بِكَم ستبيعُ ماضينا
وماذا بعدَها أفعلْ
إذا ما اشتقتُ في يومٍ
إلى الماضي
أترضى لي بأن أغدو بلا ماضِ
وماذا سوفَ يبقى لي ؟
إذا ما اشتقتُ في يومٍ إلى نفسي
فمن سيردُّني قُلْ لي
ومن سيُعيدُ للبنيانِ أنقاضي
ومن سيُعيدُ أغنيتي
يُعيدُ طفولتي الأولى
لنضحكَ مثلَ أطفالٍ
على الملآنِ والفاضي
حَرامٌ أن تكونَ الخَصمَ في عِشقي
وأيضًا سيدي القاضي
***
بكم ستبيعُ ماضينا
تَبيعُ العُمرَ والأحلامَ
صارحْني تبيعُ لمن
أنا مسجونةٌ في الكهفِ منذُ زمنْ
ويقتُلُني حنينٌ مثلُ سوءِ الظنْ
وتَدهمُني من الأوهامِ أسوأُها
فقلْ لي بعدَها قلْ لي
أصرِّحُ بالظنونِ لمنْ ؟
وأرسمُ في الفَضا قلبًا
أُزيِّنُهُ
وأُهديهِ
بشوقٍ للذي أمتَنْ
هو الماضي ولا شيءٌ سوى الماضي
حنيني دائمًا لو حَنْ
ومِن ضِيقي ومن وَجَعي
سأوشكُ بالحنينِ أُجَنْ
فلا يومًا نسيتُكَ في الهوى قَطُّ
وأقسم لا يكونُ ولنْ
***
أنا مخلوقةٌ كانتْ
بماضيها هنا تُعرَفْ
بهِ عُمري وميلادي وأحلامي
وتَعرفُ أنتَ واللهِ
ولن أحلِفْ
أنا مجهولةُ العنوانِ والأحلامْ
لماذا كلما عاهدْتَ في شيءٍ
تعودُ وبعدَها تُخلِفْ
فهل حقًا أنا قد كنتُ مجنونةْ
لأني طفلةٌ عاشتْ
تُحبُّ تذوبُ ـ واللهِ ـ بلا سَقفٍ
وفي أحلامِها تُسرفْ
أبوحُ لمنْ وآهِ وآهِ لو تَعرِفْ
أعاني سَكرةَ الموتِ
مِن الموتِ الذي من داخلي يَنزفْ
عجيبٌ عندَما في الحبِّ تَستجدي
الذي تَهواهْ
وتنزفُ وقتَها دَمًّا لكي يعطفْ
****
بِكمْ في الحبِّ ماضينا
هنا سيُباعْ
مَزادُ العشقِ مفتوحٌ
فزايِدْ وافتحِ الأوجاعْ
ودعْني في الهوى دعني
أنا مخلوقةٌ جاءَتْ إلى الدنيا
لكي تَلتاعْ
أعيشُ بداخلي وجعٌ
أعاني فيهِ ألفَ صِراعْ
وكيفَ أُلامُ في حبٍ أنا أعطيتُهُ عمري
وأنتم في الهوى أتباعْ
وأشكرُكمْ
تلومونَ !
أ جرَّبتُم هنا مثلي
حنينَ الأمِّ ، صرختَها ، ولوعتَها
إذا ما طفلُها قد ضاعْ ؟
***
بِكم في السوقِ يُبتاعُ الحنينُ بِكَمْ ؟
بِكم أنَّاتُ أشواقي وآهاتي
وأحلامٌ كوتْ بالدمعِ أحداقي
وحزنٌ بالضلوعِ ألَمّ
ولحْظاتٌ بها مِتُّ
لكي أجتازِ أوجاعي
وأعبرَ ألفَ ألفِ خِضمْ
بِكَم هَمي تبيعُ الآنْ
وهل جربتَ في يومٍ تبيعُ الهَمْ
وكم وجعي يُساوي الآنْ
إذا ثارتْ أحاسيسي
وفارتْ مثلَ موجِ اليمْ
أنا واللهِ شاريةٌ لتاريخي
وماضينا
لأني أشتري نفسي
فلا تهتمْ
***
لمن ستبيعُ أولَ لمسةٍ كانتْ
وأولَ دمعةٍ سالتْ
وأولَ همسةٍ باحتْ بها شَفتي
لِمن ستبيعُ أعصابي ونيرانًا
تَغذَّتْ من أحاسيسي
وثارتْ مثلَ بركانٍ طُوالَ الليلِ في رئتي
لمن ستبيعُ تاريخي وأزمنتي
هدايانا ، حَكايانا ، وشكوانا
وأشيائي التي عندَكْ
وأولَ لحظةٍ فيها على صدرِي
تركتُكَ مثلَ أغنيةٍ تَسوسُ لجامَ أخيلتي
لماذا أيها القرصانُ تَغدِرُني ،
تُحطِّمُني وتكسِرُ بينَ عَرضِ البحرِ أشرعتي
فأرجوكم أعيدوني إلى نفسي
فمَن سيُعيدُني يومًا إلى نفسي
ومن سيرُدُّ لي صفتي
أطيرُ الآنَ ؟
كيفَ أطيرُ باللهِ
أنا مكسورةٌ في العشقِ مكسورةْ
ولا أدري لماذا كسَّروا في العشقِ أجنحتي