خَليلَيَّ ما لِلحُبِّ يَزدادُ جِدَّةً عَلى الدَهرِ وَالأَيّامُ يَبلى جَديدُها
وَما لِعُهودِ الغانِياتِ ذَميمَةً وَلَيلى حَرامٌ أَن تُذَمَّ عُهودُها
أَلَمَّت وَجُنحُ اللَيلِ مُرخٍ سُدولَهُ وَلِلسِجنِ أَحراسٌ قَليلٌ هُجودُها
فَقُلتُ لَها أَنّي تَجَشَّمتِ خُطَّةً يُحَرِّجُ أَنفاسَ الرِياحِ وُرودُها
فَقالَت أَطَعنا الشَوقَ بَعدَ تَجَلُّدٍ وَشَرُّ قُلوبِ العاشِقينَ جَليدُها
وَأَعلَنتِ الشَكوى وَجالَت دُموعُها عَلى الخَدِّ لَمّا اِلتَفَّ بِالجيدِ جيدُها
فَقُلتُ لَها وَالدَمعُ شَتّى طَريقُهُ وَنارُ الهَوى بِالشَوقِ يُذكى وُقودُها
إِذا سَلِمَت نَفسُ الحَبيبِ تَشابَهِت صُروفُ اللَيالي سَهلُها وَشَديدُها
فَلا تَجزَعي إِمّا رَأَيتِ قُيودَهُ فَإِنَّ خَلاخيلَ الرِجالِ قُيودُها
وَلا تُنكِري حالَ الرَخاءِ وَفَوتَهُ فَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ يُعيدُها