أبو القاسم الشابي |
ضعف العزيمة لحد، في سكينته
تقضي الحياة ، بناه اليأس والوجل
وفي العزيمة قوات، مسخرة
يخر دون مداها اليأس والوجل
والناس شخصان: ذا يسعى به قدم
من القنوط، وذا يسعى به الأمل
هذا إلى الموت، والأجداث ساخرة ،
وذا إلى المجد، والدنيا له خول
ما كل فعل يجل الناس فاعله
مجدا، فإن الورى في رأيهم خطل
ففي التماجد تمويه، وشعوذة ،
وفي الحقيقة ما لا يدرك الدجل
ما المجد إلا ابتسامات يفيض بها
فم الزمان، إذا ما انسدت الحيل
وليس بالمجد ما تشقى الحياة به
فيحسد اليوم أمسا، ضمه الأزل
فما الحروب سوى وحشية ، نهضت
في أنفس الناس فانقادت لها الدول
وأيقظت في قلوب الناس عاصفة
غام الوجود لها، واربدت السبل
فالدهر منتعل بالنار، ملتحف
بالهول، والويل، والأيام تشتعل
والأرض دامية ، بالإثم طامية ،
ومارد الشر في أرجائها ثمل
والموت كالمارد الجبار، منتصب
في الأرض، يخطف من قد خانه الأجل
وفي المهامه أشلاء، ممزقة
تتلو على القفر شعرا، ليس ينتحل