قد لاتكون هناك شخصية مثيرة للجدل والخلاف في الوطن العربي في العصر الحديث مثل شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين
فهناك من ينظر له على أنه مجرد ديكتاتور راحل وهناك من ينظر له على أنه الرجل الوطني صاحب المواقف المشرفه في جميع القضايا العربية والإسلامية وهناك من يحتار ولا يستطيع أن يجزم في أمره
وفي رأيي الشخصي أن صدام قد يتساوى مع الكثييييييييييييير من رؤساء وزعماء العالم في نقطة الديكتاتوريه إلا أنه يختلف كثيييييييييييراً عن غيره في الكثير من المواقف والأفعال
ومن هذا التحليل فهمت المقصود ببعض المعاني الذي درستها سابقاً في دراستي للعلوم السياسية عن (الديكتاتورية الوطنيه , ونظرية الديكتاتور العادل) والتي تختلف تماماً عن أنواع أخرى من الديكتاتورية
وقد كتبت مقالاً في مدونتي القديمة في يوم إعدام صدام عن بعض ما رأيته واستخلصته من تلك القضية وسوف أقوم بإعادة نشرة في هذه المدونة قريباً بإذن الله تعالى
بالطبع هذه الكلمات لن تحسم الحلاف حول هذا الرجل ولكنها مجرد رأي شخصي قد يصيب وقد يخطئ
وإليكم قصيدة من أجمل ما كـُـتب في رثاء الشهيد صدام حسين رحمه الله
(وللأسف لم أعثر على اسم كاتبها فإن كان أحد الزوار الكرام يعلم من هو فرجاءً أن يخبرني )
(بكت القيود على يديك)
وَقـَفـْتَ كالجَــبَـل ِالأشـَـــمِّ مُعَــانِـدَا
قـدْ كـنـتَ صـقـــراً والقـضـاة ُطرائـِدَا
قدْ كـنـتَ حَـشْــدَاً رغــمَ أنـَّـكَ واحــدٌ
وهُمُ الحُشودُ ، غدوا أمامَــكَ واحِـدَا
إنَّ الأسـودَ ، طـلـيـقــة ًوحـبـيـســة ً
لهــا هـيـبـة ٌتـَدَعُ القــلوب جَــوامـــِدَا
لمْ تُـنـْقـِص ِالأسَـدَ القيودُ ، ولمْ تُزدْ
حُــرِّيـِّـة ٌ، فــأراً ذلـيــــلاً شـَـــــاردَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجـبـل ِالأشـمِّ وليـسَ من
طـبـع ِالجـبـال ِبـأنْ تكــونَ خــوامِــدَا
قفصُ الحـــديدِ وأنتَ في قـُضْـــبَانِـهِ
مُـتـأمِّـلٌ ،، لـَعَــنَ الزمَـانَ الجَــاحِـــدَا
قدْ كانَ جُرحُكَ في ظهـور الواقـفـيـنَ
النـَّـاظـريـنَ إليـكَ سَــوْطاً جَالـِدَا
هُمْ يَحْـسِــدُونكَ كيفَ مثلُكَ صامِدٌ!!
