أبو القاسم الشابي |
تتغنى ، وقطعة من وجودي
فيك ما في جوانحي من حنين
أبدي إلى صميم الوجود
فيك ما في خواطري من بكاء
فيك ما في عواطفي من نشيد
فيك ما في مشاعري من وجوم
لا يغني، ومن سرور عهيد
فيك ما في عوالمي من ظلام
سرمدي، ومن صباح وليد
فيك ما في عوالمي من نجوم
ضاحكات خلف الغمام الشرود
فيك ما في عوالمي من ضباب
وسراب، ويقظة ، وهجود
فيك ما في طفولتي من سلام،
وابتسام، وغبطة ، وسعود
فيك ما في شبيتي من حنين،
وشجون، وبهجة ، وجمود
فيك- إن عانق الربيع فؤادي
تتثنى سنابلي وورودي
ويغنى الصباح أنشودة الحب،
على مسمع الشباب السعيد
ثم أجنى في صيف أحلامي
الساحر ما لذ من ثمار الخلود
فيك يبدو خريف نفسي ملولا،
شاحب اللون، عاري الأملود
حللته الحياة بالحزن الدا
هتاف السؤوم والمستعيد
فيك يمشي شتاء أيامي البا
كي، وترغي صواعقي ورعودي
وتجف الزهور في قلبي الدا
جي، وتهوي إلى قرار بعيد.
أنت يا شعر-قصة عن حياتي
أنت يا شعر صورة من وجودي
أنت يا شعر-إن فرحت-أغاريدي
وإن غنت الكآبة -عودي
أنت ياشعر كأس خمر عجيب
أتلهى به خلال اللحود..
أتحساه في الصباح، لأنسى
ما تقضى في أمسي المفقود
وأناجيه في المساء، ليلهيني
أنت ما نلت من كهوف الليالي
وتصفحت من كتاب الخلود
فيك ما في الوجود من حلك، دا
ج، وما فيه من ضياء، بعيد
فيك ما في الوجود من نغم،
حلو، وما فيه من ضجيج، شديد
فيك ما في الوجود من جبل،
وعر، وما فيه من حضيض، وهيد
فيك ما في الوجود من حسك،
يدمي، وما فيه من غضيض الورود