شُكْرَاً لَكُمْ شُكْرَاً لَكُمْ فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة - نزار قباني

0


شُكْرَاً لَكُمْ 
شُكْرَاً لَكُمْ 
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم 
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
بلقيسُ ... 
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِلْ 
بلقيسُ .. 
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ 
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ .. 
وتتبعُها أيائِلْ .. 
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ 
هل يا تُرى .. 
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . . 
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا 
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ .. 
تلكَ التي 
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ .. 
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ .. 
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ .. 
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ .. 
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ 
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ 
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . . 
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ 
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ .. 
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ .. 
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ 
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ .. 
ما بين الحدائقِ والمزابلْ 
بلقيسُ .. 
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ .. 
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ .. 
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا 
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ .. 
يا أعظمَ المَلِكَاتِ .. 
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ 
بلقيسُ .. 
يا عصفورتي الأحلى .. 
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى 
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ 
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ 
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ 
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا .. 
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ 
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا .. 
وفي مفتاح شِقَّتِنَا .. 
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ .. 
والحروفِ الأبجديَّةْ ... 
ها نحنُ .. يا بلقيسُ .. 
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ .. 
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ .. 
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ .. 
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ .. 
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ 
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ 
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا .. 
صارَ القضيَّةْ .. 
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ 
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ .. 
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا 
ينامُ ولا ينامْ .. 

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ 
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ .. 
بلقيسُ .. 
ليستْ هذهِ مرثيَّةً 
لكنْ .. 
على العَرَبِ السلامْ 

بلقيسُ .. 
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ .. 
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ 
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ 
ولا تروي فُضُولْ .. 

بلقيسُ .. 
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً .. 
وناضرةً .. 
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ .. 
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً .. 
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ 
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها 
لم تنطفئْ .. 
ودخانُهَا 
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ 

بلقيسُ .. 
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ 
بلقيسُ .. 
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي .. 
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ .. 
يا زوجتي .. 
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ .. 
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ .. 
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ .. 
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ .. 
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ .. 
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها 
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ .. 
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ .. 

بلقيسُ .. 
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ .. 
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً 
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ .. 
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ 
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ .. 
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ .. 
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً .. 
وغابَةَ خَيْزُرَانْ .. 
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ .. 
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ .. 
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ .. 
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ .. 

بلقيسُ .. 
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني .. 
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ 
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ 
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ .. 
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ 
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ .. 
على الستائرِ .. 
والمقاعدِ .. 
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ .. 
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ .. 
من الكُؤُوسِ .. 
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ .. 
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. 
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ .. 
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ .. 
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ .. 
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ .. 
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ .. 
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ .. 
وتدخُلينَ على الضيوفِ .. 
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ .. 
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ .. 
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي 
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ .. 
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ .. 
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ 
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ 
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ .. 
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ .. 
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ 
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ .. 
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ .. 
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ 
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ .. 
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ .. 
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ .. 
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ .. 
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً 
بين أعناقِ الرجالِ .. 
وبين أعناقِ النساءْ .. 
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا 
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ .. 
وتنتهي في كَرْبَلاءْ .. 
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم 
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ .. 
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ .. 
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ 
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ .. 
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ 
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا .. 
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ 
الحُزْنُ يا بلقيسُ .. 
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ .. 
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ 
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ .. 
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ .. 
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ .. 
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي 
وخاصِرَةِ العبارَةْ .. 
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ .. 
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ .. 
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ .. 
سَأَقُولُ في التحقيقِ .. 
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ .. 
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ .. 
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي .. 
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ .. 
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ .. 
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ .. 
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ 
وأنْ لا فَرْقَ .. 
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ 
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ 
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ .. 
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ .. 
حتّى العيونُ الخُضْرُ .. 
يأكُلُهَا العَرَبْ 
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ 
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ .. 
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ .. 
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني .. 
و لا أدري السَّبَبْ .. 
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ 
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ .. 
وجميعُ أشياء الجمالِ .. 
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ .. 

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ 
يا بلقيسُ ، 
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ 
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ 
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ .. 
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني 
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ 
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ .. 
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ .. 
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ .. 
يا بلقيسُ .. 
يا أَحْلَى وَطَنْ .. 
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ .. 
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ .. 
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ 
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ 
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ 
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي 
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ 
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ .. 
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ .. 
ويَعْتَدُونَ على النساءِ .. 
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ .. 
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ .. 
ويأكُلُونَ .. 
ويَسْكَرُونَ .. 
على حسابِ أبي لَهَبْ .. 
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ 
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا 
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ .. 
دونَ رأي أبي لَهَبْ .. 
لا رأسَ يُقْطَعُ 
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ 
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا 
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي 
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ .. 

سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ 
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ .. 
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا .. 
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا .. 
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ 
هل مَوْتُ بلقيسٍ ... 
هو النَّصْرُ الوحيدُ 
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

بلقيسُ .. 
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ .. 
الأنبياءُ الكاذبُونَ .. 
يُقَرْفِصُونَ .. 
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ 
ولا رِسَالَةْ .. 
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ .. 
نَجْمَةً .. 
أو بُرْتُقَالَةْ .. 
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ 
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ .. 
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا .. 
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً 
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ 
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ .. 
يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ .. 
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ .. 
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ .. 
المَجُوسيِّ .. 
الجَبَان 
والعالمُ العربيُّ 
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ .. 
ومَقْطُوعُ اللسانِ .. 
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها 
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي .. 
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ .. 
والطُّفُولَةَ .. والأماني 

بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. 
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ .. 
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى 
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ 
قد قَتَلُوا حِصَاني 
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما 
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ 
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ 
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ .. 
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ 
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ .. 
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ .. 
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ 
تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ... 
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ .. 
قَتَلُوا الرسُولَةْ .. 
ق .. ت .. ل ..و .. ا 
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة 

