العيد هلّ بدارنا .. يا أمِّ ما نفعُ الثياب
ما أزهرتْ ساحاتنا ... كلا ولا رحلَ الضباب
نحروا الأضاحي ؟ كيف لا ؟؟ .. فالدّمُّ سال من الشباب
بكتِ الديارُ عليهمُ ... بكتِ المآذنُ والقباب
يا أمِّ ليس لفرحتي ... عنوانُ في الأرضِ اليباب
ابنُ الشهيدِ بحزنهِ ... وعلى الأسيرِ بدا العذاب
أمُّ الفقيدِ دُموعُها .. هَطْلُ السماءِ من السّحاب
حِمصُ استغاثتْ يا أبي وحماةُ تلتحفُ الخَراب
أين الشيوخُ و نِفْطُهُمْ ؟ أين الفوارسُ والضِّراب
أهلُ البواشقِ أينَ هم ؟ أين العوادي والحِراب
إن المعادن في لهيب النار تصفو إذ تذاب
جسرُ الشغورِ تشردتْ .. والكل يرزحُ في اغتراب
إنْ لم تَهُبّوا نُصرَةً ..... لا خيرَ فيكمْ لا ثواب
أنى تعودُ رُجولةٌ ... قدْ لا تُجيدُ سوى الغياب ؟
حِمصُ الوليدِ استصرخت... والجُرحُ تَنهَشُهُ الذئاب
يا حِمصُ يا أمّ النّجُومِ .. وموطنُ الحرِ المهاب
صبراً فإن دماءَكم .. أغلالُهُم يومَ الحساب
عِفْنا مَقَالةَ قائلٍ ... إنّ الأمورَ إلى صَواب
بوعودِ إصلاحٍ وَ زَيْفٍ ... بَريقُها ماء السراب
يا أيها الظمآنُ إشربْ ... إذا يَطيبُ لكَ الشراب
أو فاصْدُقِ الرحمنَ واخرجْ .. لا تُبالي بالكلاب
ولْتَقُل اللهُ أكبرُ ... قد مضى زمنُ الصعاب
ولْتَقُل اللهُ أكبرُ ... قد مضى زمنُ الصعاب
***
من شعر : زهرة الأقحوان (ناشطة سورية)