قالتْ مها مالهُ ما همَّها مالي
وهمُّها الهمُّ لكنْ دّمعُها غالي
تَرُدُّ عن عينها عيني وتَشغَلُني
عن حالها بسؤالي كَيفَ أحوالي؟
بَنو الحروبِ بنا من حُزننا خجلٌ
إذا حَزِنّا اعتَذَرنا يا ابنةَ الخالِ
ويا مها دَعْكِ مِنَّا إنَّهُ زَمَنٌ
تَداولَ الناسً الموتَ فيهِ كالمالِ
تَدَاولوهُ إلى أنْ أشبَهوهُ فهُمْ
صُمُّ الملامحِ من شيبٍ وأطفالِ
تّكَرّرَ الأمرُ حتى لم يَعُد خَبَراً
يُرى ويُسمعُ لكنْ ليسَ في البالِ
طولُ الحضورِ شبيهٌ بالغيابِ ومّنْ
تَذّكّرَ الموتَ عدّى عنه كالسالي
فهُمْ إذا قابلوهُ صُدفةً صَدَفُوا
عن دَربِهِ بين إجلالٍ وإهمالِ
ما أعرضوا عنهُ إلّا قابلينَ بهِ
لا فَرقَ ما بينَ إعراضٍ وإقبالِ
وَهمُ الدوامِ ضروريُّ يُعاشُ بهِ
ورُبَّما رَوِيَ الظمآنُ بالآلِ
إنّي لَيُتعِبُني يأْسي وأُتعِبُهُ
إذْ أَنَّ ما زادَ يأسي زادَ آمالي
نحنُ الذينَ مشينا للجيوش وقد
مَشَتْ لنا, مَشْيَ أهوالٍ لأهوالِ
بلا سلاحِ سوى حبرٍ على ورقٍ
ولا دُروعِ سوى خَلٍّ على شالِ
يَرمي الفتى نفسهُ فوقَ الجنودِ بما
في الصَدرِ من كَرَمٍ مُحْيٍ وقَتَّالِ
كَمْ أَلفِ دبّابةٍ والجُندُ تَقْدُمُها
صَفّاً من النَملِ يحمي صَفَّ أفيالِ
كَأنّها كلّما صَرَّتْ جَنازِرُها
والغالزً يَحجُبُها أسرابُ أغوالِ
عّرَّفَها الناسُ ما أحجامُ أرجُلِهِمْ
لمّا عَلَوْها جَهاراً في الضُحى العالي
والجُندْ وّلَّوا كنًملٍ جاءَهُ مطرُ
أو نائمينَ عُراةٍ يومَ زِلزالِ
نَضَوا ملابِسهم أنْ يُعرَفوا فَزَعاً
والعُمرُ أثمَنُ مِنْ ثَوبٍ وسِربالِ
حتى رَمَوا رُتَبَ الأكتافِ فَاتَّشَحتْ
بها الشوارعُ فَانظُرْ طيِّبَ الفالِ
والعُزَّلُ انتًصروأ الّلهم صلِّ على
مُحَمدٍ وعلى الأَصحابِ والآلِ
واليومَ نحنُ أُسارىً في منازِلنا
ويَسأَلُ الحُرُّ مِنّا أيُّنا التالي؟
وأدرَكَ الوَغدُ مِنّا ما أرادَ بنا
فكُلّنا ما بينَ مخذولٍ وخَذّالِ
والناسُ إن وَجَدوا الأحرارَ في
كُرَبٍ, تّناذلوا وهُمُ لَيسوا بِأنذالٍ
فالناسُ كالناسِ إلّا أنّهُم يَئِسوا
مِن صَدِّ أرتالِ هَمٍّ بَعدَ أرتالِ
مِنَ المصائبِ لاذوا بالمصائِبِ
كالأسماكِ فَرَّتْ من المِقلاةِ للقالي
والمَرءُ يَيأسُ من إبراءِ عِلَّتِهِ
إنْ عاوَدَتهُ مِراراً بعد إبلالِ
أبشِر إذا ما رَأَيتَ اليأسَ مُكتَمِلاً
ولَم تجِدْ حيلةً فيهِ لِمُحتالِ
فإنَّ في كلِّ يأسٍ كاملٍ أملاً
وكَمْ نبيٍّ خَفِيٍّ تحتَ أسمالِ
سَيُهزِمُ الوَغدُ مُختالاً بِنَصرَتِهِ
فَلَيسَ أسهلُ منْ إهلاكِ مُختالِ
هذي الميادينُ فيما بيننا حَكمُ
وسوفَ يدري الأعادي أيُّنا الجالي
أودَت ذَخائرُهم إلّا فَوارِغُها
فالآن يُوفَونَ مِثقالاً بمِثقالِ
نرى القديمَ جديداً من بَراءتنا
وهوَ المُعادُ لِأجيالٍ وأجيالِ
شَعبُ يسيرُ بِراياتٍ مُلوَّنةٍ
لِدولةٍ وَقَفتْ بِالأكْدَرِ البالي
فإنْ تَجَمَّعَ باتَ المُلْكُ غَلَّتهُ
وإنْ تَفَرَّقَ أمسى رهنَ أغلالِ
وحُلَّةُ الدولةِ الجرباءُ تُحرَقُ
لا تُطلى بقارٍ وإلّا أَعْدَتِ الطالي
أَجدِرْ بما كانَ يَوماً أن يكونَ غداً
فالدَهرُ بعدُ خيوطٌ فوقَ أنوالِ
قد يلحقُ الذُلُّ غَلّاباً بلا شَرَفٍ
والنصرُ يُهدى لمغلوبينَ أبطالِ
#تميم_البرغوثي
وهمُّها الهمُّ لكنْ دّمعُها غالي
تَرُدُّ عن عينها عيني وتَشغَلُني
عن حالها بسؤالي كَيفَ أحوالي؟
بَنو الحروبِ بنا من حُزننا خجلٌ
إذا حَزِنّا اعتَذَرنا يا ابنةَ الخالِ
ويا مها دَعْكِ مِنَّا إنَّهُ زَمَنٌ
تَداولَ الناسً الموتَ فيهِ كالمالِ
تَدَاولوهُ إلى أنْ أشبَهوهُ فهُمْ
صُمُّ الملامحِ من شيبٍ وأطفالِ
تّكَرّرَ الأمرُ حتى لم يَعُد خَبَراً
يُرى ويُسمعُ لكنْ ليسَ في البالِ
طولُ الحضورِ شبيهٌ بالغيابِ ومّنْ
تَذّكّرَ الموتَ عدّى عنه كالسالي
فهُمْ إذا قابلوهُ صُدفةً صَدَفُوا
عن دَربِهِ بين إجلالٍ وإهمالِ
ما أعرضوا عنهُ إلّا قابلينَ بهِ
لا فَرقَ ما بينَ إعراضٍ وإقبالِ
وَهمُ الدوامِ ضروريُّ يُعاشُ بهِ
ورُبَّما رَوِيَ الظمآنُ بالآلِ
إنّي لَيُتعِبُني يأْسي وأُتعِبُهُ
إذْ أَنَّ ما زادَ يأسي زادَ آمالي
نحنُ الذينَ مشينا للجيوش وقد
مَشَتْ لنا, مَشْيَ أهوالٍ لأهوالِ
بلا سلاحِ سوى حبرٍ على ورقٍ
ولا دُروعِ سوى خَلٍّ على شالِ
يَرمي الفتى نفسهُ فوقَ الجنودِ بما
في الصَدرِ من كَرَمٍ مُحْيٍ وقَتَّالِ
كَمْ أَلفِ دبّابةٍ والجُندُ تَقْدُمُها
صَفّاً من النَملِ يحمي صَفَّ أفيالِ
كَأنّها كلّما صَرَّتْ جَنازِرُها
والغالزً يَحجُبُها أسرابُ أغوالِ
عّرَّفَها الناسُ ما أحجامُ أرجُلِهِمْ
لمّا عَلَوْها جَهاراً في الضُحى العالي
والجُندْ وّلَّوا كنًملٍ جاءَهُ مطرُ
أو نائمينَ عُراةٍ يومَ زِلزالِ
نَضَوا ملابِسهم أنْ يُعرَفوا فَزَعاً
والعُمرُ أثمَنُ مِنْ ثَوبٍ وسِربالِ
حتى رَمَوا رُتَبَ الأكتافِ فَاتَّشَحتْ
بها الشوارعُ فَانظُرْ طيِّبَ الفالِ
والعُزَّلُ انتًصروأ الّلهم صلِّ على
مُحَمدٍ وعلى الأَصحابِ والآلِ
واليومَ نحنُ أُسارىً في منازِلنا
ويَسأَلُ الحُرُّ مِنّا أيُّنا التالي؟
وأدرَكَ الوَغدُ مِنّا ما أرادَ بنا
فكُلّنا ما بينَ مخذولٍ وخَذّالِ
والناسُ إن وَجَدوا الأحرارَ في
كُرَبٍ, تّناذلوا وهُمُ لَيسوا بِأنذالٍ
فالناسُ كالناسِ إلّا أنّهُم يَئِسوا
مِن صَدِّ أرتالِ هَمٍّ بَعدَ أرتالِ
مِنَ المصائبِ لاذوا بالمصائِبِ
كالأسماكِ فَرَّتْ من المِقلاةِ للقالي
والمَرءُ يَيأسُ من إبراءِ عِلَّتِهِ
إنْ عاوَدَتهُ مِراراً بعد إبلالِ
أبشِر إذا ما رَأَيتَ اليأسَ مُكتَمِلاً
ولَم تجِدْ حيلةً فيهِ لِمُحتالِ
فإنَّ في كلِّ يأسٍ كاملٍ أملاً
وكَمْ نبيٍّ خَفِيٍّ تحتَ أسمالِ
سَيُهزِمُ الوَغدُ مُختالاً بِنَصرَتِهِ
فَلَيسَ أسهلُ منْ إهلاكِ مُختالِ
هذي الميادينُ فيما بيننا حَكمُ
وسوفَ يدري الأعادي أيُّنا الجالي
أودَت ذَخائرُهم إلّا فَوارِغُها
فالآن يُوفَونَ مِثقالاً بمِثقالِ
نرى القديمَ جديداً من بَراءتنا
وهوَ المُعادُ لِأجيالٍ وأجيالِ
شَعبُ يسيرُ بِراياتٍ مُلوَّنةٍ
لِدولةٍ وَقَفتْ بِالأكْدَرِ البالي
فإنْ تَجَمَّعَ باتَ المُلْكُ غَلَّتهُ
وإنْ تَفَرَّقَ أمسى رهنَ أغلالِ
وحُلَّةُ الدولةِ الجرباءُ تُحرَقُ
لا تُطلى بقارٍ وإلّا أَعْدَتِ الطالي
أَجدِرْ بما كانَ يَوماً أن يكونَ غداً
فالدَهرُ بعدُ خيوطٌ فوقَ أنوالِ
قد يلحقُ الذُلُّ غَلّاباً بلا شَرَفٍ
والنصرُ يُهدى لمغلوبينَ أبطالِ
#تميم_البرغوثي