وَمَتى أبـَا الشــُهـداءِ لمْ تَـكُ صَـامِــدَا
مِن بَعْـدِ كَفـِّــيـكَ السُـــيـوفُ ذليــلة ٌ
ليـسَـتْ تُـطـَـاوعُ سَـاحِــبـَاً أو غامِــدَا
والخــيلُ تبكي فارسا ًما صـادفــــتْ
كـمـثـيـلـهِ مُـتـَجـحِّــفـــلاً ومُـجـاهـــِـدَا
يَطأ ُالمصـاعِـبَ فهي غـُبْرة ُنعـــلـهِ
ويـَعَـافــهُـــنَ على التُـرَابِ رَوَاكـِـــدَا
إنَّ السَّـلاسِـلَ إنْ رَآهـــــــَا خـَانـِــعٌ
قـَـيــْدَا ً، رَآهَـا الثائـــــرُونَ قـَـلائِــــدَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجَبَل ِالأشَمِّ ويَا لهَـــــــا
مِن وَقـفــةٍ تـَرَكَــتْ عِــدَاكَ حَـوَاسِــدَا
لسْـنـَا نـُفـَـاجَـأ ُمن دَويـِّـكَ مـــــَاردِاً
فـلـقـدْ عَـهــِـــدْنــَاكَ الـدَويَّ المـَـــاردَا
كانَ القضـاة ُبهَا الفريسة َأثـخــنـِتْ
فـزَعَـاً ، وكـنتَ بها المُغــيرَ الصَّـائِـدَا
هُمْ دَاخِلَ الأقـفـاص ِتلكَ وإنْ يَـكــُو
نوا الخارجــيـنَ الأبعــديــنَ رَوَاصـِـدَا
قدْ كانَ واحِـدُهُــمْ يَـلـوذ ُبـنـفســـــهِ
أنــَّى التـفـتَّ إليــهِ صـَـــقـــرَاً حَـــاردَا
فمِنَ البطولةِ أنْ تـكـــونَ مُــقـــيَّـدَاً
قـيــدٌ كـهـذا القـــيــدِ يـَبْــقى خـَالـِـــــدَا
* * *
وَوَقـفـتَ كالجَـبـل ِالأشـــمِّ فمَا رَآى
الرَّائـي حَـبـيــسَــاً مُـسْـتَـفـَزّاً وَاقِـــــدَا
فـإذا جـلسـتَ جـلستَ أفقـَاً بارقـــــاً
وإذا وقـفـتَ وقـفـتَ عَـصْــفاً رَاعِــــدَا
مــا ضِـقتَ بالأحْمَال ِوهي ثـقـيلــة ٌ
قـدْ كـنـتَ بالجَـسَــدِ المُـكـَـابر ِزاهِــــدَا
كـانـتْ عَوادي الدَّهر حولكَ حُشَّداً
قـارَعْـتــَهُــنَ نـــَوازلا ً وصَـــوَاعِــــدَا
كــنــتَ الصَّـبورَ المُستجيرَ بـربِّـــهِ
والمُـسـتـعـيـنَ بـهِ حَـســيـراً سـَـاهِــدَا
أيـقـنــتَ أنَّ الدَّربَ وهيَ طـــويـلة ٌ
زَرَعَـــتْ ثــَرَاهَـا المُـسـْـتـَفـزَّ مَكَـائِـدَا
إنَّ الشَّـــدائِــدَ إنْ سَهـلنَ فسمِّــها
مَـا شِـــــئــتَ إلاَّ أنْ يـَكُـــنَ شــَدَائـِـدَا
* * *
بـكـتِ القـيودُ على يَديكَ خَجُولــة ً
إذ كـيـفَ قـــيـَّــدتِ الشُــجَــاعَ المَاجـدَا
وَيـَدُ الجَـبَـان طليقة ٌويحَ الرَّذائل
كيـفَ صِـرنَ على الزمــــَان مَحَــامِـدَا
ألجُـرحُ سَــيفاً صَارَ فـيكَ ومُرتقىً
والغـيـظ ُ كـفـَّاً صـَارَ فـيــكَ وسـَـاعِــدَا
حـَاكَـــمْـتـَهُــمْ أنـْتَ الذي بـدويــِّـهِ
أتعـبـتَ مَنْ يـرجـو لحَــاقــَكَ جَـــاهِــدَا
كــنــتَ العـراقَ بطــولة ًلا تنحـني
أبـداً وإنْ كـنـــتَ الجَـريـحَ الفــاقـــــِدَا
يـا مَـنْ فـقـدتَ بَنيـكَ لسْتَ بآسـِفٍ
فالأرضُ أغــلى من بنيكَ مَـقــاصـــِدَا
