نَضَبَتْ بحورُ الشِّعرِ يازهراءُ
ولذا اشتكاكِ الشعرُ والشعراءُ
أَوَ لستِ آخرَ قطرةٍٍ صنعوا بها
أحلى القصائدِ، ثُمَّ غِيضَ الماءُ
أوَ لستِ أجملَ قصةٍ كُتِبَتْ، فما
خطَّتْ مثيلَ جمالِها الأدباءُ
يا أجملَ الأسماءِ لو تدرينَ كيفَ..
تحيَّرت في وصفِكِ الأسماءُ
قالت نُؤَمِّرُها علي عرشِ الهوى
ولها النساءُ جميعُهُنَّ إماءُ
فهيَ الأميرةُ لا مِراءَ، وإنها
نورٌ لكلِّ إمارةٍ وبهاءُ
وتودَّدَ القمرانِ، كلٌّ يبتغي
مِنكِ الرِّضا، وانصاعت الجوزاءُ
واحتجَّتِ الأزهارُ عندكِ، فارفقي
بالفُلَّةِ البيضاء يا حسناءُ
وبوردةٍ حمراء تأخذُ لونَها
من خدِّكِ الورديِّ حيث تشاءُ
وبحبَّةِ الكَرَزِ التي أعطيتِها
لونَ الشِّفاهِ الحُوِّ يا لمياءُ
وبِغُصنِ بانٍ كان يحسبُ أنَّهُ
لمَّا يميدُ فما له نُظَراءُ
حتى ظَهَرْتِ فكاد يذوي مُطرقاً
وتساقطت أوراقُهُ الخضراءُ
يا ربَّةَ الحسنِ البديعِ،ترفَّقي
بفؤادِ صَبٍّ قد كساهُ وفاءُ
خَفَقَ الفؤادُ، فلا تلومي عاشقاً
سُمِعَتْ لنبضِ فؤادِهِ أصداءُ
فالعينُ ساهرةً يُجافيها الكرى
منذ ارتأتكِ وهَدَّها الإِعياءُ
ولقد أُصيبت إذ رماها بالضُّحى
سهمٌ رَمَتْهُ عيونُكِ الحوراءُ
والعقلُ يسبحُ في بحاركِ هائماً
أودت بِهِ الأمواجُ والأنواءُ
لا شطَّ يُنقذُهُ سوى صدرِ التي
في مقلتيها الداءُ والإدواءُ
يا ربَّةَ الحُلمِ الذي قد زارني
صُبْحاً، وحين تلفُّني الظَّلماءُ
رِفقاً بليلٍ لونُهُ من شعرِكِ ال..
مجدولِ، بل وعيونُهُ السوداءُ
رفقاً بأفْقٍ، قد خَبَتْ نَجْمَاتُهُ
لمَّا سَطَعْتِ وشَعَّ منكِ ضياءُ
رفقاً بمُضناكِ الذي أسهرتِهِ
وغَزَاهُ طيفُ جمالِكِ الوضَّاءُ
جودي ببذلِ الحُبِّ أو فتمنَّعي
إنَّ التمنُّعَ في الحِسانِ سخاءُ
#جمال_مرسي