وما تحتاجه الأنثى - عبد العزيز جويدة

وما تَحتاجُهُ الأنثى
هو السرُّ الذي في العشقِ
إن باحتْ بهِ ماتتْ
تُرى لو زهرةٌ عَطِشَتْ ببستانٍ
هنا في الحقلِ أو صرخَتْ
ستفهمُ ما الذي قالتْ ؟
تُرى لو أن لؤلؤةً شكَتْ
للبحرِ وَحدتَها وحَيرتَها
تُرى الأصدافُ تَسمعُها
وتفهمُ ما الذي عانتْ ؟
هو الإحساسُ يقتُلُ قلبَ صاحبِهِ
وقتلُكَ في الهوى قدَرٌ
وماذا في الهوى نفعلْ
إذا أقدارُنا شاءَتْ
وجمعُ الناسِ يبتسمونَ
والمقتولُ يبتسمُ
ويُقسمُ دائمًا باللهِ للناسِ
مَشاعرُنا برغمِ القتلِ
ما ضلَّتْ وما هانتْ
هي الأنثى تباريحٌ من الوجدِ
لهُ الأوجاعُ قد صلَّتْ
لهُ أرواحُنا صامتْ
هي الأنثى شموخٌ ما لهُ حدٌّ
فمَنْ سيلومُ نَرجسَةً
إذا غضِبَتْ
ومَن سيلومُ لؤلؤةً
إذا يومًا على أوضاعِها ثارَتْ ؟
ومَن يتفهَّمُ الأشواقَ إن غَدَرَتْ
وإن عصَفَتْ
وإن جنحَتْ إلى السلمِ
وإن _ في نصرِها _ ازدانَتْ
فهذا في الهوى فِقهٌ
ومَن في الدينِ لو يَفقَهْ
يُسمى عندَنا شيخٌ
ومن في العشقِ لو يفقهْ
كأن ممالكَ الدنيا
لهُ دانَتْ
هي الأنثى
إذا دلَّلتَها هدأَتْ
كعاصفةٍ على كفيكَ تَستلقي
وإن يومًا أسأْتَ الفهمَ
فاعذرْها
لأن النَّسمةَ العذراءَ
إن غضِبَتْ
كأن قيامةً قامَتْ
هي الأنثى
حقولُ الوردِ تُشبهُها
تَفرُّ كمُهرةٍ في القلبِ هائمةً
صهيلٌ فوقَ طاقتِها إذا انفعلَتْ
طِباعُ الخيلِ مُذْ خُلِقَتْ
إذا انفعلَتْ تَدقُّ الأرضَ
تثأرُ من حوافرِها
لتمسحَ دمعةً سالَتْ
ولينٌ يُشبهُ الأنهارَ إن سكَنَتْ
كماءِ النهرِ تنسابُ ..
ليونتُها
ويا ويلَ الذي في العشقِ أُنثاهُ
لهُ لانَتْ
تأمَّلْ بسمةَ الأنثى إذا عشِقَتْ
يُطلُّ الفرحُ مَذهولاً بعينيها
كألفِ فراشةٍ حطَّتْ
كألفِ فراشةٍ طارَتْ
تأمَّلْ ضوءَ عينيها
إذا مسَّ الحنينُ القلبَ
فانتفضَتْ إذا صرخَتْ
ومِن أعماقِها باحَتْ
#عبدالعزيز_جويدة

الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع: