هل تُرانا نَلتقي أم أنَّها كانت اللُّقيا على أرض السرابِ
ثُمَّ ولَّتْ و تلاشى ظلها و استحالت ذكرياتٍ للعذابِ
هكذا يَسألُ قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغيابِ
فإذا طيفك يرنو باسماً وكأني في استماعٍ للجوابِ
أولَمْ نمضي على الحقِ معاًكي يعود الخير للأرض اليبابِ
فمضينا في طريقٍ شائكٍ نتخلى فيه عن كل الرِّغابِ
و دفنَّا الشوق في أعماقنا و مضينا في رضاءٍ واحتسابِ
قد تعاهدنا على السيرِ معاً ثم أعجلتَ مُجيباً للذهابِ
حين ناداني ربٌ منعمٌ لحياة في جنان ورحابِ
و لقاءٍ في نعيمٍ دائمٍ بجنود الله مَرحى بالصِّحاب
قدموا الأرواح والعمر فدا مستجيبين على غير ارتياب
فليعد قلبك من غفلاته فلقاء الخلد في تلك الرحابِ
أيها الراحل عُذرًا في شِكاتي فإلى طيفِك أنَّاتُ عِتابِ
قد تركتَ القلب يَدمِي مُثقلا تائهاً في الليل في عمق الضبابِ
و اذا أطوي وحيداً حائرا أقطع الدَّرب طويلاً في اكتئابِ
و إذا الليلُ خِضَم موحش تتلاقى فيه أمواج العذابِ
لم يعد يبَرق في ليلي سَناهُ قد توارت كل أنوار الشهابِ
غير أني سوف أمضي مثلما كنتَ تلقانيَ في وجه الصعاب
سوف يمضي الرأس مرفوعاً فلا يرتضى ضعفاً بقولٍ أو جوابِ
سوفَ تحدوني دماءٌ عابقات قد أنارت كل فج للذهاب
هل تُرانا نلتقي أم أنها كانت اللُّقيا على أرض السرابِ
ثم ولت و تلاشى ظلها و استحالت ذكرياتٍ للعذاب
هكذا يَسألُ قلبي كلما طالت الأيام من بعد الغيابِ
#أمينة_قطب