هب يرخي للساقيات عنانه ويجلي للنيران مكانه
مر كالخاطر السريع إذا ما استيقطت عنه مقلةٌ وسنانه
أملٌ في جوانح اليمن المغمور ..أقى ملء الفضاء يبانه
وضمير مجنح شهد العالم في الأفق عطفه وحنانه
وشعور لآل قحطان فوار أجدّت نار الوغى فورانه
لا يبالي من المسافات في عصر ...يربي صرح الهوى فرسانه
أكلت ناره الحواجز والأسوار ..أكلاً وهشمت قضبانه
وتلقت فيه الكنانة شعباً مقبلاً من ماضيه يلقى جرانه
ودع العزلة التي نسج الدهر .. له من ظلامها أكفانه
خلع الأعصر القديمة إلا مجده التاريخي أو إيمانه
والتقى بعد بالعروبة ظمآناً ..إليها يبثها أشجانه
آب من عهده البعيد إلى مصر .. يلاقي في رحبها إخوانه
بعد ان حالت الظروف وعاقته ..الليالي وبلبلت أذهانه
غلبت روحه الزمان فردته ..حسيراً وذللت طغيانه
سلكت فوقه طريقاً إلى الأفلاك .. حتى تجاوزت سلطانه
**
يا سمو الأمير خطوتك الكبرى ..تعزي قلوبنا الأسوانه
أنت صوت الشعب اليماني المدوي انت أقوى أحداثه الرنانه
أنت في قلبه الشعور الذي أيقظ .. أعصابه وهزكيانه
أنت يمناه في يد المجمع الأعلى .. تحي أقطابه ولجانه
أنت ميثاقه العظيم، وأنت السر ..في نفسه ، وأنت الأمانه
أنت باب العصر الذي يرقب التاريخ ..من ضوء فجره مهرجانه
أنت نبع الحياة فجره الله ...لإسعاف أمة ظمآنه
تتخير لها الطريق فإن الليل ..داج ٍ وعينها حيرانه
وتحدث عن شعبك الصامت المكبوت ..إذ ليس يستطيع الإبانه
ظل في العزلة الطويلة حتى كاد أن يدعي الورى فقدانه
وتناسى ذو الوشيحة قرباه ..كأن ما كانوا همو جيرانه
كيف لم ينقذوا غريق أتيٍّ مزق الموج روحه اللهفانه
مستغيثاً يئن في لهوات السيل ... لا ينظرون إلا بنانه
زعموا أنه بعيد ولو مات ... لديهم ما يعوا جثمانه
أنقذوا كل أمة من عدو ... وتداعوا فكفكفوا عدوانه
ودعاهم قحطان يصرخ من هول ...الأفاعي فشجعوا أفعوانه
ليت شعري ما بالهم أعرضوا عنه ... وداسوا دموعه الهتانه
أتواصوا بمحوه من على الأرض ...أم استصغروا على الأرض شانه؟
إن يكن هان قيمة شعبه الفاني ... فهلا تسلموا بلدانه
فعساهم أن يذكروه إذا ما نظروا في خريطة ٍ ألوانه
وعسى أن يهمهم أمره إن درسوا في طبيعة صوانه
ولعل التاريخ في متحف الآثار ...يهدي إليهم عنوانه
**
سال جرح بالشام فاضطربت نجد ... وسحت له عيون الكنانه
وتنزى العراق غضبان كالليث إذا سامه الغبي مهانه
واستفز الشعب اليمني حفاظاً فانتضى سيفه، وهز لدانه
وشجى الأردن المصاب كان قد دمر المعتدي له عمانه
وفلسطين خبأت جرحها الدامي ...وهبت لجارها غضبانه
نكبة الشام وطدت برلمان الشام ...رغم العدى وأعلت مكانه
نكبة الشام وحدتنا فما من عربي إلا بكى برلمانه
صار قلباً يحرك العرب العربا ...ويجري في أرضهم شريانه
جهلت سره فرنسا فراحت تتحدى أسوده اليقظانه
وأرادت تمزيقه بيدٍ كانت إلى الأمس تجتديه الإعانه
لم تدمر بنيانه الحر لكن دمرت سمعة لها طنانة
أين أبطالها الأولى عبدوا ( هتلر) ... ذلاً وقدسوا صولجانه
نكصوا عن قراعه في حمى السين ... وهابوا قتاله وطعانه
لثموا منصليه في قاع باريس ... ركوعاً وألهوا نيرانه
أفيحمون عارهم بدما شعب كريم كانوا همو ضيفانه
**
لنمت أو نعش على الأرض أحراراً ..ولا عاش من يستسيغ الإهانة
إن شعباً يرضى الحياة سجيناً لا يساوي في قيمة سجانة
وحياة تصان بالهون والإذلال ..ليست خليقة بالصيانه
ودماء تنمو على الضيم رجسٌ نجساتٌ كراتها خوانه
كل شعب محى أساطيره السود ..ووارى تحت الثرى أوثانه
قد تلاشت كل العصور الذليلات ... وبادت كل الشعوب المهانه
واستحالت عبادة الناس للناس ... وأمسى حمل القيود خيانة