إني لأَخشى أن تموت عواطفي .. ويجف هذا النبع من أشعاري
وتقرّ نفسي بعد ثورتها ..فلا يهتاجها شئُ سوى التذكار
وترى مجال الكون عيني خالياً .. من بهجة الآصال و الأسحار
إني ليحزنني بقائي صامتاً .. ولدى هذا الكنز من أفكاري
في الشعر تأسائي وفيه رفاهتي .. ولربّ شكوى نفّست أكداري
هل زال من دنياي حسن هزني .. أم قر في قلبي لهيب النار
حب تضرم في حنايا أضلعي .. فأصابه يأس بطول قرار
وبكيته حتى مللت بكاءه .. فسكت منطوياً وحزني وارٍ
فإذا الحياة خلت من الحسن الذي .. قد كان فيه متعة الأبصار
وإذا بقلبي في مناحي أضلعي .. مثل الغريب يهيم في الأسفار
مستوحشاً في مهمة متطاول .. بعدت مطارحه على الأنظار
لمن الغناء أقوله فأصوغه .. من أدمعي ودمي ومن أسراري
ومن الذي يوحي إلى جماله.. بِدعَ الخيال ورنة الأوتار
ما أطلق الطير الشجي غناؤه .. مثل ابتسام الزهر و النوار
أو نضر الزرع البهيج بساطه .. كالشمس والماء النمير الجاري
الحب نبع الشعر منه تفجرت .. عين المعاني والخيال الساري
الحب لحن النفس وقعه على .. وتر القلوب بَنان موسيقار
الحب يفسح في الحياة مراحها .. ويحفها ببدائع الآثار
ولرُب ساعة خلوة هفافة .. طالت عن الأجيال و الأعمار
ولرُب وجه أبدعت قسماته .. أبهى من الجنات و الأنهار
ولرُب ثغر باسم أحيا المنى .. وأطارها في النفس كلّ مطار