الشعراء:

#علاء_سالم إبراهيم أبو زيد إبراهيم اليازجي إبراهيم جمال إبراهيم طوقان إبراهيم عمر الأمين إبراهيم عيسى إبراهيم محمد إبراهيم إبراهيم ناجي ابن الجوزي ابن الخياط ابن الدهان ابن الرومي إبن الفارض ابن الفارض ابن القيم ابن المعتز ابن النبيه المصري ابن حزم الأندلسي إبن خلدون ابن خلدون ابن رزيق البغدادي ابن زيدون ابن سهيل الأندلسي ابن عبد ربه ابن عربي ابن نباتة المصري أبو إسحاق الألبيري ابو الاسود الدؤلي أبو البقاء الرندي أبو العتاهية أبو العلاء المعري أبو القاسم الشابي أبو تمام أبو صخر الهذلي أبو فراس الحمداني أبو نواس أبيات أبيات، علاء سالم إحسان البني أحمد الصافي النجفي أحمد المنعي أحمد بخيت أحمد رامي أحمد شوقي أحمد فتحي أحمد مطر أدب روسي مترجم أدب عربي إدريس جماع ادريس جماع أدونيس أسعد الغريري أشعار الثورة العربية أغاني أطفال الأخطل الصغير الإشبيلي الأصمعي الأعشى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الإمام الشافعي الإمام الشوكاني الإمام علي بن أبي طالب الأمير عبد الله الفيصل الباخرزي البحتري البرعي الثورة السورية الحطيئة الحلاج الخبز أرزي الرافعي الرصافي السمؤال السهروردي الشاب الظريف الشاعر القروي الشريف الرضي العباس بن الأحنف القشيري القيرواني المتنبي المجاهد المصري النابلسي الناشئ الأكبر النيسابوري الهادي آدم الهبل الواواء الدمشقي أم حمادة الهمذانية أماني العربي أمرؤ القيس امرؤ القيس أمل الشيخ أمل دنقل أمين ناصر الدين أنور سلمان أنور سليمان إيليا أبو ماضي بدر شاكر السياب بدوي الجبل بشار بن برد بلبل الغرام الحاجري بهاء الدين زهير تحميل كتب تميم البرغوثي جبران خليل جبران جرير جعفر ماجد جلال الدين الرومي جليلة رضا جميل الساعدي جميل بثينة حافظ إبراهيم حامد زيد حذيفة العرجي حسان بن ثابت حسن شحاتة حسن مرواني حكم وأقوال مأثورة حمزة شحاتة حنين عمر خالد الحصيني خليل فواز د. جمال مرسي د. مانع سعيد العتيبة د. مصطفى محمود دلال البارود دواوين كاملة ديك الجن رابعة العدوية رباعيات رثاء رسل راكان رشيد الخوري روائع روائع نثرية روائع٢ روضة الحاج رياض بن يوسف زكي الياسري زكي مبارك زهير السيلاوي سعاد الصباح سعيد يعقوب شاعر شؤون عربية وإسلامية شعر إسلامي شعر الثورة المصرية شعر الحب والغزل شعر الحكمة شعر الغزل الصريح شعر روسي مترجم شعر سياسي شعر عن الأم شعر مترجم شعراء شكسبير صالح الشرنوبي صباح الحكيم صبحي ياسين صريع الغواني صفوان التجيبي صفي الدين الحلي طرفة بن العبد عازر نجار عباس العقاد عبد الرازق عبد الواحد عبد الرحمن العشماوي عبد الرحمن يوسف عبد السلام رزيق عبد العزيز المذهل عبد العزيز جويدة عبد الغفار الأخرس عبد الله البردوني عبد الله الشبراوي عبد الناصر الشيخ عبد الواسع السقاف عبدالرازق عبدالواحد علاء جانب علاء سالم علاء_سالم علي الجارم علي بن الجهم علي بن هارون المنجم علي صالح القرعاوي علي فريد علي محمود طه عمر أبو ريشة عمر الفرا عُمَر الفرا عمر بن أبي ربيعة عمر طش عنترة بن شداد عيسى جرابا غادة السمان غازي القصيبي غزل فاحش فاروق النمر فاروق جويدة فاروق شوشة فالح بن طفلة فتى الشاطئ فهد العسكر فواز اللعبون قصائد بصوت فيروز قصائد مسموعة قصائد مغناة بصوت كاظم الساهر قيس بن الملوح قيس بن ذريح قيس لبنى كامل الشناوي كريم العراقي كريم معتوق كعب بن زهير لسان الدين الخطيب ماجد عبدالله مانع سعيد العتيبة محمد البياسي محمد الشهاوي محمد المقرن محمد جانب محمد جمال حجازي محمد جنيدي محمد شكر محمد شهاب الدين العربي محمد علوان محمد محمود الزبيري محمود حسن إسماعيل محمود درويش محمود سامي البارودي محمود غنيم مختارات مميزة مريد البرغوثي مصطفى حامد مصطفى صادق الرافعي مصطفى قاسم عباس مصطفى لطفي المنفلوطي مصعب السحيباني مظفر النواب معن بن أوس مقالات سياسية مـقـالاتــي مقولات من نوادر العرب من هنا وهناك مناسبات منية بن صلاح ميسون السويدان نازك الملائكة نجم الحصيني نجيب سرور نزار قباني نزار قباني - شعر سياسي نزار قباني ٢ نشوى جرار نور سليمان هاشم الرفاعي هالا محمود هشام الجخ وئام الليثي وداد العاقل وشاح إشبيليا ولادة بنت المستكفي ويليام شكسبير ياسر الأقرع يحيى السماوي يحيى توفيق حسن يزيد بن معاوية