أطلّي على طرفي الدامع
خيالاً من الكوكب السّاطعِ
ظلاً من الأغصن الحالمات
على ضفّة الجدول الوادعِ
و طوفي أناشيد في خاطري
يناغين من حُبّيَ الضائع
يفجِّرُنَ من قلبي المستفيض
و يقطرْنَ في قلبي السامع
لعينيكِ ، للكوكبين اللذين
يصبان في ناظريّ الضياءْ
لنبعين ، كالدهر ، لا ينضبان
و لا يسقيان الحيارى الظماء
لعينيك ينثال بالأغنيات
فؤاد أطال انثيال الدماء
يودُّ ، إذا ما دعاك اللسانُ
على البُعدِ ، لو ذاب فيه النداء
يطول انتظاري ، لعلي أراك
لعلي ، ألاقيكِ بين البَشَرْ
سألقاكِ . لا بد لي أن أراك
و إن كان بالناظر المحتضَرْ
فديْتُ التي صوّرْتها مناي
و ظلُّ الكرى في هجير السَّهرْ
أطليِّ على من حباك الحياة
فأصبحت حسناء ملء النظرْ !
#بدر_شاكر_السياب