لسوف أعود يا أمي
أقبل رأسك الزاكي
أبثك كل أشواقي
وأرشف عطر يمناك
أمرغ في ثرى قدميك
خدي حين ألقاك
أروي التراب من دمعي
سرورا في محياك
فكم أسهرت من ليل
لأرقد ملء أجفاني
وكم أظمأت من جوف
لترويني بتحناني
ويوم مرضت لا أنسى
دموعا منك كالمطر
وعينا منك ساهرة
تخاف علي من خطر
ويوم وداعنا فجرا
وما أقساه من فجر
يحار القول في وصف
الذي لاقيت من هجري
وقلت مقالة لازلت
مدكرا بها دهري
محال أن ترى صدرا
أحن عليك من صدري
ببرك يا منى عمري
إله الكون أوصاني
رضاؤك سر توفيقي
وحبك ومض إيماني
وصدق دعائك انفرجت
به كربي وأحزاني
ودادك لا يشاطرني
به أحد من البشر
فأنت النبض في قلبي
وأنت النور في بصري
وأنت اللحن في شفتي
بوجهك ينجلي كدري
إليك أعود يا أمي
غدا أرتاح من سفري
ويبدأ عهدي الثاني
ويزهو الغصن بالزهر
كلمات الشاعر : هشام زرور