صَعبٌ تَكونُ حبيبتي غَيرَكْ
صَعبٌ أقولُ حَبيبتي بَعدَكْ
إنَّ الأُمومةَ مُستحيلٌ مَنحُها
إلا لِمَنْ يَهَبُ الحياة
يا مَن وَهَبْتِ لِيَ الحياة
يا مِنحةً مِن ربِّنا
شُكرًا كثيرًا للإله
لو أنَّهُ لم يُعطِني
إلا غَرامَكِ لاكتفيتْ
فَبِدونِ حُبِّكِ
كانَ عُمري
ذَرَّةً وَسَطَ الفَلاة
***
صَعبٌ تَكونُ حبيبتي
وَطنًا يُسافرُ في دَمي
مَن قالَ إنَّ حبيبتي
وطنٌ فَقطْ ؟
فَلَكَم فَهِمنا عَن نِساءِ الشرقِ
أشياءً غَلَطْ
ولقد ذَهبْنا بالخيالِ مَسافةً
حتى وصَلْنا بالرجولةِ والأُنوثةِ للشططْ
مَن ذا يُزيلُ الآنَ مِن فَهمِ الصغارِ حبيبتي
هذا اللغَطْ ؟
في الحبِّ يَكفي أن تُحِبَّ
وأن تُحَبْ
في الحبِّ يَكفينا فَقطْ
قَلبٌ يَمُدُّ يَديهِ نَحوَكَ مُستجيرًا
فامدُدْ إليه يَديكَ فَورًا إنْ بَسَطْ
فالحبُّ نَهرٌ مِن أحاسيسِ السماءِ
على فُؤادِكَ قد هَبَطْ
في الحبِّ دَومًا لا قُيودَ ولا شُروطْ
إياكَ يومًا أن تَجيءَ لِتَشترِطْ
فالحبُّ حَبَّاتُ الآلئِ تَنتَثِرْ
فَوقَ الضلوعِ
وأنتَ عُصفورٌ جَميلٌ يَلتَقِطْ
أرأيتَ في يَومٍ مُحبًّا قد قَنَطْ ؟
فالقلبُ مِن غيرِ الحبيبِ تَراهُ دَومًا
مِثلَ نَجمٍ
دارَ في فُلكِ العذابِ بلا هُدَى
وبِبئرِ حِرمانٍ سَقطْ
***
صَعبٌ تَكونُ حبيبتي
غَيرَ التي
مَلَكتْ زِمامَ الروحْ
فَحبيبتي مَزروعةٌ في دَاخلي
بُستانَ شَوقٍ
أينما تَغدوهُنالِكَ أو تَروحْ
والقلبُ شُبَّاكٌ على وَجهِ الحبيبةِ
دَائمًا مَفتوحْ
هي بَلسَمٌ كَم طَيَّبَتْ في داخِلي
رَغمَ السنينَ جُروحْ
في صَدرِها أرتاحُ دَومًا
مِن عَذابِ مَحبَّتي
وبِسرِّ سِرِّي في الكلامِ أبوحْ
هي ما أُريدُ ولا أُريدُ بِحبِّها
إلا الوصولَ لغايتي
أمشي إليها بالدَمِ المَسفوحْ
***
أنتِ الحقيقةُ لا مَجالَ لِغيرِها
سَيُصنِّفونَكِ في النساءِ مَليكةً
وسأعترِضْ
فالوصفُ أصغرُ أن يَليقَ بمن أُحبُّ
وليسَ يُوفِي بالغرضْ
فَرقٌ كبيرٌ دائمًا بينَ الحقيقةِ
والكلامِ المُفتَرضْ
أنا في الهوى مُتصوِّفٌ
والحبُّ عندي غايةُ الغاياتْ
قَلبانِ عِشنا واحترقْنا في الجَوى
فرأيتُ نُورَكِ في صَميمِ الذاتْ
مُتعثِّرٌ في خُطوتي لا تَعجَبي
قلبي يَقُصُّ بداخلي الآهاتْ
مِن فرطِ شَوقي للسماعِ فلا أَرَى
إلا عُيونَكِ مثلَ فَجرٍ آتْ
هذا الحنينُ حبيبتي يَغتالُني
هَيَّا اصهَرِيني في لَظى النظراتْ