُحنِّة ٍ وضباب