الشاعر سعيد يعقوب |
ذاكَ الذي يَعِدُ الوُعودَ وَلا يَفِي
الظالم ِ المَظلوم ِ وَالدَّانِي القَصِيِّ
المُشْتَكى الشَّاكي البَخيل ِالمُسْرفِ
النَّاعِس ِ الصَّاحِي الجَريءِ الخائِف ِ
القاسي الرَّقيق ِ المُسْتَفِز ِ المُرْهَفِ
المانِح ِ الأمَلَ الطليقَ بوَعْدِهِ
وَالمانِع ِ المَعْروفَ لِلمُتَلهِّفِ
مَلَكَ الفُؤادَ بِمَظْهَر ٍ وَبِجَوْهَر ٍ
وَتَأنُّق ٍ وَتَمَنُّع ٍ وَتَظَرُّفِ
إنْ بانَ لِلبَدْر ِالمُنَوَّر ِ يُخْسَف ِ
أوْ لاحَ لِلشَّمْس ِ المُنيرةِ تُكْسَفِ
أوْ مَرَّ مَا بَيْنَ الغُصُون ِ تَنَهَّدَتْ
ألمَاً وَعَضَّتْ أنْمُلَ المُتَأسِفِ
وَإذا تَبَسَّمَ خِلْتَ فَجْرًا أشْرَقَتْ
أنْوارُهُ مِنْ أفْق ِ ذاكَ المَرْشَفِ
وَإذا رَأتْهُ العَيْنُ حَلَّ بمَجْلِس ٍ
عَنْ رَمْقِها إيَّاهُ لمْ تَتَوَقَّفِ
وَإذا رَأتْهُ الفاتِناتُ تَآكَلتْ
حَسَداً وَقالتْ غِيرَةً :" لمْ نُنْصَفِ"
أيُّ النَّواظِر ِإنْ بَدَا لمْ تُخْطَف ِ
أيُّ المَسامِع ِ إنْ حَكى لمْ تُرْهَفِ
ذَهَبَتْ بِكُلِّ الحُسْن ِحَتَّى لمْ تَدَعْ
حُسْناً عَلى الدُّنيا بهِ لمْ تُوْصَفِ
فَلوَ انَّها ظهَرَتْ لِشَمْس ٍلمْ تُنِرْ
أوْ أنَّها طلعَتْ لِبَدر ٍ يَخْتَفي
مِنْ أيْنَ جِئْتِ بذي المَحَاسِن ِكُلِّها
مِنْ أيْنَ جِئْتِ بذا الجَمال ِاليُوسُفي
بَلغَتْ مِنَ الأشْياءِ غَايةَ حُسْنِها
وَكأنَّما قالَ الجَمَالُ لهَا : اصْطفِي
وَكأنَّها قالتْ لِكلِّ مَلاحَةٍ :
" يَا هذه ِ وَحْدي عَليَّ تَوَقَّفي"
وَلكمْ عَجِبْتُ وَكمْ بِها مِنْ مُعْجِب ٍ
مِنْ فِتْنَةٍ تُغْويْ وَعَقل ٍ فَلسَفِيّ
وَلقدْ كَفاهَا الحُسْنُ أعْباءَ الذَّكاءِ
لوَ انَّها بالحُسْن ِ كَانَتْ تَكْتَفِي
تَأتِيْ الذي تَأتِيْ بِغَيْر ِتَصَنُّع ٍ
وَتَقُولُ حِينَ تَقولُ دُونَ تَكَلُّفِ
رَشَأ سَبَى أسَداً فًسُبْحانَ الذي
قدْ أسْلمَ الأقْوَى لِحُكْم ِالأضْعَفِ