وَقَــــفَ الـحِـمـارُ بِــربـوةٍ مُـتَـأمِّـلاً
فــــإذا الـخَـلائِـقُ حــولَـهُ أقـــزامُ
فـدعاهُمُ أن يـسمعوا و بأن يـعوا
فـهْـوَ الـرئـيسُ الـقـائدُ الـصَمصامُ
و الـقِـردُ صـفَّـقَ لـلخِطابِ مُـحَذِّراً
أنَّ الَّــذي يـعـصي الـحِـمارَ يُــلامُ
و الـكـلـبُ بــارَكَـهُ و هَـــدَّدَ قـائـلاً
إنَّ الـمُـخـالِـف لـلـرئـيـسِ يُــضـامُ
و الـضَّـبـعُ أعـلـنَـها لـهُـم مُـتَـوَعِّداً
لـلـمــارِقــيـن مــشـانِـقٌ ســتُـقـامُ
فالشَّعبُ هـم من أذعَـنوا أمَّا الَّذي
يــأبـى فــألـوانَ الــعَـذابِ يُـسـامُ
و اقـتـيـدَ لـلـتَّحقيقِ فـهـدٌ رافــضٌ
أمَّــــا الـنُّـمـور فـخـانَـها الإقـــدامُ
و الـلَّـبوةُ اخـتُطِفت و قـيل لِـلَيثها
إنَّ الــــــزواجَ بــلــبــوةٍ لَـــحـــرامُ
و الـصَّـيدُ صــودر لـحـمُهُ لـحـمارِنا
و نـصـيبُ مـنْ غَـنِمَ اللُّحومَ عِظامُ
فَـشَهِيَّةُ الـجحشِ الـرئيسِ تغيَّرت
و هـوى عـنِ الـفَكِّ الضَروسِ لِجامُ
مــا عـادَ فـي الأدغـالِ مـن مُـتَمَرِّدٍ
فـمـصيرُ مَـن شَـقَّ الـعصا الإعدامُ
الــحـالُ هــذي لـلَّـذين حـمـيـرُهُم
و ضِـبـاعُـهُـم و كِــلابُـهُـم حُــكَّـامُ