مَوتي لأجلِكِ لم يَكنْ
أبدًا مفاجأةً
لأني قلتُها
إن لم أمتْ من أجلِ حُبِّكِ مُنيتي
فلأجلِ مَن محبوبَتي سأموتْ
مَوتي لأجلِكِ كانَ حتمًا آتيًا
إن عاجلاً أو آجلاً
مَوتي هنا
قد كانَ نهرَ تَقرُّبٍ
للهِ ربي صاحبِ الملكوتْ
يا أولَ الغيثِ الذي قطراتُهُ
نَزلتْ على روحِ الكليمِ
بها نطقْ
ولأجلِها دَبَّ الحنينُ
بمُهجةِ التابوتْ
واليمُّ فاضَ تَضرُّعًا
بدموعِهِ
فتطهَّرَتْ في البحرِ مُهجةُ "يونُسٍ"
ذي النونِ نادى
فاستجابَ الحوتْ
كلُّ القوافلِ في الهوى تأتي لنا
مَدّدُ السماءِ بأمرِهِ
مِن عندِ ربِّكَ صاحبِ الجبروتْ
قلتمْ وقالوا في الهوى
أما أنا
فالعشقُ عندي في الحياةِ سُكوتْ
بَيني وبينَ اللهِ سِرٌّ في الهوى
لو ذِعتُهُ في العالمينَ أموتْ
***
مَوتي لأجلِكِ لم يَكنْ
إلا لأجلِ دقيقةٍ
في العشقِ تجمعُنا معًا
لأرى بعيني لحظةَ استشهادي
يا ظبيةَ البانِ استقري داخلي
وتَجوَّلي بينَ الرُّبوعِ حبيبَتي
قلبي سيبقى مثلَ سَفحِ الوادي
رَكبُ الهوى مطرٌ يَزِخُّ ولونُهُ
لونُ المواجعِ في دماءِ قصائدي
وأنا المُعذَّبُ في الهوى والحادي
أنا كلما جُنَّ الغرامُ بداخلي
أخفيتُ وجهَكِ خَشيَةً
كي لا يراهُ بداخلي حُسادي
الموتُ في عينيكِ أصبحَ مُنتهَى
أملِ الذينَ تزمَّروا
واستهزءُوا
بل شَهَّروا بفؤادي
قالوا بهذا العشقِ صرتَ مَطيَّةً
فأجبتُهم
ما شأنُكم ؟
أدمنتُ فيها لحظةَ استعبادي