مـهـمَا تـكُـنْ جَــلِـدَاً فـأنـــَّكَ وَالـِـدٌ
والدمـعُ يَعْـرفُ كيفَ يـُغـري الوَالـــِدَا
إنِّي لأعْـجــَبُ مـن ربـَاطــةِ فـاقِــدٍ
أكــتــافـــُهُ هــذي وتــِلــكَ تَـســَــانـَــدَا
لـَجـَمَ الدمـوعَ بـعـيـــِّنـهِ لـكــــنـَّــهُ
أبْقى عـلى دَمْــع ِالأضــــَالع ِعَــامـِـدَا
للهِ دَرُّكَ مـــن أبٍ مُـتَـــصـَــــــــبِّرٍ
أبـكـتْ أبُــوَّتـــُـهُ الحَـــديـدَ الجـَـــامــِدَا
ولِـمَ التَـعَـجّـــبُ مـَـا لديكَ أعِـــزَّة ٌ
بـَعـدَ العراق أقـــَاربـَـــاً وأبـــــَـاعِـــدَا
* * *
ووقـَفـتَ كالجَـــبَــل ِالأشــمِّ مُكَابرَاً
كـنـــتَ الفــراتَ جَــــدَاولاً وَرَوافـِــدَا
كُـنـْتَ العِـرَاقَ المُسْتَـفزَّ بمَا لـــــهُ
مِن غيـظِ جُــرْح ٍلا يـَطـيـقُ كَــمـَائـــِدَا
هـَـا أنــتَ مـُتــَّهَــــمٌ لأنـَّـكَ لمْ تكـنْ
يـَوْمَـــا ًمِنَ الأيـــــَّـام ِرَقـْـمـَا ًزائـــِــدَا
هـــــَـا أنـتَ مُتـَّهَـمٌ لأنـَّــكَ وَاثـِـــبٌ
سـَتــُخـيـفُ سَطوتـُهُ الزمـَانَ الفاسِــدَا
قدْ حَاكَمُوكَ وَهُمْ عُــرَاة ٌفاخْلعَـــنْ
دمَـكَ اللّـَظـى ثـوبــا ًعـليهمْ شـاهِــــدَا
مـرَّتْ ثــلاثٌ داجــيــــاتٌ والدِّمــــا
كــانـــتْ وتبـقى تســتجـيرُ حـواشِــــدَا
وتعملقَ الأقــزامُ ، سابقَ راكــــعٌ
فوقَ البســــاطيل المـقـيـتةِ ساجــــــدَا
فَاحـْمـِلْ فـوانيـسَ البطـــــولةِ إنَّـهُ
زمـَنٌ بـُطــونُ دُجــــــَاهُ صِرنَ ولائـــِدَا
أأسِفتَ (وَالشَّعْبُ العَظيمُ) مُهَادِنٌ
والشــَّـوكُ أدْمـَى فـيـهِ جَـفــْنــا ًرَاقِــدَا
القــَادِمُونَ لـهُ سَـيـَحـْمــَدُ حُـكْمَهُـمْ
فـيْ كـــُلِّ حَــــــال ٍسَوفَ يبقى حَامِــدَا
صـَبْرَا ًعـَليهِ ولا تُعَـجِّــلْ خطـــــوَهُ
فـالـدَّرْبُ مـَا زالـتْ تــَجـُـودُ مـَكــَـائــِدَا
أليـَوْمَ قـدْ سـَـمَّى نِظامَــكَ بَائِــــــدَاً
وغـَـدَا ًيُــسـَـمـِّيـهـــمْ نِـظـَـامَـا ًبَائـِــــدَا
إلاَّ الذي خاضَ المَخاضَ بجـرحـهِ
مُـتـدرعـَاً بــدمــــــائــــهِ ومـُكـــــابـــدا
شدَّ الفــراتَ على يــديــــهِ مُكابراً
وطـوى عـنانَ الموتِ حُــرَّا ًصَـــامِــدَا
وَعَــلا جـبـيـنـا ًواسـتـثارَ مُروءة ً
وســـمـــا عـزيــزا ًواستشاط َمُجالِـــدَا
ومشى لميـتـتـهِ فأفــرحَ آمِـــــــلا ً
وسعـى لـجـنـــَّتـهِ فأحـــزنَ حَـاسِـــــدَا
فبمثل ذا يسـمــو العراقُ بمــثل ذا
يـحـيـا عـظــيـمــاً مُســـتضاءً خالــــدا
صبراً أبا الشــــهداءِ إنكَ في غــدٍ
سـتــرى العـراقـيـيـن صـــوتاً راعـــدا
هـو وعــدُ ربِّكَ إنَّ ربَّكَ صـــــادقٌ
مـا كــــانَ وعــــدُ الله إلاَّ نـــافـــــــــدا