ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا
تجاهلْتُ حتى قيل أني جاهـــل
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص
ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
وكيف تنام الطير في وكناتها
وتحسد أسحاري علي الأصائل
وطال اعترافي بالزمان وأهله
فلست أبالي من تغول الغوائل
فلو بان عضدي ما تأسف منكبي
ولو مات زندي ما رثته الأنامل
إذا وصف الطائي بالبخل مارد
وعير قسا بالفهاهة باقل
وقال السها للشمس : أنت خفية
وقال الدجى : يا صبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة
وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
ويا نفس جدي إن دهرك هازل
#أبو_العلاء_المعري