الرجل الثاني - نزار قباني

أنا هنا ..بعد عام من قطيعتنا
ألا تمدين لي بعد الرجوع يدا ؟
ألا تقولين : ما أخبارها سفني ؟
أنا المسافر في عينيك دون هدى
حملت من طيبات الصين قافلة
وجئت أطعم عصفورين قد رقدا
وجئت أحمل تاريخي على كتفي
وحاضرا مرهق الأعصاب ، مضطهدا
ماذا أصابك ؟ هل وجهي مفاجأة
وهل توهمت أني لن أعود غدا ؟
ما للمرايا على جدرانها اختجلت
لما دخلت ، وما للطيب قد جمدا
ما لون عينيك ؟ إني لست أذكره
كأنني قبل لم أعرفهما أبدا
يا مدفن الثلج هل غيري يزاحمني
وهل سريرُ الهوى ما عاد منفردا
حقيبة الرجل الثاني ومعطفه ارى
وتبغهُ لم يزل بالصحنِ متقدا
إني لأبحث في عينيك عن قدري
وعن وجودي ، ولكن لا أرى أحدا .

الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع: