مختارات من شعر أحمد الصافي النجفي

فأدركتُ من بعد العنا سرّ خيبتي
وأيقنتُ بعد البحث أني شاعرُ
***
لي جارة قد حرت في أمرها
ودلها الممقوت أو كبرها
أقول إذ اسمع أقدامها
قد قامت الحية من وكرها
***
قال قوم الجار قبل الدار
ولذا قد ألفت سكن القفار
طفت في الأرض ما ظفرت بجار
فمن اليأس ما أقمت بدار
***
حظك يا شعرُ مثل حظي
جئنا سجينين للوجودِ
أم أنت مثلي تعيش ملقى
فمن مهود إلى لحودِ
***
إني سئمت معيشتي
أفلا أموت على الأقل

***
أيا قبرا له جسمي يؤول
تعبت من المسير متى الوصول
***
تخليت عن نظم القصائد جانبا
وحطمت أقلامي ومزقت قرطاسي

***
وما العيش عندي غير مستنقع
وقعت وما لي منه منج سوى القبرُ
إذ رامت منه رفع رجلي جاهداً
أرى رجلي الأخرى تعود إلى القعرِ
***
وجهي دميم وقلبي عدو كل دميم
***
تقطع كل عضو من أخيه
فلم يقبل بأي الموصلات
وأشعر بالعظام مكسرات
جميعا قد طحنّ بمطحناتِ
***
استقبل الستين مستوحشاً
لا أهل لا مال ولا ولد
لا مسكن آوي له ثابت
لا سكن لا هند لا دعد
***
لو يلبس الناس ما تخفي سرائرهم
غطّت على الكلّ أدناس وأرجاسُ
***
وأنادي يا أيها الناس قولوا
هل رأيتهم شيئا يسمى الوفاء
***
كثر الخداع اليوم في أقوالنا
وانظر إلى من قال لا ما قيلا
***
أوقد الحاسدون حولي نارا
زادها اللؤم والريا والنفاق
***
ولقد أرى الحيوان حينا ظالما
لكن أرى الإنسان منه أظلما
***
عَدُوّان منذ البدء عقل و مرأة
وإن لم تصدق فألق آدم واسأل
***
بغداد حار المادحون بوصفها
زين البلاد كثيرة الأوصاف
كانت تحنّ لقطعة من كبدها
والآن عادت حين عاد الصافي
***
فعش ما حييت بأنف أشمّ
ولا ترض يوماً لشيء خضوعا
***
يا حائر الفكر في معيشته
لا تضطرب فالله خالقكا
***
عندما حضر جون كندي إلى حفل في الستينات قال له المذيع:
لماذا تأخرت يا سيدي..؟
قال بسبب غسل فمي من دنس قهوة عربية، عندها قتل جون كندي ، فباع النجفي سترته التي يرتديها واشترى علبة صبغ فكتب على السفارة الأمريكية في لبنان هذين البيتين اللذين عدّهما أحد الغربيين نصف الأدب العربي:
لئن تغسل الفم من قهوة
وبعدها غسلت في دمك
فاعلم بأنك قذر اللسان
وقهوتنا غسلت من فمك

اقرأ أيضاً: رباعيات أحمد الصافي النجفي

الأكثر مشاهدة هذا الأسبوع: