وتزوجت أخيرا ..
بئر نفط ..
وتصالحت مع الحظ أخيرا ..
كانت السحبة - يا سيدتي - رابحة
ومن الصندوق أخرجت أميرا ..
عربي الوجه .. إلا أنه ..
ترك السيف يتيماً .. وأتى
يفتح الدنيا شفاهاً .. وخصورا
فاستريحي الآن .. من عبء الهوى
طالما كنت تريدين أميرا ..
تتسلين به وقتاً قصيرا ..
يتسلى بك - يا سيدتي - وقتاً قصيرا
ويمد الأرض ، من تحتك ، ورداً وحريرا
فاشربي نفطاً .. وسبحان الذي
جعل البترول مسكاً وعبيرا ..
وتزوجت أخيراً ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين
وملكت الدين والدنيا معاً ..
فاسجدي شكراً لرب العالمين
رازق الطير على أشكالها ..
مسقط الغيث ، ملاذ التائهين
باعث الأموات من أكفانهم
باريء المرضى ، وكافي المعدمين
واهب النفط لمن يختارهم
من عباده الصالحين ..
كانت السحبة يا سيدتي رابحة
- مثلما قدرت - والصيد ثمين
وأنا غير حزين ..
لا تظني أبداً .. أني حزين
فأنا أعلم ، يا سيدتي ، علم اليقين
ما تسرين .. وماذا تعلنين
وأنا أعلم يا سيدتي
أكثر الخيل التي كنت عليها تلعبين ..
وأنا أعرف يا سيدتي
كيف خططت سنيناً وسنين
لتصيدي ملكاً ..
من ملوك الخلفاء الراشدين ..
لم يفاجئني الخبر ..
حين طالعت الجريده ..
ورأيت الشمع ، والأطفال ،
والثوب الموشى بالذهب
ورأيت الرجل المسحوب بالقرعة ..
معروضاً كبرواز الخشب ..
لم يحركني الخبر ..
حين شاهدتك في كل الصور
تتثنين كطاووس .. شمالاً ويميناً
وتذوبين حياء وخفر
وتشدين على كف النبي المنتظر ..
لم يساورني العجب
فهواياتك كانت دائماً ..
جمع فرسان الخشب ..
وتأملت شعوري ..
وأنا أقرأ أخبار زفافك
كيف لم أحزن .. ولم أفرح ..
ولا طرت سرورا ..
كيف لم أعبأ .. ولم أبرق ..
ولم أرسل زهورا ..
كيف في ثانية مات شعوري ..
فالتي أشعلت في معبدها قنديل عمري
لم تعد تعني قليلاً أو كثيرا ..
كيف ألقيت على الأرض الجريده ؟
ونسيت العرس أضواء ، ورقصاً ، وكؤؤوسا
وتأملت التصاوير أمامي ..
غير أني لم أجد فيها العروسا ..
.. وتسليت كثيرا ..
حين أبصرتك يا سيدتي ،
تقطعين الكعكة الكبرى ..
وتمشين كما تمشي اللعب
وتضمين أمام الناس براوز الخشب
وتشيدين بأنساب قريش
وفتوحات العرب ..
وتعجبت لنفسي ..
لم أكن أشعر في أي أسى
لم أكن أشعر في أي غضب ..
فانا عرفت يا سيدتي
أن أحلامك أن تلتقطي ..
بدوياً عاشقاً ..
يرهن التاريخ عند امرأة ..
ويبيع الله في جلسة جنس وطرب ..
ألف مبروك .. أيا سيدتي
وأدام الله بترول العرب