دَعِيْ عَنْكِ التَّفَاصِيلَ الصَّغِيرَةْ
وَمَا قَدْ كَانَ مِنْ قِصَصٍ مُثِيرَةْ
وَلَا تَتَذَكَّرِيْ مَا كَانَ إِنِّيْ
قَلَعْتُ بِقَسْوَةٍ مَنِّيْ جُذُورَهْ
يَدُ النِّسْيَانِ مَا أَبْقَتْ بِفِكْرِيْ
لَهُ أَثَرَاً وَقَدْ مَسَحَتْ سُطُورَهْ
وَلَا تَتَلَفَّتِيْ لِلْخَلْف وَانْسَيْ
بِأَنَّكِ كُنْتِ لِيْ يَوْمَاً أَمِيرَةْ
فَذَا زَمَنٌ مَضَى وَبِلَا رُجُوعٍ
رَمَادُ الأَمْسِ حُمْقٌ أَنْ نُثِيرَهْ
وَإِنْ عَادَتْ خَيَالَكِ ذِكْرَياتٌ
وَرَشَتْ مِسْكَهُ وَنَثَتْ عُطُورَهْ
فَقُولِيْ كَانَ حُلْمَاً ثُمَّ وَلَّى
وَوَاصَلَ بَعْدَ زَوْرَتِهِ مَسِيرَهْ
وَلَا تَتَأَسَّفِيْ أَبَدَاً عَلَيْهِ
وَلَا تَتَوَقَّعِيْ يَوْمَاً مُرُورَهْ
أَنَا مَا عَادَ يَعْنِينِيْ بِشَيْءٍ
وَلَسْتُ لَهُ مُعِيدَاً أَيَّ سِيرَةْ
طَوَيْتُ بِسَاطَ أَيَّامِيْ الخَوَالِيْ
وَأَنْتِ اطْوِيْ قَطِيفَتَهَا الوَثِيرَةْ
فَرُوحِيْ فِيْ شِبَاكِ الهَمِّ أَمْسَتْ
كَمَا شَاءَتْ لَهَا البَلْوَى أَسِيرَةْ
وَقَلْبِيْ لَمْ يَعُدْ رَوْضَاً نَضِيرَاً
صَقِيعُ اليَأْسِ لَمْ يَرْحَمْ زُهُورَهْ
تَغَشَّانِيْ الأَسَى مِنْ كُلِّ صَوْبٍ
وَيَا للهِ مَا أَقْسَى حُضُورَهْ
فَلَسْتُ أَزُورُ إِلَّا لِاضْطِرَارٍ
وَلَسْتُ أَقُولُ إِلَّا لِلضَّرُورَةْ