لاتُحِبِّي شاعراً
إن كُنتِ حقاً
تبحثين عن السلام
إن كنتِ تخشين التغلغل
في دروب الحزن
والألم الذي
يكوي العظام
لاتحبي شاعراً
إن كان ظنكِ في الهوى
أن الهوى
وردٌ وشعرٌ وانسجام
لا تحبي شاعراً
فالشعر لا يأتي جميلاً هادئاً
الشعر يأتي كالعواصف
كالرياح القاذفات البرقِ
من رَحِمِ الغَمام
لا تحبي ذلك
المعتادُ أن يحيا وحيداً شارداً
فكأنما بين الحياة وبينه
ثأرٌ قديمٌ
وانتقام
لا تحبي بائساً
متقلبَ الوجدانِ يحملُ
كلَّ ما في الأرضِ من حزنٍ وآلامٍ
وضعفٍ وانفصام
لا تحبي من يراكِ قصيدةً
نزفت وتنزف كل يومٍ
مثل جرحٍ لا يريد الالتئام
لا تحبي شاعراً
إن كنتِ أنثى والسلام
فالشعر يحمله الذين تجردوا
من كل غايات الحياة
وزينة الدنيا
وذابوا كالشموع
ليحجبوا عنا الظلام
الشعر يحمله الذين
تعودوا موت الأماني
واحتراقَ القلبِ
من وجعٍ وبؤسٍ واهتضام
الشعر حلوٌ..
حين نقرأه كخبزٍ ساخنٍ
ونمر من بين الحروفِ
بِخِفَّةٍ مَرَّ الكِرام
لا أن نكونَ النار تُوقَدُ ثم تُطفاُ
ثُمَّ تُوقدُ ثم تُطفاُ
كيف نحيا عُمرنا
ما بين بردٍ واضطرام؟!
لا تحبي شاعراً يا حلوتي
إن كنتِ حقاً
تبحثين
عن السلام